عرض مشاركة واحدة
قديم 12/05/2009   #28
شب و شيخ الشباب leonardo_dicabreo
عضو
 
الصورة الرمزية لـ leonardo_dicabreo
leonardo_dicabreo is offline
 
نورنا ب:
Sep 2008
المطرح:
Chicago
مشاركات:
1,965

إرسال خطاب ICQ إلى leonardo_dicabreo إرسال خطاب AIM إلى leonardo_dicabreo إرسال خطاب MSN إلى leonardo_dicabreo إرسال خطاب Yahoo إلى leonardo_dicabreo بعات رسالي عبر Skype™ ل  leonardo_dicabreo
افتراضي


لورنس بين شيوخ القبائل العربية

في هذه الأثناء كانت قوات الشريف حسين تسيطر على مكة المكرمة والطائف وينبع ورابغ ووجه في حين أن القوات التركية تسيطر على المدينة المنورة. لذلك كان الوضع في الجزيرة العربية صعبا جدا بالنسبة للأتراك مما أثار شهية القوات البريطانية التي قررت زيادة دعمها للقوات العربية.

ومن هنا بدأ لورنس خطة جديدة لاستقطاب شيوخ وزعماء القبائل والعشائر العربية وضمها في صفوف الثورة. فذهب إلى زعماء القبائل بصفته مبعوث الأمير فيصل وتحت حراسته يتفاوض معهم حتى استطاع اقناعهم بوقف الحروب فيما بينهم والانضمام للثورة.

وكان من هؤلاء الذين اعلنوا تأييدهم للثورة "جعفر باشا" والزعيم المعروف "نواف الشعلان" والزعيم "عودة أبو تايه"
بعد ذلك عرض لورنس على الأمير فيصل ضرورة احتلال العقبة لانهاء وجود الأتراك في هذا الميناء الحيوي.

العقبة

بعد أن اجتمع رجال القبائل تحت إمرة الأمير فيصل تحركت قواته صوب العقبة. رافق لورنس هذه القوات في رحلتها الطويلة في الصحراء القاحلة وتعرضت لأخطار كثيرة أبرزها قلة المؤن والعطش الشديد ومواجهات متفرقة مع الأتراك. استمرت رحلة هذه القوات ثمانية أسابيع قضاها لورنس اما راكبا أو ماشيا حتى وصلت إلى العقبة. وفور وصولها قرر لورنس الذهاب سريعا إلى السويس للمطالبة بدعم القوات البرطانية بالمؤن والطعام. ترك لورنس القوات العربية عند العقبة تحت قيادة الزعيم "عودة أبو تايه". ثم اتجه لورنس صوب السويس ومنها إلى القاهرة. وقد وعده الأنجليز بارسال مؤن عاجله إلى القوات في العقبة.

فوجئ لورنس لدى وصوله إلى السويس بأن الجنرال اللمبي قد تم تعيينه قائدا عاما خلفا للقائد "مورى" الذي أقيل وعاد إلى لندن.

تقابل لورنس مع اللنبي في القاهرة وقد فوجئ الأخير بمنظره حيث كان يرتدي ملابس عربية بدوية وقدمية حافيتين.

استفاض لورنس في شرح الموقف للجنرال اللنبي حتى استطاع كسر جمود تفكيره -الجنرال اللمبي- وحرصه الشديد الذي اشتهر بهما واثار حماسته لمساندة القوات العربية. كان لورنس في هذه الأثناء يضع احتلال دمشق نصب عينيه و رأى انها المحطة القادمة بعد العقبة.

عرض لورنس على الجنرال اللمبي فكرة سلخ جيش الأمير فيصل عن جيش الشريف حسين ونقل الأمير فيصل والقاعدة الإنجليزية من ميناء وجه إلى ميناء العقبة حتى تكون هذه القاعدة هي الجناح الأيمن لجيش اللنبي. وقد تطلع لورنس في هذه الأثناء لدور أكبر في فلسطين داعما فكرة الوكالة الصهيونية العالمية في أطماعها.

وافق اللنبي على هذا الاقتراح ولكن بقيت مهمة اقناع الشريف حسين بهذا الأمر.
اتجه لورنس مع الجنرال ويلسون لمقابلة الشريف حسين في جده. وقد توقع لورنس أن يثور الشريف حسين إلا أنه فوجئ به يوافق في هدوء. وقد أدرك لورنس أن السبب في ذلك هو سيطرة الجنرال ويلسون على الشريف حسين وقوة تأثيرة عليه.
في هذه الأثناء كان الوضع في العقبه قد استتب بعد نجاح "عودة أبو تايه" في احتلالها.

سقوط القدس

بعد احتلال العقبه سعت القوات التركيه بشى الطرق محاولة استدعاء هذا الميناء المهم. فدفعت بتعزيزاتها صوب العقبه وجرب مواجهات عنيفه انتهت بسحق القوات التركية وانتصار الثوار خصوصا بعد أن نجح لورنس في استجلاب دعم الطيران الإنجليزي من الجنرال اللنبي ووصول الطائات البريطانيه إلى العقبه. وكانت أشد هذه المواجهات في منطقة أبو لسان.

بعد ذلك اعتمد لورنس على حرب العصابات. فقام بتنفيذ الكثير من عمليات زرع الألغام على خطوط السكك الحديد التركيه وجنى من هذه العمليات انتصارات كبيره ساعدته على تثبيت اسمه.

اتجه بعد ذلك لورنس للقاء الجنرال اللنبي وقد توقع من الأخير أن يغدق عليه من الأوسمه والنياشين. بيد أن اللنبي كان يرى ضرورة صرف الانتباه من مجرد حرب على السكك الحديده لحرب مباشره لتنفيذ أطماع بريطانيا في فلسطين. فتكلم مع لورنس بغطرسه اثارت حنقه. تحدث اللنبي مع لورنس على ضرورة اشعال الثورة العربيه بالشكل الذي يسمح بتأليب الشعوب لتجني بريطانيا ثمار هذه الثوره بأقل تكاليف.

نجح اللنبي في صرف انتباه الأتراك نحو غزه حيث أوهمهم بأنه عازم على احتلال غزه مما دفع الأتراك إلى التأهب والاستعداد في حين أنه نفذ هجوم قاسي على أضعف المناطق التركيه مما اسهم في تحقيق انتصارات سهله أمام المشاه الأنجليز.
اتجه لورنس بنفسه إلى الدرعا للاستيلاء عليها قبل أن يجني اللنبي هذه الثمره بعد كل هذا التمهيد من جانب لورنس والأمير فيصل. ولأنه اتجه وحيدا فقد وقع في أيدي الأتراك الذين لم يعرفوا شخصيته. أوهمهم لورنس بأنه شركسي ولكنهم أصروا على أن يمثل بين يدي "ناهي بك" الحاكم التركي. سرت شائعه بعد ذلك بأن "ناهي بك" قد أقام علاقه شذوذ بلورنس إلا أن هذه الاشاعه لا يمكن التأكد من مصداقيتها وقد تكون وشايه من جانب الأنجليز بالحاكم التركي. المهم أن لورنس نجح في أن يتحرر من قبضة الأتراك وعاد كما كان ولكنه كان محمل بخيبة أمل الهزيمه التي تعرض لها في الدرعا وكان يخشى من مواجهة اللنبي المتغطرس المنتصر.

وبعد عودته علم أن اللنبي نجح في احتلال القدس وانه يريد مقابلته في اليوم التالي. تقابل لورنس مع اللنبي وقد لاحظ الأخير مدى تأثر لورنس بالهزيمه التي تعرض لها. فوعده -اللنبي- بأن يضع خطه عسكريه لاشعال فتيل الثورة العربيه مما أطرب لورنس.

وقد قام لورنس بتنفيذ هذه الخطه فقامت القوات العربيه بمهاجمة "الطفيله " وبعد شد وجذب مع القوات التركيه وتبادل النصر والهزيمه نجحت القوات العربيه في احتلال "الطفيله" في عام 1918. وعاد الأمل للورنس مره أخرى بعد أن نجح في قطع خطوط مواصلات الجيش التركي عبر البحر الميت.

سقوط دمشق وانتهاء الثورة

اتجه لورنس إلى مقر القائد العام اللنبي في القدس حيث اتفقا على ضرورة زيادة دعم الأمير فيصل باعتباره القائد القادم للثورة. مما دفع اللنبي إلى التعهد بتحمل كافة نفقاته وأرسل اليه مع لورنس مبلغ ثلاثمائة ألف جنيه وجمال محمله بالمؤن.
في هذه الأثناء لمع نجم "نوري السعيد" كنائب وقائد في صفوف قوات الأمر فيصل. وقد عينه فيصل بعد ذلك رئيسا للحكومة في العراق.




اتفق لورنس مع الأمير فيصل على تنفيذ الخطة المعده مسبقا بين لورنس واللنبي. تقوم الخطة على تنفيذ هجوم من بلدة أريحا في الخامس من مايو 1918 واحتلال مدينة السلط وبلدة معان وتدمير خط السكك الحديدة جنوب عمان. وقد أعد لورنس مع "نوري السعيد" القوات المتأهبة للحرب.

احتلت القوات البريطانيه مدينة السلط (هاي هيه مدينتي) لكن الجيش التركي بقيادة القائد التركي العنيد "جمال باشا" العنيد استطاع استعادة مدينة عمان والسلط ثم كثرت الأقاويل عن قرب سقوط القدس المقر العام للنبي. ولكي يتأكد لورنس من هذا الوضع فقد تخفى في زي نساء البدو وتسلل إلى عمان ولاحظ الهرج في شوارع المدينة بعد أن عاث الأتراك فسادا في شوارع عمان لمحاكمة الخونه والعملاء.

سقطت مدينة السلط مرة أخرى في يد الأنجليز ثم استعادها الأتراك. ومن أجل ذلك ألتقى اللنبي مع لورنس حيث طلب الأخير بضرورة حسم الحرب بتدخل القوات الجوية بقيادة الجنرال "سالموند". وطلب لورنس من اللنبي امداده بالهجانه. وقد أذعن اللنبي لهذه الطلبات.

عاد لورنس مع فرقه الهجانه ووعود بتدخل القوات الجوية البريطانية إلى الأمير فيصل وقد أصبح الطريق ممهدا إلى دمشق.

فكر لورنس في العودة إلى بلاده بعد احتلال دمشق وصرح بذلك للأمير فيصل الذي أصر على ضرورة استمرار لورنس معه. كانت رؤية لورنس هي أن الهدف الأساسي أمامه طرد الأتراك من الجزيرة العربية وهيمنة القوات البريطانية والتمهيد لمشروع الدولة اليهودية الذي صاغه ثيودور هرتزل ووعد به آرثر جيمس بلفور وزير خارجية إنجلترا في سنة 1917 فيما يعرف بوعد بلفور.

طلب لورنس من الأمير فيصل أن يطلب من والده امداده بفرقه عسكرية. وقسم لورنس الجيش إلى ثلاثة أقسام:
  • 1. قسم يدافع عن معان
  • 2. قسم يهاجم قطاع درعا ودمشق
  • 3. قسم يتجه للنبي الذي سوف يدخل دمشق بعد انشحاب الأتراك من فلسطين
اتجه لورنس إلى الشريف حسين لاقناعه بالأمر. إلا أنه فوجئ بالشريف حسين يتنصل من مقابلته متعللا باعتكافه في مكه مما يصعب على لورنس الوصول اليه لأنه غير مسلم ممنوع من دخول مكة. كان الشريف حسين يرى أن ابنه الأمير فيصل لا ينصاع لأوامره كأخوته علي وعبدالله وزيد. وأنه ينفذ أرتمى في أحضان الأنجليز وأنه ينفذ أوامرهم فحسب. ومن أجل ذلك أصدر قراره بتعيين "جعفر باشا" قائدا للجيش العربي واتبعه بعد ذلك بقرار بعزل الأمير فيصل من كافة صلاحياته. وتواردت الرسائل بين الشريف حسين ولورنس واللنبي حتى نجح لورنس في اقناع الشريف بالعدول عن قرار عزل الأمير فيصل حتى لا تفشل الثورة.
وقد ظهرت الضغينة بين أفراد العائلة الواحدةالتي باعت نفسها منذ البداية للأنجليز. ولكن الحقد في تفضيل الأنجليز للأمير فيصل.

احتشد الجيش العربي تحت قيادة الأمير فيصل مدعوما بالأنجليز. وقد قام لورنس باذهال الأتراك عندما نسف الجسر الوراصل بين درعا ودمشق مما عزل درعا تماما استعدادا للهجوم الكبير بقيادة اللنبي.

انطلق لورنس على رأس قوات "نوري السعيد" لنسف جسر اليرموك ومحطة البنزين.
في صباح 19 سبتمبر1918 بدأ هجوم اللنبي الكبير. توغلت القوات البريطانية داخل مدينتي حيف ونابلس وقامت بتدمير الفرق السابعة والثامنة للجيش التركي.
وفي "أم الطايع" ضغط شيوخ القبائل العربية بضرورة استغلال الوضع وتنفيذ هجوم على دمشق الأمر الذي رفضه لورنس لعدم وجود غطاء جوي. وأمام هذا الضغط طار لورنس إلى الجنرال اللنبي للتباحث معه.

وضع لورنس خطة على شن ثلاث هجمات عنيفه على الأتراك: 1. هجوم على مدينة عمان عبر فرقة الجنرال "شايتور" 2. هجوم الفرقة الهندية بقيادة الجنرال "بارو" في منطقة درعا 3. هجوم الفرقة الأسترالية بقيادة الجنرال "شوفيل" على مدينة دمشق.

واختتم لورنس خططته بضرورة توفير غطاء جوي.
بدأت المعارك وقد شهدت هذه الحرب الكثير من المذابح -من الطرفين- التي يندى لها الجبين والتي راح ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء دون أدنى احترام للعهود والمواثيق وتعاليم الاسلام لأي من الطرفين.

اتجه الزحف على كافة الأصعده حتى وصل إلى دمشق. كانت مخاوف اللنبي من غضبة الجماهير السورية الرافضه لأي وجود إنجليزي والخلفية العقائدية لمساندة الحكم الاسلامي. بحث لورنس مع الأمير فيصل كيفية اقناع السوريين بتأييد الأنجليز في مواجهة الأتراك.

كانت لجنة الأمير فيصل التي يترأسها "علي رضا" و"شكري باشا الأيوبي" في دمشق تستعد لادارة شؤون المدينة حال انهيار الحكم التركي تفاديا لفراغ سياسي قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبه من الأمير فيصل.

قرر لورنس والشريف ناصر -أحد حلفاء الامير فيصل- إرسال أحد رجال الشريف ناصر لفتح قناة اتصال بين لورنس واللجنه. فوجئ مبعوث الشريف ناصر بأن "علي رضا" قد أرسل من قبل الأتراك لقيادة الجيش التركي المنسحب من منطقة الجليل هربا من مواجهة الفرقة الأسترالية بقيادة "شوفيل" وأن "شكري باشا الأيوبي" قد تلقى دعما هائلا من الأخوين الجزائريين "عبد القادر" و"محمد سعيد" لتشكيل حكومة وطنية ورفع الأعلام أمام الجيش التركي والألماني المنسحب. كان لورنس يكره الأخويين الجزائريين بشده حيث وصفهم بضيق نظرتهم وتعصبهم الديني وبأنهم كانوا يساعدون الأتراك عندما كانت الغلبه لهم.

دخل لورنس مع الشريف ناصر إلى دمشق مع ظهور أول الصباح. وكان الشريف ناصر يتلهف لدخول المدينة في المساء إلا أن لورنس حذره من ذلك لخطورة الظلام وأقنعه بأن ذلك ليس من مكانة الشريف ناصر بل عليه دخول دمشق في وضح النهار. اتجه الشريف ناصر صوب سراي الحكومة وسط تأييد شعبي.

علم لورنس أن الجنرال "شوفيل" قد وصل إلى جنوب دمشق فأسرع إليه يطلب منه أن يبقى يومين خارج المدينة لتهيئة الأوضاع ومنعا لإثارة الجماهير.

أصدر لورنس قراره بتعيين "شكري باشا الأيوبي"حاكما عسكريا و"نوري السعيد" قائدا للقوات المسلحه ساعيا بشتى الطرق لتهميش دور الأخويين الجزائريين. مما دفع الأخوين لمحاولة اغتيال لورنس لولا تدخل الشيخ "نوري شعلان" -أحد حلفاء الأمير فيصل- وعودة أبو تايه واعلانهم أن لورنس تحت حمايتهم.

حاول الأخوان اثارة القلاقل عن طريق تنظيم ثورة جماهيرية كبيرة بعد اثارة الجماهير واقناعه بأن الحكومة الجديدة عميلة للأجانب وأن الهدف منها انهاء الخلافه الاسلامية. سارع لورنس إلى "نوري السعيد" الذي قام بنشر الفرق العسكرية في المناطق الاستراتيجية في المدينة والقبض على كل من يتظاهر ضد الحاكم العسكري "شكري باشا الأيوبي".


يتبع . . .



  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.10031 seconds with 11 queries