[لاوديسا]

وهاد لقاء تاني
---------------

دورها في مسلسل (أشواك ناعمة) لفت الانتباه إليها كممثلة جديدة استطاعت أن تحقق حضوراً لافتاً، ومع أن كندة قد تخرجت من قسم الدراسات المسرحية إلا أن هاجسها الفني والإخراجي لم يغب عنها للحظة واحدة.

والآن، بعد رحلة قصيرة مع الإخراج بدأت كندة انطلاقتها في التمثيل، فكان دورها (ريما) في أشواك ناعمة، والظاهر بيبرس، وفي نزار قباني أيضاً.. وكما شاركت في فيلم سينمائي (شغف) من إخراج حاتم علي سيشارك في مهرجان دمشق السينمائي في دورتها الحالية.. وربما كانت التجربة في بدايتها، إلا أنها لا تخفي طموحاً تسعى كندة إلى تحقيقه.. معها كان هذا الحوار..

قد يكون سؤالي الأول تقليدياً نوعاً ما، ولكن دافعي له هو دراستك الأكاديمية (الدراسات المسرحية) ومن ثم عملك في الإخراج.. لماذا التمثيل؟.. هل لأن له بريقاً مختلفاً؟
عملياً الأضواء والشهرة يمتلكان بريقاً خاصاً، ولن أدعي أن هذا البريق غير جاذب بالنسبة لي وحتى للجميع، لكن هل هذا هو السبب الرئيسي في دخولي عالم التمثيل؟ بالتأكيد لا!..

والشق العملي من الإجابة لا ينفي أبداً أن يكون لي هاجس فني مختلف، فأنا في الحقيقة يجذبني عالم الفن بحد ذاته وتحديداً المسرح، وتحديداً أكثر الإخراج، لذلك عندما أنهيت دراستي الثانوية رغبت بأن أدخل المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم التمثيل، لكن هذه الرغبة تعارضت مع رغبة أهلي الذي كان مبررهم يتعلق بالجدوى، فقد طلبوا مني أن أدرس اختصاصاً آخر ثم بعد ذلك يأتي الفن. أما خطئي فكان أنني لم أدافع بشكل جدي عن مارغبت به، إلى اللحظة التي قررت فيها أن أدرس في المعهد - قسم النقد.. مع الأخذ بعين الاعتبار أنني لم أتخل عن فكرة التمثيل أبداً.

إذن، لماذا لم تبدئي مبكرة؟
أثناء دراستي في المعهد أتتني بعض العروض في التمثيل، لكن ممانعة أهلي برزت مرة أخرى مبررين ذلك بالانتظار لما بعد تخرجي من المعهد، والآن انتهيت من دراستي، وصرت أملك حرية الخيار، وهو ما أكده لي أهلي أيضاً.. وعندما عرض علي دور ريما في مسلسل (أشواك ناعمة) قررت العمل.. وبدأت.

وكيف ترين نتائج العمل؟
في الحقيقة لاأعرف النتائج، لكنني أعتبر نفسي فتاة شجاعة، وأحب خوض التجارب مهما كانت نتائجها، ولا أستطيع أن أحدد فيما إذا نجحت أو فشلت، ولكن أستطيع القول أنني لم أفشل، وإنما ما قدمته كان عادياً، وأنا مقتنعة به.

وبالنسبة لتلقي الآخر لك؟
هناك جانبان للتلقي، الأول يتعلق بالقريبين مني مثل أهلي وهؤلاء يقومون بالانتقاد أكثر من غيرهم، خاصة وأنهم يمثلون - إضافة إلى كونهم أهلي - شريحة مثقفة، وغالباً ما يكون هذا النوع من الانتقاد القاسي صريحاً ومغلفاً بالمحبة.
والجانب الآخر ولنأخذ الشارع مثالاً فقد كان القبول جيداً، فهم من جهة أحبوا العمل، وأقصد مسلسل (أشواك ناعمة) ومن جهة أخرى أحبوا دوري، واستطعت أن أترك أثراً طيباً عندهم.

هل ثمة ما يميز العمل مع مخرجة.. على اعتبار أن تجربتك الطويلة الأولى كانت مع رشا شربتجي.. أم تفضلين العمل مع مخرج؟
لست مع التمييز، ولا أستطيع القول إذا كان العمل مع مخرج رجل أفضل من العمل مع مخرج أنثى أو بالعكس، لكن الأفضل من ذلك هو العمل مع مخرج جيد بغض النظر عن جنسه، وفي (أشواك ناعمة) ما كان مميزاً بحق هو العمل ككل، والعمل مع رشا شربتجي ساعد على خلق انسجام وتفاهم في الجو العام للعمل إضافة إلى تقبلها للأفكار والاقتراحات الجديدة.

وهل تفضلين أن يكون لك وجهة نظر في الدور المكتوب، أم أنك تستسلمين لرؤية المخرج؟
أتمنى أن يكون لي وجهة نظر بالدور الذي أقوم به، ولكنني لا أستطيع فرض هذا الشيء، لأن عدداً كبيراً من المخرجين لا يقبلون بذلك، فهو في الغالب يمتلكون تصورهم الخاص الذي أحترمه، كما أنه لا يشكل وجهة نظر سلبية.. أتمنى أن أقترح، وأنا من الناس الذين يحبون المساهمة باقتراحات خاصة وأنني قد عملت سابقاً كمخرجة.

وماذا عن خصوصية تجربتك مع رشا شربتجي؟
قدمت لي رشا شربتجي مساعدة كبيرة، كما أنها أعطتني ثقة لا تعطى عادة للمثل يعمل للمرة الأولى، فهي مثلاً سمحت لي أن أضيف وأن أحذف من الدور، هذا بالإضافة إلى صبرها علي واهتمامها بي، وإذا افترضت أنني نجحت بهذا المسلسل فإن نسبة كبيرة من هذا النجاح يعود الفضل فيها إلى رشا شربتجي.

إلى أي حد تنطبق هذه العفوية التي ترتسم على ملامحك مع عفوية الروح؟
أعتبر نفسي إنسانة عفوية، وفي السابق كانت هذه العفوية تؤذيني، وتسبب لي الكثير من الألم خاصة عندما يتم تفسير ما أقوله بغير ماقصدته، والآن أصبحت أقل عفوية، وبدأت أحسب كلماتي وتصرفاتي جيداً.

وماذا عن المشاعر والعاطفة؟
أنا فتاة عاطفية ورومانسية، وأحب بسرعة كبيرة، وغالباً ما كانت عواطفي هي التي تتحكم بتصرفاتي. ومع الوقت بدأت أفكر بطريقة مختلفة، وبدأت أسيطر على عواطفي والتحكم بمشاعري لجهة التفكير بالمستقبل.. الذي أصبح يعنيني بشكل كبير.