[فسحة أمل]

عودة نابليون وحكم المائة يوم :

على اثر وصول أنباء لنابليون باشتداد الخلاف بين الحلفاء واحتدام النقاش فيما بينهم في مؤتمر فيينا . ونظراً لعدم اقتناعه بالمنفى الذي فرض عليه , ونظراً لشعوره بسخط الرأي العام الفرنسي على الملكية الجديدة لمحاباتها لأنصار النظام القديم اللذين عادو غلى البلاد مع عودة الملكية وتمسكهم بالامتيازات والآراء القديمة وتبديدهم لإرث الثورة وثمرة جهدها .
لكل هذه الاسباب نجح نابليون في الفرار من جزيرة ألبا في أول آذار 1815 ونزل إلى الشاطئ الفرنسي حيث انضم إليه الجند وأنصاره القدماء.
واستطاع في 21 آذار 1815م دخول باريس بعد انضمام الحاميات الفرنسية إليه, وأعلن عودة الأمبراطورية الرفنسية بعد فرار الملك لويس الثامن عشر . كل ذلك تم دون اراقة دماء , وحاول نابليون أن يقنع الدول المتحالفة برغبته بالسلام فأعلن قبوله لمعاهدة باريس الأولى , وأعلن تاييده لمبادئ الثورة الفرنسية وسيادة الحرية والمساواة وتأسيس حكومة دستورية , وأضدر دستوراً جديداً سماه ( النفل الاضافي) , وجعل الهيئة التشريعية تتألف من مجلسين , تكون الوزارة صاحبة السلطة التنفيذية مسؤولة أمامها , وأطلق حرية الصحافة والمطبوعات.
إلا أن الدول المتحالفة ضده لم تهتم بما قدمه من عروض وأصرت على اسقاطه نم جديد مهما كان الثمن.
فقرروا غزو فرنسا من جديد , بعد أن أصدروا بياناً مشتركاً في 13 أذار 1815 دعوا فيه شعوب أوروبا لمحاربة نابليون والقضاء عليه.
رأى نابليون بعد ان يأس من اقناع الحلفاء بحسن نيته ان خير وسيلة للدفاه هي الهجوم . وعليه سار على رأس الجيش الفرنسي الذي أعده على عجل خلال مدة حكمه منذ عودته . وكان نابليون كبير الأملبنجاح خطته . فمضى منطلقاً بجيشه نحو بروكسل وكأنما كان ولينجتن القائد البريطاني يتنبأ بغرض نابليون فبادر بجيشه إلى واترلو ليسد عليه الطريق . وفي 18 حزيران 1815م وبعد احراز نصر جزئي على القوات البروسية بقيادة بلوخر في ليني خاض نابليون معركة ضارية ضد قوات ويلنجتون , لكن عودة بلوخر السريعة أدت إلى انهزام نابليون وفراره إلى باريس وتنازل الأخير عن العرش في 22 حزيران 1815 وفي 3 تموز 1815 استسلمت باريس من جديد للحلفاء ولم ينقضي يوم 9 تموز حتى استسلم نابليون للانكليز , وتقرر نفيه وحيداً في جزيرة سانت هيلانه في جنوب المحيط الأطلنطي , وهناك في تلك الجزيرة النائية عاش خمس سنوات إلى أن مات في 5 أيار 1821م , وفي عام 1840 أعيد جثمانه إلى باريس ودفن في الأنفاليد .