لو تمكنت من السفر بسرعة الضوء فھل ستنعكس صورة وجھي في المرآة؟
كان ھذا ھو السؤال الذي كان یطرحة آینشتین حتى تمكن من الوصول الى نظریة النسبیة.
أولاً، لا توجد أي كتلة قادرة على التحرك بسرعة الضوء... لكن ھذه مجرد فرضیة.
كي تنعكس صورة وجھي في المرآة، فیجب أن تتحرك بسرعة الضوء كي تصل الى سطح
المرآة، ثم تنعكس في المرآة متحركة بسرعة الضوء كي تصل الى عیني... لكن
الضوء القادم من وجھي لن یتمكن أبداً من التحرك بسرعة تفوق سرعتي، وبالتالي لن
یتمكن أبداً من الوصول الى المرآة؟
الضوء عبارة عن موجة؛ كما ھو الحال مع الصوت، الذي (كما في الرسم) اذا تحركت طائرة
بسرعتھ، فإنھ لا یمكنھ أن یسبقھا؛ بل على العكس، المراقب من داخل الطائرة سیجد أن
سرعة الصوت تساوي صفر...
وحسب ھذه الرؤیة، الضوء لن یتمكن من التحرك من وجھي
و یصل الى المرآة ثم یعود الى عیني... أي أن المنطق الخاص بتجاربنا الیومیة یعني أني لن
أتمكن أبداً من رؤیة انعكاس وجھي في المرآة.
آینشتین توصل الى حقیقة مخالفة تماماً لھذه الرؤیة... فسرعة الضوء ثابتة للجمیع؛
أي أني عندما أتحرك بسرعة الضوء سأرى انعكاس وجھي في المرآة بشكل طبیعي لأن
سرعة الضوء بالنسبة لي ستكون دائماً 300 ألف كیلومتر في الثانیة، حتى اذا كنت أنا أتحرك
بالسرعة ذاتھا... لكن ھذا لا یعني أن مراقب من الأرض مثلاً سیرى الضوء متحركاً
بسرعة تعادل ضعف سرعة الضوء؛ فھو أیضاً سیراه متحركاً بسرعة 300 ألف كیلومتر
في الثانیة... مع أن ھذا الأمر یبدو غریباً بالنسبة لنا، إلا أنھ صحیح: الضوء یتحرك
بالسرعة ذاتھا للجمیع متحركین وثابتین.