عرض مشاركة واحدة
قديم 27/06/2004   #88
شب و شيخ الشباب majd88
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ majd88
majd88 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2004
المطرح:
Homs-Syria
مشاركات:
257

إرسال خطاب MSN إلى majd88
افتراضي مشروعات الفضاء في القرن 21 الجزء الثالث


اليوم نتحدث عن المريخ الكوكب الأحمر الذي يثير اهتمام الكثيرين:
استأثر المريخ دون سائر الكواكب الأخرى بأغلب الاحتمالات عن وجود لون من الحياة على سطحه على مدى عدة سنوات. الأمر الذي أدى إلى قيام الولايات المتحدة بوضع برنامج طويل الأمد لاستكشافه، حتى أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب أن هبوط رواد فضاء على سطح المريخ أصبح هدفاً قومياً لا بد أن يتحقق قبل عام 2019 وبالتعاون مع لفيف من العلماء السوفييت ثم الروس نجح هبوط سفينة (البحث عن الطريق) path finder عليه عام 1997، وخرجت منه سيارة ذاتية الحركة نجح التحكم فيها من الأرض للتحرك بعيداً عن مكان الهبوط، بل نجحت أيضاً في العبور فوق الصخور وتحليل عينات من التربة، بحثاً عن الماء والمواد العضوية والتقاط العديد من الصور لسطح الكوكب الأحمر. وقد كررت الولايات المتحدة التجربة في ديسمبر 1999 فأطلقت سفينة أخرى تحمل اسم Mars Polar Lander لكن بعد أن وصلت إلى المريخ اختفت ولم ينجح الاتصال بأجهزتها. وقيل أسابيع من ذلك احترقت مركبة أخرى أثناء اختراقها للغلاف الجوي للمريخ.
ولا شك أن بدايات القرن الحادي والعشرين ستشهد تكثيفاً لاستكشاف الكوكب بغية تحقيق الهدف القومي بهبوط مركبة مأهولة قبل 2019.
والخطط ستتركز على تخطي العقبات القائمة حالياً بتكثيف تدريب الرواد على طول البقاء في الفضاء. وتطوير الأفكار المبدئية والنظرية لتطوير وسائل الدفع اعتماداً على الطاقة النووية لتكون بديلاً عن الصواريخ الحالية القائمة على حرق الوقود، ووضع تصميمات للمستعمرات المريخية التي يمكن أن يعيش فيها الرواد عدة شهور. وبخاصة بعد التعاون الروسي الأمريكي الذي أثمر عن أفكار رائعة وقيمة لاختصار مدة الرحلة، حيث اقترح العالم الأمريكي (روبرت زوبرين) فكرة زكية بتوليد الوقود اللازم لرحلة العودة على الكوكب نفسه بتفاعل الهيدروجين مع ثنائي أوكسيد الكربون المتوفر على سطح الكوكب بشكل كبير.
وقد كانت المدد المقترحة لبلوغ الكوكب الأحمر والعودة منه أربع سنوات وذلك بوسائل دفع القرن الماضي.
فإن أقصى مدة قضاها الرواد الروس في الفضاء هي 428 يوماً والأميركان ستة أشهر. وهنا يبرز تحدٍ أساسي وملح يفرض على وسائل الفرن الـ 21 أن تكون أسرع بثلاث مرات على الأقل وهذا يطلب تطور جوهري يطال تكنولوجيا صناعة المركبات.
ومن المؤكد أن نجاح القفز إلى المريخ سيمثل خطوة ايجابية على طريق استكشاف كواكب المجموعة الشمسية كافةً.كما أن أطماع العلماء وطموح الحكومات تمتد حتى تصل إلى استثمار بعض موارد المريخ الطبيعية ونفلها إلى الأرض ليصبح أول مستعمرة كونية.
أعلم أن الكثيرين من القارئين لا يصدقون بعض هذه الأقاويل ويعتبرونها محض خيالٍ أو طموح زائد. لكن عربة التطور تجري وتسير قدماً، والخيال هو أول طرق الإبداع، فمن كان يعتقد في أوائل القرن الماضي بإمكانية هبوط الإنسان على سطح القمر ومن كان يتخيل في منتصفه ظهور الهواتف الخلوية بإمكانياتها الهائلة التي قد لا يصدفها البعض في الوقت الحاضر، ومن كان يأمل في ثمانيناته أن تحتل هذه الشبكة-التي نتواصل عبرها- تلك الأهمية وأن تقدم تلك الفائدة.
مع كل ذلك تبقى الحسرة في قلوبنا نحن العرب ويبقى الألم، فنحن لم نشارك في كل تلك التطورات كأمة. وبقينا مستهلكين نشتري ونشتري ولا علاقة لنا بالإبداع الواقعي، لدينا القدرة على التعبير على الكلام. فالعرب كما يقول فصح الناس بياناً بشعرهم وأدبهم لكن هذا لا يعطي الحياة المادية والتطور العمراني الذي نطمح له.
أعتذر على طول السيرة وكترة الغلبة لكن الأمر يستحق القراءة وإن لم يحظ بكبير الاهتمام على اعتبار التكنولوجيا ليست من اهتمامات مجمل الشباب ولا تمس تطلعاته للأسباب التي أسلفتها والتي تعبر عن رأيٍ شخصي.

بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن جاروا علي كرام
 
 
Page generated in 0.03699 seconds with 11 queries