حنين
(لمن يبقى من الأهل)
وتأتي حاملا عطرا
كبستان ٍ من الزهر ِ
وتوقٌ في محيـّاك
لفجر طال كالدهر ِ
فكم صبوا
من الآلام في الروح ِ
ولم يخبُ
كما الميلاد
دفءٌ راح يمتد ّ ُ
حنينا ً للذي يبقى
وحبا ً للذي يرحل
.....
أحمقى هم؟
ونيرانهمُ صارت
سلاما في أغانينا
فما يصلب ُ تأريخ ٌ
ولاوشم ٌ ولاذكرى
أيا أهلي
أياباقين في الأرض ِ
رضينا بعدكم عنـّا
لتجنو بدل َ الأشواك ِ
قد ّاحا ً وبسمات ِ
ويغفو في ثنايا النخل ِ أحباب ُ
وياأهلي
أياباقين نفديكم
هواكم في الحشا باق ٍ
ولا في البال غيركمُ
حنين الروح ياأهلي
بدا شوقا ً لكم فينا
وعتـّقناهُ في دن ِّ البعاد المر ِ
من عام ٍ الى عام ِ
غدت أسماؤكم جرحا
أناشيدا
وبالأعياد نتلوها
كآيات ٍ من الرب ِ
ويا أهلي
أياباقين في الأرض ِ
على بعد ٍ نلاقيكم
وإياكم
غدا الترحال والمنفى
ولن ننسى
سيبقى صوتنا دوما
نداءا يملأ الدنيا
أيا عشاق َ
قد هُد ّت أماسيكم
ملايينا من المرات
صار غناؤكم نزعا
وياعشاق َ
قد حانت مناياكم
وقد ضاعت قوافيكم
فماذا بعد ننتظرُ
فدنيانا بلا مد ٍ
ودنيانا هي الجزرُ...
لاهاي/هولندا 1994