المُطرب المَنسيّ
" زرياب "
عُرفَ بـِ لقـَبِ " زرياب " وَ بـِ الكُردية " زُهراب "
وَ يعني :ماءَ الذهب أو الطائر الأسود " عَذبُ التغريد "
كما لـُقـِّبَ أيضا ً بـِ " فيصَل الأناقة " وَ " مُعلم الناس "
اسمُهُ الحَقيقي " أبو الحَسـن عَلي بن نافع "
كانَ شـاعِرا ً وَ مُلحِّنا وَ مُطربا وَ وَ طباخا ً وَ مُصممُ أزياء
اهتمَ بـِ علوم ِ الفلك وَ الجُغرافيا
كانَ مُحدّثا ً بارعا ,.
هَذهِ السماتُ السَبع قلما تتوفرُ في إنسان ٍ واحد ,.
ولِدَ عام 777 م , وَ لا يعرِفُ أحدٌ تاريخ رحيله , قد يكون 857 م .
كانَ موسيقار البلاط العباسـي أيامَ هارون الرشيد في بغداد
عِمِلَ في الغِناء وَ كان مَوهوبا ً به
كما كانَ في عازفا ً ماهِرا ً على آلةِ العود " آلةِ الفلاسِـفة " كما سمّاها فيلسَـوفُ العَرب " الكندي "
تتلمذ َ أولا ً على يدِ " إبراهيم الموصلي " ثمَ ابنه " إسـحق "
وَ يُعرَفُ على أنهُ أولُ مَن وقفَ بين يديِّ هارون الرشـيدِ مُغنيا :
" يا أيُها المَلِكُ المَيمون طائره هارون , راحَ إليكَ الناسُ وَ ابتكروا "
كانَ لتألقهِ خصومٌ وَ حُسّـاد , ذلكَ لانتزاعه مكانة ً مرموقة ً لدى الشُـعَراءِ وَ الأمراء
وَ اتهموه بـِ الجنون ,.
هربَ مِن بغدادَ خوفا ً على حياته وحياة أسـرته مُتجها ً إلى قرطبة في " الأندلـس "
بعد أن تنقلَ بينَ الشـام وَ مصر وَ تونـس فـَ جَبل طارق
وَ في الأندلـس أسسَ " مَدرسَـة زرياب الموسـيقية "
التي سُـرعانَ ما تهافتَ عليها مِئاتُ الطلبة مِن شَمال إسبانيا وَ فرنسا حتى ألمانيا
التي كانت آنذاك تعيشُ في عصورها المُظلمة
كان من أنصار التلاقح الثقافي والفني بينَ الشَرق ِ وَ الغرب
وَ يُحكى أنَ الأجواء الفنية التي أوجدها , ساهمت كَثيرا ً في اختراع ِ الموشّـحات الأندلسـية
وَ تطوير الأدوات الموسـيقية إذ أنهُ عمّم طريقة الغناء وَ الإنشـاد وِفـّقَ أصول ِ النوبة " النوتة "
وَ من المعروف أنَ الكثير من الآلات الموسيقية تنحدر من أصل عربي
فـَ البيانو مَثلاً أصلهُ عربي وَ هو من اختراع " زرياب "
وَ كانَ يُطلق على هذهِ الآلة الموسيقية اسم " الشـفير "
وَ الأمر ذاته بـِ النسـبة لللعود وَ القيثار وَ الدُفّ وَ الطبل
كانَ للعود آنذاك أربعة أوتار فأضافَ إليها وترا ً خامِسا ً وَ لونهُ أحمر لِيكون بـِ مَثابةِ الدم بـِ النسّـبةِ للقلب
وَ وصفَ المُؤرخ الإسـباني " بروفنسـال " زرياب " بـِ العَبقري
الذي أضافَ حِسهُ الفني الكثيرَ الكثير للمُجتمع الإسباني
وَ هوَ أولُ من أسّـس مَعهدا ً للغناءِ وَ الموسيقى فِي الغربِ الإسـلامي
وَ أولُ مَن أدخلَ الموسـيقى الكلاسيكية إلى الغربِ الأوروبي
وَ هناكَ جائزة للموسـيقى في المَغربِ العربي تحملُ اسمَ " زرياب "
" الموسـيقى كانت بـِ نظر الفرس أدبا ً , وَ بـِ نظر ِ الروم فلسفة , أما بـِ نظر ِ العَرب فأصبحت عِلما "
الجاحظ ,.
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "