عرض مشاركة واحدة
قديم 31/01/2008   #3
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


· المجتمع ( الانسانيات) : هو حقل متعض من إمكانات وإمكانيات الفعل في الوجود (الأفراد) ، وهذا الـ "فعل" محكوم بالضرورة بغائيات الوعي الإنساني . ولذلك يمكن أن نشير في المستوى التجريدي إلى الإنسان بـ "الوعي" .

ويتشكل الوعي الإنساني من مركبين تفاعليين أساسيين هما :

المعرفة (العقل) والوجدان (النفس والإرادة) .

وتشكل المعارف العقلية في تفاعلها مع الوجدان البنية الروحية للإنسان .

وبذلك يمكن التعبير عن التفاعل الحاصل بين الإنسان والبيئة المادية بالقول أنه :(تفاعل بين الوجود والوعي) = (تفاعل بين المادة والروح) .

ويرى سعاده أن كلا من قطبي التفاعل هو في موقع الفعل والانفعال ، فالبيئة تقدم الإمكانيات ، كما أنها بخصائصها وظواهرها ومكوناتها تشكل حقلا أوليا أساسيا لمعارف أفراد المجتمع، ولاختبارات هذه المعارف، ومدى فعلها، فحيث لا تسمح الأرض بالاستقرار لا يمكن أن تقوم ثقافة العمران ، وعلى سبيل الإشارة فقط ، تختلف الأسس التي تقوم عليها ثقافة مجتمع جزيرة في المحيط عن الأسس الثقافية لمجتمع تقوم حياته في سهول او جبال ، وللإسكيمو في آلاسكا ثقافة تختلف في جوهرها عما نجده لدى سكان يعيشون على بيئة صيد قطبية أخرى . وعندما تتوقف البيئة عن تقديم الإمكانيات (مقومات الحياة) ينتفي شرط التفاعل. كما ينتفي أيضا إذ ما توقف الإنسان (لسبب ما ) عن ممارسة دوره في عملية التفاعل . في حين تزداد حيوية التفاعل كلما اكتنز الوعي الإنساني من معارف وخبرات جديدة . ولذك فإن العامل الإنساني في التفاعل المدرحي محكوم دائماً باكتناه المزيد من الحقائق وتوظيفها في حقول الوعي، ليعود هذا الوعي إلى الفعل مزودا بقوة معارف إضافية تمكنه من الانطلاق باتجاه آفاق جديدة اكثر غنى وارتقاء .

· التفاعل بين الإنسان والوجود ، يتبدى عملياً في مستوى العلاقة بين الوعي وعالم الظاهرات ، وهذه العلاقة تنطوي على تفاعل متواصل بين عالم الأشياء في ذاتها (الذي هو الوجود الموضوعي) وبين العقل الاجتماعي ، وتحكم خصائص المجتمع (العامل الذاتي) مسار العقل الاجتماعي في التحقق من الظاهرات ، وإدخالها مدار التفاعل .

· في الحقل الاجتماعي الواحد (الأرض + الجماعة) تجري عملية التفاعل في مستويين :

أ. المستوى الموضـوعي : وهو الذي تتم فيه العـلاقة الحيـوية بين الإنسـان والبيئة ( المحيط المادي) . وعناصر هذا التفاعل في المستوى الانتروبيولوجي هي :

الجسم – العقل ، والنفس – المحيط .

وقياساً عليه ، يمكن القول أن الفكرة تنتج من تفاعل مثلث العناصر الأساسية :

المكان (البيئة الطبيعية) – الحالة (بنية المجتمع) – العقل والوجدان (الثقافة والإرادة) .

حيث :

ـ "المكان" يتضمن شرط الإمكانية الطبيعية .

ـ "الحالة"، أي "المجتمع في علاقته الطبيعية مع المكان" ، وينطوي مفهوم الحالة على شروط : الوظيفة ، الإمكانية ، والغاية ، وهذه الشروط الثلاثة تحدد اتجاهات المجتمع لسد حاجاته المادية – النفسية من امكانات المحيط .

ـ العقل ـالوجدان: ويتضمن شرطي الادراك والإرادة .

ب. المستوى الفوقي : وفيه يتم التفاعل بين مكونات كل من العقل والوجدان في دائرة الوعي المجتمعي ، وتحكم هذا التفاعل شبكة من المؤثرات الذاتية والموضوعية .

وفي دائرة الوعي ، يكون العقل الاجتماعي حقلاً للمعارف العيانية والمجردة على السواء ، وفيه صور التعيينات والتحديدات التي تصف ظواهر الوجود قياساً إلى شبكة المعارف الحاصلة لدى المجتمع . وفي هذه الشبكة نقع على المعايير والمقاييس والمحايثات في صيغها الأقرب إلى التجريد .

أما الوجدان ، فهو حقل للنوازع والعواطف ، وفيه تصيح قرارات العقل في مستوى الإرادة . وبما إن التفاعل بين مكونات العقل ونوازع الوجدان هو تفاعل بين الظاهرات في بعدها المعرفي وبين النفس (الذات) فهو يمثل العلاقة بين الإنسان والوجود في مسـتواها التجريدي، وفـقاً للصـيغ القيـميـة والأخلاقيـة الناظمة لشخصية الجماعة( المجتمع ) . وبنتيجة هذا التفاعل القومي تتحدد مكونات الإرادة ، وأيضاً اتجاهاتها وخياراتها وقراراتها الكبرى في الحياة ، وتتحدد في الوقت نفسه أساليب المجتمع في سد حاجاته المادية – النفسية ، ومنطقه في تعيين الأولويات والثانويات في مستوى هذه الحاجات .

· في المراحل الأولى من تاريخ البشرية كان تأثير الوجود المادي هو الطاغي على مسار عملية التفاعل ، لكن تراكم المعارف الإنسانية جعل من الوعي قوة فعل متنامية باضطراد ، وراهناً ، يمكن القول أن قوة الوعي الفاعلة في الوجود تشكل من حيث الكم والكيف عاملاً حاسماً في مصير الإنسانية .

· بالتفاعل بين الإنسان والمحيط ، يزداد الوجود "المعرف" اتساعاً ليشمل أفاقاً جديدة من الكون الافتراضي .

فلسفة الحقيقة
الحقيقة هي ظاهرة وجودية كشف العقل عن خصائصها الجوهرية وعن القوانين التي تحدد وصفها أو قياسها أو قوتها أو فاعليتها وروابطها بغيرها من الظواهر. وكشف أيضا علّة وجودها، أي إنها تحققت في مستويي الوعي المعرفي والوجداني. فظواهر الوجود تستلهم قوة الوعي في نزوعها إلى خوض التجربة ، المعرفية اعني هي أبرز ميزات النزعة الإنسانية ، وفي كل تجربة تفاعلية يضيف الإنسان عنصراً جديداً إلى المركب المعرفي ،.. فيرتسم في حقله الاجتماعي قوة جديدة تقود إلى تفاعل حيوي جديد يحدث تغييراً إضافياً في مجرى الحياة .

ويستوجب فعل التحقق من أي ظاهرة توفر شرطين متلازمين :

1. أن تكون الظاهرة موجودة ومحدد وجودها بإحداثيات الزمان والمكان ، إذ لا حقائق في العدم .

2. أن تكون في نطاق دوائر الوعي الإنساني .

وبما أن الوعي الإنساني تفاعلي بطبيعته ، فإن عملية تحويل الظواهر إلى حقائق ترتبط من حيث آليتها ومسارها بمدى التفاعل بين الوعي وظواهر الوجود ، وربما كان ابرز الأمثلة وأكثرها وضوحا تفاعل الوعي الإنساني مع "النار" كظاهرة ، فالاحتكاك الأول لظاهرة النار مع الوعي الإنساني كـان في مراحل بدائيته الأولى ، ولا شك أن النار سجلت وقتها في العقل الإنساني انطباعاً منفراً ،.. فهي حارقة مؤذية ووحشية . ومنذ أن تأنسنت النار ثابر الوعي الإنساني على توظيفها في تحسين شؤون الحياة . فكانت دفئا في مواسم البرد ، وأنسا ونورا في الليالي الموحشة. ثم وسيلة لشيّ الغذاء في مراحل لاحقة .. وسلاحا ضد الوحوش ثم سلاحا حربيا.. وكلما أمعن الوعي في تفاعله مع هذه الظاهرة كان يكتشف فيها مزيدا من الإمكانيات الصالحة لتوظيفها في وجوده . ومنذ المراحل البدائية حتى الآن لم تفارق النار حياة الإنسان متحولة من ظاهرة بدائية غامضة ووحشية في التاريخ الإنساني السحيق، إلى "حقيقة" معرفية ذات وظيفة في حياة الناس ، وقد ارتقت في سلم المعارف الإنسانية من مفهوم عياني إلى مفهوم رياضي مجرد(النار = الطاقة ).. وكان التفاعل الحيوي معها شرطا لاختراع وسائل النقل البرية والجوية.. ثم المركبات الفضائية التي تنطلق اليوم بقوة الوعي في أنحاء الكون .

بالمقابل ،.. فإن مختلف ظواهر الوجود تكتنز بطبيعتها كمونا تفاعليا قابلاً لأن يتحول إلى " كيف " بمجرد دخول الظاهرة سياق التفاعل مع الوعي .

وقياساً عليه، يمكن تعريف "الحقيقة" وفق الصيغة التالية:الحقيقة < > وجود > - -- تفاعل ----< وعي
وتقول هذه المعادلة أن الحقيقة هي ظاهرة وجودية متفاعلة ومنفعلة مع الوعي .
وفي ومنها :
1. تعّرف الحقيقة بشرطي وجودها (الوجود ، والوعي) وهما شرطان تفاعليان .
2. كون الحقيقة تفاعلية فهي متحركة بالنسبة لإحداثيات الزمان والمكان ، ولذلك فهي نسبية وشرط تحولها إلى حقيقة مطلقة أن تصل عملية التفاعل (فعل وانفعال) بين شرطيها إلى حدها النهائي، وهذه النهائية هي افتراض نظري بحت ينقضه المنطق . ولذلك فالحقائق الوجودية المطلقة لا وجود لها عملياً في منطق الحياة ، لأن كل مطلق سكوني ، بينما الحياة مسكونة بديناميات التغيير التي تصنع حركة التاريخ التي لا تعترف بنهائيات في الفكر. وحتى الحقائق الرياضية والفيزيائية التي أسسها للعلوم المعاصرة نقضها منطق العلم الحديث ، وانقلبت عليها أدوات المعرفة المعاصرة.
3. في حال إلغاء شرط (الوجود) من معادلة الحقيقة (أي : الحقيقة = وعي) تصبح المعادلة باطلة ، إذ لا يمكن للوعي أن يلم بأي حقيقة خارج حقل وجوده ، لكن ذلك لا يمنع العقل من الافتراض استنادا إلى محاكمته المنطقية للظواهر في مستويات الإدراك الحسي والحدس الظاهراتي ( الفينومينولوجي) .

والتاريخ الإنساني حافل بظواهر بعيدة رصدها العقل فأدخلها حيز الافتراضات . وما لبثت أن أصبحت في متناول الوعي ، وتحولت إلى حقائق . وكما أن حقائق العلوم الحالية كانت ميتافيزيقا بالنسبة للفكر القديم ، ربما تكون الميتافيزيقا المعاصرة من موضوعات علوم المستقبل. وفي كل فلسفة يمكن أن نقع على منطق افتراضي في المستوى الأول من منهج التفكير .

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06355 seconds with 11 queries