عرض مشاركة واحدة
قديم 13/07/2007   #1
شب و شيخ الشباب أسير التشرد
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ أسير التشرد
أسير التشرد is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
ع سطح القمر (كندا)
مشاركات:
3,811

Exclamation تـاريخ الـديانة الزرادشتية


هالمختصر كتير مفيد لحتى نلقي شوية ضوء ع هالدين العريق... بتمنى لكم متعة القراءة والبحث...

الزرادشـتيـة:
من أوائل الأمم التي قالت بالتناسخ والحلول هي المجوس التي قالت بالتثنية ومحصل قولها: إنها أثبتت مدبرين قديمين يقتسمان الخير والشر، والنفع والضر، والإصلاح والفساد، وهذان الأصلان هما (يزدان وأهرمن) وتعني (النور والظلمة). وكل شيء عندهم يدور وفق قاعدتين، الأولى كيفية امتزاج النور بالظلمة، هذا هو المبدأ والقاعدة الثانية سبب خلاص النور من الظلمة وهذا هو المعاد.


أصل النور والظلمة:
على أن المجوس فرق متعددة، فزعم بعضهم أن الأصلين النور والظلمة لم يكونا قديمين منذ الأزل، بل أحدهما قديم أزلي وهو (النور) والأصل الثاني (الظلمة) محدثة أي ليست أزلية، ولهذا اختلفوا في الأصل الثاني ومما تكون؟! لأن النور خير والخير لا يحدث شراً وهو الظلمة..
وهؤلاء يزعمون أن المبدأ الأول من الأشخاص هو كيومرث والمعني به آدم(ع) وبعضهم قال المبدأ الأول هو زوران الكبير ويعد أول معلم لهم، ثم النبي زرادشت.
وللكيومرثية مزاعم في خلق الظلمة وسيطرته على النور، وقد أثبتوا إلهاً قديماً وسموه يزدان ومعناه النور، يعنون به الله تعالى، وإلهاً مخلوقاً سموه أهرمن ومعناه الظلمة ويعنون به إبليس. ويزعمون أن سبب وجود أهرمن أن يزدان فكّر في نفسه أنه لو كان له منازع كيف يكون محدث، أهرمن مطبوعاً على الشر والفتنة والفساد والضرر والإضرار، فخرج على يزدان وخالف طبيعته فجرت بينهما محاربة، كان آخر الأمر فيها أن يكون العالم السفلي لأهرمن سبعة آلاف سنة ثم يخلي العالم ويسلمه ليزدان، ثم إنه أباد الذين كانوا في الدنيا قبل الصلح وأهلكهم وبدأ برجل يقال له كيومرث وحيوان يقال له الثور فكان من كيومرث البشر ومن الثور البقر وسائر الحيوان.
وقاعدة مذهبهم تعظيم النور والتحرز من الظلمة ومن هنا أبحروا إلى النار فعبدوها، لما اشتملت عليه من النور. ولما كان الثور أصل الحيوان عندهم المصادف لوجود كيومرث عظموا البقر فعبدوها لما اشتملت عليه من النور، ووصل بهم الأمر إلى أن يتعبدوا بأبوالها.

المزدية: النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة:
أما المزدية فكانت تقول إنّ هناك قوى متناقضة تسبّب تصادماً ونزاعاً يتجسد ألوهة منقسمة إلى ثنائية من نور وظلمة أو خير وشر، في نظام يحكم المسيرة الكونية، وقد تطورت فكرة النظام هذه إلى فكرة العدالة، التي اتخذت مظهراً إيجابياً بينت فيه المزدية أن النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة : إن عجلة الوجود التي تنظمها "أرتا" أو النظام، إنما تديرها وتحكمها "آث" أو "العدالة".
إن قانون العدالة يحتم حرية الاختيار لكل إنسان في اتباع أي الحزبين شاء، إما حزب "الإله الشر" أو حزب "الإله الخير"، ولكن لما كان كل من الإلهين يتحاربان والحرب بينها سجال ولا يباشرانها بأنفسهما وإنما بمخلوقاتهما، فإن الإنسان، وقد خلقه "مزدا" حر الإرادة، تتجاذب في حياته هاتان القوتان، فإن هو طهّر بدنه ونفسه وعمل صالحاً نصر خالقه وأضعف إله الشر، وبذلك يدين بدين "مزدا".

الإصلاح الزرادشتي:
ولكن المزدية لم تبق على حالها، وإنما تعرضت للإصلاح من جانب زرادشت الذي عاش من سنة ق.م، وهو مدفون في ناخشي رستم، بالقرب من برسوبوليس. يعتبر كتاب"أفت" المصدر الأساسي والوحيد الذي يمدنا بالمعلومات عن طبيعة هذه الديانة ومؤسسها ، بينما يذكر المسعودي في كتابه الأشراف والتنبيه أنّ اسم ذلك الكتاب (الأيستا) وعدد سوره إحدى وعشرين سورة، تقع كل سورة في مائتي ورقة، وعدد حروفه ستون حرف، لكل حرف سورة مفردة فيها حروف تكرر وحروف تسقط، وزرادشت هو الذي أحدث هذا الخط والمجوس تسميه "دين تبره" أي كتاب الدين. 660 ـ 583
وكان زرادشت قد شرح "الأيستا" في كتاب سمّاه "بادزنده" وقد شرح علماء الزرادشتية الشرح المتقدم في كتاب أسموه "يازده".
ومن حيث اختلاف الناس في كتاب زرادشت المقدم ذكره هذا، هل نزل عليه أو أنه صنفه قال الفقهاء: إن للمجوس شبهة كتاب، لأنه غير مقطوع بكونه كتاباً منـزلاً.
تعتقد الزرادشتية أن الإله خلق في غابر الأزمان وفي ملكوته الأعلى خلقاً روحانياً، ولما مضت ثلاثة آلاف سنة أنفذ مشيئته في صورة من نور على تركيب صورة إنسان ثم أيده بالملائكة والكواكب والشمس والقمر، ثم جعل روح زرادشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين وبعدها خرج شبح زرادشت بلبن بقرة فشربه أبو زرادشت والتي صارت منها نطفة زرادشت، وبعد أن ولد وبلغ من العمر ثلاثين سنة وبعضهم قال أربعين سنة بعثه الله نبياً.
فزرادشت لا يحيد عن مقالة الفرق المجوسية إذ يقر النور والظلمة، ويقول إنهما اصلان متضادان، وكذلك يزدان وأهريمان وهما مبدأ الموجودات وحصلت التراكيب من امتزاجهما، كما أن الخير والشر والفساد والصلاح والطهارة والخبث وكل شيء يضاد شيء آخر إنما حاصل ذلك كله من امتزاج النور والظلمة، وأن الله تعالى مزجهما لحكمة رآها في التركيب، وأنهما لو لم يمتزجا لما كان هناك وجود للعالم، وأن الامتزاج لا يزال قائماً حتى يغلب النور الظلمة ثم يخلص الخير في عالمه وينحط الشر إلى عالمه وحينئذٍ تكون القيامة.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05513 seconds with 11 queries