[أم الجود]

اعتدت على تصفح موقع سيريا نيوز بانتظام للوقوف على أحوال البلد بحكم إقامتي خارج سوريا .. و منذ فترة ليست بالقصيرة ساءني ازدحام صفحة الحوادث بأخبار الجريمة و السطو و (التشليح) باستخدام السلاح و التحرش … لكني لاحظت أن مدينة حلب (مدينتي) معنيّة أكثر من غيرها من المحافظات بهذا الانفلات الأمني .. و هذا يدهشني كثيراً و يرعبني في الوقت نفسه لأننا في السابق كنا نضرب المثل بسوريا في الأمان و الاطمئنان ، و لطالما كان هذا العامل هو المرجّح لكفّة سوريا عند أي مقارنة تتم بينها و بين بلاد المغترب من أميركا و أوروبا .. لكن الآن أشعر بأن كل هذا تغيّر .. حتى الناس تغيّرت ….

كان (الحلبية) مشهورين بنخوتهم و هبوبهم للتصدي ل(الزعران و السرسرية) حتى أني لأذكر أنه خلال مراهقتي شهدت مراراً و تكراراً فصول (دق و دوس) لعجيان حاولوا يلحقوا بنات و يتحرشوا بهن (و أحياناً كلاماً فقط) من قبل بعض الشباب (القبضايات) حتى لو البنت ما استغاثت أو تذمرت … بينما الآن .. يتم التحرش بالكلام و بالأيدي و مرّات يتطوّر التحرش إلا ما هو أعظم و نرى الفتاة (أو حتى السيدة لأنو ولاد الحرام ما عادوا ميّزوا بين صبية و مرا كبيرة) تستنجد و تصرخ و ما من أحد يتجرأ و يتدخل للمساعدة .. و تسمع من يقول لك :
*اي معلش جبان .. ألف كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمو* أو مثلاً
*بتستاهل .. مشان تحرّم تلبس بنطلون ضيّق* أو
*لا عمّي أنا ما دخلني هلق بيطلع وراه عشيرة بتاكل راس الحيّة و بروح من كيس حالي*
….......
للأسف … هذا هو الواقع اليوم .. و موضوع التحرش هو أهون الشرور .. من يومين قرأت في الصباح (عالرّيء) خبر عن جريمة تقشعر لها الأبدان .. و صدقاً يومها شعرت بالغثيان و لم أتغدّى من القرف .. لن أنشر الموضوع كي لا يصيبكم ما أصابني ولكن من كان واثقاً من قوة أعصابه فليدخل و يقرأ :


http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=92398


و للأسف لا تزال الجرائم بازدياد مخيف نظراً لجبن الناس و تقاعسهم غالباً عن تبليغ الشرطة : *شو بدي بهالعلقة و روح و تعا عالمخافر و رشرش حبك يا جميل .. الله يسامحو للحرامي انسرقت مرة
غصبن عني ما بدي أنسرق مرّة تانية بكيفي و مزاجي* … و هذه روابط جديدة لجرائم أخرى :


مقتل صائغ و إصابة 4 مواطنين آخرين بينهم أطفال في عملية سطو مسلح
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=91856


مقتل عضو مجلس شعب سابق و زوجته في عملية سطو مسلح على منزلهما
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=92446


إصابة 3 أشخاص بجروح في عملية سرقة بمنطقة الجلوم بحلب
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=90896


عصابة تسلب المواطنين باستخدام سيارات الأجرة في حلب
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=91211


و كثيرة هي هذه الأخبار و لكن سأكتفي بهذا القدر حفاظاً على مسائكم من التعكير … فماذا نفعل ؟؟
*ماما تؤبريني لا توقفي تكسي من الشارع اطلبي تكسي من المكتب* (مع العلم أن أقل توصيلة لتكسي مكتب تسعيرتها 100 ليرة و تصور أنك بحاجة لأربع خمس توصيلات باليوم .. طار الراتب العوض بسلامتك) …
*بابا لشو تسوقي السيارة هلق و يطحشوا عليكي شوفيرية المكاري و السرافيس تبع الريف و انتي بنت لحالك و مانك قد هالعلقة!!* … ماشي و هي بطلنا نسوق و هي قعدة بالبيت ..
لكن يا ترى هل الناس اللي في بيوتها مرتاحة من الشر ؟!!؟
من فترة سمعت قصة عن امرأة مسنة قريبتنا .. أرملة مريضة تعيش لوحدها ، يزورها أولادها و أحفادها باستمرار للاطمئنان عليها .. ذات يوم أتاها شخص ادعى من وراء الباب أنه جابي الكهربا أو أجير اللحام أو ما شابه و لما فتحت له الباب .. اعتدى عليها بالضرب ليخيفها ثم هددها بسكين إما أن تخرج له كل ما لديها من مال و مصاغ و إما أن يستمر بضربها إلى أن تموت .. و ظلت المسكينة تحلف و هي تصرخ و تنتحب بأن كل ما تملك من مال هو مودع في حساب مصرفي بالبنك ولا تحتكم على شيء منه في المنزل .. إلا أن استطاعت أن تنفذ في غفلة منه إلى الباب و تخرج إلى الدرج و تصيح بكل ما لديها من قوة منادية الجيران ليسارع الرجل بالهروب .. لكن هل لكم أن تتخيلوا أنه و بعد كل الأذى الجسدي و النفسي الذي تعرضت له تلك السيدة العجوز أن أولادها لم يبلغوا عن الحادث ؟!!!؟
نعم للأسف .. فكثيرة هي القصص التي نسمعها اليوم عن الضحايا و أصحاب الحقوق الذين تحولوا إلى مجرمين و معتدين في المخفر بفضل ذوي العشائر (اللي قتل القتيل عندن متل فصفصة البذر) و المتنفذين و ذوي الواسطات ...

أطلت عليكم .. لكنها (فشّة خلق) و كثيراً ما يقول لنا بعض الرفاق في البلد :
*أنتم المغتربين تبالغون كثيراً و هذا الكلام اللي تقرؤون (حكي جرايد) و البلد منيحة و عال العال*...
ما رأيكم يا جماعة ؟؟ هل الوضع فعلاً مثل ما أراه .. أم أن الرفاق في سورية على حق ؟!!؟ يا ليتهم على حق .. واللهِ و بكسر الهاء ما بزعل ..!