الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 31/12/2007   #119
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


المتنبي كان حاضرا في روايتك الجديدة "قصيد في التذلل"، مثلما حدث في روايتك السابقة "عرس بغل"، كيف كان حاضرا هذه المرة؟

اعتمدت على أبي الطيّب المتنبي كشاعر أراد السلطة، وأرى أن طلبه للسلطة ذاك كان يهدف منه أن يكون محط أنظار جميع الناس، كما لو أن الشعر لم يكفه وتلك حالة فنية وهي أن يطمح الفنان لأن يكون الواحد الأوحد في كل ميدان، لكن السلطة عندما تدرك خطر الذي يتقدم لطلب نصيب منها إذا كان شاعرا حقيقيا يصير خطرا عليها لأنه عندما يحصل على الملك يصبح "الملك الشاعر" بكل المقاييس، ولهذا الأمر تم حرمان المتنبي في مشارق الأرض ومغاربها، وكيف لا وهو الذي لا يسمح أبدا بأن يتنازل عن قيمته ويقول بأنه خير من في المجلس حتى في حضرة الأمراء.

"قصيد في التذلل"، ظاهريا هو احتفاء بالشعر وباطنيا هو "نقض" له؟


"قصيد في التذلل"، هو متابعة لهاجسي المركزي وهو علاقة المثقف بالسلطة، ففي الروايات السابقة تحدثت عن المثقف بصفة عامة، عن المتعلم وعن رجل المسرح مثلا في "تجربة في العشق" مثلا، لكن في هذه المرة تحتم عليّ أن أفصّل في هذه الظاهرة فذهبت إلى المبدعين كشريحة التي هي منفصلة تماما عن ظاهرة المثقف التي عالجتها سابقا، فهي تتميّز بكيانها وخصوصياتها وتاريخها الطويل، وطبعا عندما نقول "المبدع" يبرز أمامنا الشاعر وهو الأكثر حضورا في تاريخ الأدب العربي، وهو حسب معرفتي الأكثر حساسية من بين المبدعين الذين نعرف في الرواية والمسرح، وربما لا يتساوى في هذا الأمر إلا مع الموسيقار، وقد أردت القول، كيف يمكن أن تكون علاقة بين مبدع يفترض أن يتجاوز الواقع كل لحظة، وبين سلطة هي رمز للاستقرار والثبات لـ"غض الطرف عن الصغائر"، كيف يكون هذا التزاوج خاصة مع ما لوحظ في الجزائر مثلا منذ سنوات بعد خفوت صراع المثقفين الإسلاميين بكل وسائلهم وبين السلطة وما نجم عن ذلك بارتماء الكثير من المبدعين وخاصة الشعراء منهم في أحضان السلطة بكل استسلام، وبدون تساؤل وبالتذاذ عجيب، فتم تعيين الكثير من الشعراء على رأس مديريات الثقافة بالولايات وكذلك في مناصب حساسة في قطاع الإعلام، وبحكم اهتمامي بالموضوع رحت أبحث عن الإشكاليات فيما يمكن أن يجمع بين المبدع ومسؤوليه، وما يمكن أن يفرقهما، وهل يقبل المبدع الفساد المتفشي، وإن رفض فهل يعبّر عن ذلك أم يكون بطريقة سرية.


فعندما يكون الفساد متفشيا في الارض ويسكن عن ذلك الشعراء فهذا دليل على غيابهم.

عودتنا على استلهام شخصياتك الروائية من أشخاص واقعيين، فعلى من اعتمدت هذه المرة؟


في هذه الرواية شيء من سيرتي الذاتية، فعندما عدت إلى فترة الستينيات من القرن العشرين وفترة التسعينيات منه دخل على الخط شيء من سيرتي الذاتية، فلا تنس أني مررت بسلطة عندما كنت مديرا عاما للإذاعة الجزائرية لمدة ثمانية عشر شهرا، وحينها واجهت تجربة واكتسبت خبرة في هذا الشأن، ولم استلهم تجارب أشخاص آخرين.. كنت بيني وبين نفسي، رجل شيوعي مناضل حاول أن يختطف الرائد شابو أمين وزارة الدفاع الوطني حينها، فهذا أنا.

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07202 seconds with 11 queries