الموضوع: فـلاسفـــة !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/09/2008   #17
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


دو بوفوار والغيرة وثمن الحرية

كان تعلق سارتر بسيمون دو بوفوار كبيرا . فكان يردد أن أروع ما فيها أنها تجمع بين ذكاء الرجل وحساسية المرأة , وكان حريصا في كل مناسبة على أن يعبر لها عن حبه وتمسكه بعلاقاتهما. وكان يدللها ويعرفها بالأوصاف الرقيقة التي تمتلئ بها رسائله العديدة لها . ولكن كل هذا لم يمنعه من أن تكون له علاقات نسائية عديدة .
ووفقا لاتفاقهما المسبق لم يكن يخفي عنها شيئا من تفاصيل حياته . ألم يتفقا على الارتباط الحر, وعلى المصارحة في جميع الأحوال ؟ عليها إذن أن تتحمل تبعة فكرهما دون أن تشكو أو تتذمر . وهو ما فعلته في الظاهر على الأقل. وهذا ما بدا عندما كانت إحدى هذه العلاقات تشكل خطرا حقيقيا عليها . كانت فتاة أمريكية التقاها " سارتر" أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة . ونشأت بينهما قصة حب عنيفة. كاد معها الفيلسوف يتخلى عن مبادئه وحريته من أجل أن يتزوج بها .
تفاصيل هذا الحب كانت تصل سيمون في باريس عن طريق رسائل سارتر نفسه . فكانت تشتعل غيرة وهو يصف فيها هذه الحبيبة .
وأخيرا فاض بها الكيل فأرسلت كأية امرأة مجروحة تخيره بينها وبين هذه المرأة . في هذا الموقف يعود سارتر إلى فلسفته فيرد عليها قائلا : " أنا متمسك بها ولكني معك أنت" . ويبدو أن رده ذكرها بفلسفتهما فحاولت أن تضغط على نفسها مجددا , حتى لا تفقده إلى الأبد .
وأخيرا يعود إليها معتذرا ومؤكدا لها أن علاقتهما هي الشيء الوحيد الناجح والراسخ في نظره .



دو بوفوار وسارتر
علاقة فكر وعاطفة إلى النهاية

مفترق الطريق بينها وبين سارتر

وتمضي بهما الحياة على هذا المنوال حتى يسقط سارتر صريع المرض في سنواته الأخيرة فتقف سيمون الوفية إلى جواره تداريه وتعتني به بكل حب واهتمام . ويموت في نيسان عام 1980 فتذهب إلى المستشفى وتنام في نفس الغرفة التي يرقد فيها جثمانه .
ومع ذلك فهاهو يخذلها مجددا ولا يترك لها شيئا حتى الوصاية على أعماله الأدبية والفلسفية يحرمها منها. فلقد عهد بالمهمة إلى فتاة تبناها تدعى " آرليت" كان قد ارتبط معها بعلاقة استمرت عدة سنوات .
حتى خطاباته لسيمون والتي كانت تحتفظ بها أصبحت خاضعة لوصاية الشابة .
لكن الأديبة الشهيرة أصرت على نشر الرسائل دون الرجوع لصديقة سارتر "آرليت" .

والواقع إن أكثر ما كان يخشاه سارتر هو أن يقع بعد وفاته في دائرة النسيان كان النسيان في نظره موتا آخر. لذلك كان مصرا على أن تنشر رسائله ومذكراته بعد وفاته. وربما يكون قد عهد بالوصاية عليها لـ " آرليت " لاعتقاده بأن سيمون التي تصغره بثلاثة أعوام سرعان ما ستلحق به .
على أي حال لقد كشفت هذه الرسائل الكثير من جوانب شخصية "سارتر" الخفية .
كان يكتب لسيمون عن كل تفاصيل حياته اليومية ومشاهداته, منذ الصباح وحتى المساء. مما جعل بعض النقاد يتساءلون عما إذا كانت علاقاته بها هي علاقة رجل مولع بحب امرأة أم علاقة طفل بأمه . كان كثيرا ما يردد لها بأن أجمل شيء فيها أنها لا تقول إلا ما يجب أن يقال, وأنها الشخصية الوحيدة التي لا تكذب عليه وكان يسعد بالرضوخ لرأيها في نهاية مناقشاتهما .
وقد وضعت سيمون النسخ الأصلية من تلك الرسائل في المكتبة الوطنية في فرنسا. وفي الوقت نفسه فهي لم تنشر ردودها على تلك الرسائل . لذلك يصعب معرفة ردود أفعالها تجاه ما كان يرويه لها خاصة عن علاقاته النسائية .
وظلت سيمون على وفائها له حتى بعد وفاته , فأقامت في شقة تطل على المقبرة التي دفن فيها والتي أوصت بأن تدفن فيها هي بعد وفاتها عام 1986 .






توفيت بوفوار في باريس في الرابع عشر من ابريل عام 1986 ودفنت في باريس إلى جانب حبيبها وشريك عمرها سارتر




يتبع مع مؤلفات دو بوفوار .........

// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04530 seconds with 11 queries