[اسامة العباسى]

ي

كاتب النص الأصلي : أنيس الجليس

المدهش في ردود بعض الأصدقاء أن أفكار الحظر والتحريم حول كل ما يتعلق بالجنس لا تزال تسيطر على تفكيرهم مما يذكرنا بالأقانيم الثلاثة الساخنة الخطرة التي كانت من كبائر الكبائر في المشرق العربي حتى ما قبل دخول الألفية الثالثة بقليل؛ حيث كان من أشد المخاطر مناقشة أمور الجنس والدين والسياسة علناً ( في أماكن عامة) بينما كانت تجري في الخفاء أعتى المناقشات وأشدها وطيساً في الأمور نفسها وبشكل جماعي إنما "سري".. فمن الذين كانوا يشنون حملات شعواء على صفحات الجرائد والمجلات مهاجمين كل من تسول له نفسه طرح موضوع من المواضيع الساخنة كان هناك منهم كثر لا يتورعون عن التورط سراً في ممارسات لا أخلاقية كالمشاركة في حفلات ممارسة الجنس الجماعي (وتبادل الزوجات) وممارسة المؤامرات السياسية وشتم الأديان وتحقيرها عن جهل أو لغايات أخرى والدخول في مناقشات حامية لأدق تفاصيلها.. مما يعني أن مشكلتنا في المشرق العربي ليس في تناول الأمور الثلاثة الحساسة ( المحظورات) بالنقاشات وإنما في طريقة تناولها وممارستها، لأننا مغرمون بكل ما يجري سراً وترتعد فرائصنا من كل المناقشات المكشوفة حتى ولو كانت علمية وواعية وهادفة لأننا خائفون لدرجة الرعب دائماً من الصراحة والمصارحات، ويفضل البعض فرض الجهل على من حوله بحجة السلامة والحماية مع أنه لا يتورع عن اللهاث سراً خلف ما يحظره على غيره.. فمن الشباب من يحظر على أخته مشاهدة أفلام الخلاعة بينما يبذل قصارى جهده لإقناع بنت الجيران بمشاهدة فيلم خلاعي معه رغم ما يتبع ذلك من مخاطر (أقلها المداعبات والتعرية).. أي أنه يقع هو ذاته في المحظور فعلياً بينما يحرمه على غيره ولو كان نظرياً!!!

كاتب النص الأصلي : أنيس الجليس

والشيء بالشيء يذكر .. أعجبتني بعض المواقف الشجاعة في تعليقات المشاركين والمشاركات التي وتنم عن وعي صحي للحرية الشخصية يستحق التحية والتقدير.
كتاب الكاما سوترا في الواقع لا يدعي إلى الفجور ولا يطلب نشر الإنحلال الإخلاقي لأنه يعالج طرق الإتصال الجسدي بين رجل وامرأة لتحقيق المتعة وزيادة لهفة التواصل بينهما .. ولا يشترط الكتاب أن تكون المرأة عشيقة الرجل عشقاً محرماً ( ومن المعلوم أن كثيراً من الرجال يعشق الواحد منهم زوجته) ولكن من المعروف جيداً للمتزوجين أن الملل يتسرب إلى علاقتهما الجنسية بعد حين ..وقد يطول هذا الحين أو يقصر.. وينجم ذلك عن العادة المتكررة آلياً بشكل يكاد يكون منتظماً.. وبالتالي من المحتوم أن يصل الزوجان إلى مرحلة يحتاجان فيها للتجديد وبعض المساعدة العلمية لتجاوز الفتور الناجم عن تكرار الأمر المعتاد بينهما..
إن قراءة كتاب مثل هذا أفضل بكثير من التجديد عبر أقنية أخرى لشحذ الهمة واكتساب الإثارة، ولا ننسى أن في تراثنا العربي كتب تطرح الأمور الجنسية بصراحة تامة ( مثل كتاب ألف ليلة وليلة وهو من الكتب التي لا تخلو مكتبة وطنية أو مركز ثقافي عربي منها) إضافة إلى وجود ترجمات لكتب كثيرة في المكتبات العربية يحفل كل منها بين صفحاته بعشرات الصفحات التي تصف أدق تفاصيل الممارسة الجنسية (مثل كتاب العراب لماريو بوزو- وكتاب لمن تقرع الأجراس لأرنست همنغواي) ولا يتسرب الشك إلى نفسي ولو قليلاً بأن القائمين على أمور المكتبات العربية يجهلون محتوى تلك الكتب! ويسكتون عنها طالما هي حبيسة الرفوف وتقرأ بصمت ولكن يمتشقون السيوف إن تجرأ شجاع على مناقشتها في مكان عام مخصص للمناقشة.. عجبي!!
صح أم أنا غلطان؟!

ماتخلص ان كنت هاتجيب الرابط