سنين وعقود مضت وهذه الموضة تجتاح الشباب المنتج جيلاً بعد جيل في سوريا وبعض البلاد العربية
وهي السفر إلى بلدان الخليج والعمل... طبعاً هي ليست ضرباً من ضروب الموضة بقدر ما هي حاجة للمال وفتح أبواب المستقبل من بوابة الخليج ومفاتيح العملة . ولكن مع تسرب هذا الجيل تلو الآخر إلى الخليج كان يترافق معه نوع آخر من التسرب
طبعاً هو تسرب الطاقة النقدية من بلادنا إلى الخارج فالجيل القابع في دول الخليج وعلى بداية كل شهر يحوم عند نوافذ الصرافين لتحويل قطافهم الشهري إلى أهلهم وهنا لب القضية
فجميع الصرافين يعرفون أن عملية التحويل هذه هي بمثابة تبييض للعملة من بلادنا إلى الخارج كيف ؟؟ الأمر بسيط
جميع مبيضي العملة في بلادنا يملكون حسابات بنكية في بلدان الخليج حيث يقوم الصرافون بإيداع هذا القطاف الشهري في حساباتهم البنكية هذه بينما تقوم مكاتب هؤلاء المبيضين بدفع الأموال بالنقد المحلي لأهالي هذا الجيل المغترب العامل. ولكن من أين تأتيهم كل هذه السيولة النقدية بالقطع المحلي؟؟؟ طبعاً الجواب سهل بالنسبة للمطلعين. ببساطة مبيضي العملة لهم اتصلاتهم الواسعة مع جميع التجار وشبكاتهم وفي كل مرة يحتاج هذه التاجر أن يدفع أموالاً أو يحول أمواله إلى خارج البلد يقوم بدفعها بالنقد المحلي إلى هذا المبيض ويقوم المبيض بتوزيعها على أهالي الجيل المغترب في الخليج كل حسب تحويلته
وهكذا يحول المبيض الأموال بالقطع الأجنبي من حساباته في البنوك الخليجية إلى حسابات التجار الذين يزودونه بالنقد المحلي. تاركاً لنفسه نسبة لقاء هذا العمل السحري ( التبييض )
ومع مزيد من العرق المتسرب من هذا الجيل الأشبه بالنحل المهاجر في الخليج يتسرب المزيد من الطاقة النقدية إلى بنوك التجار في خارج البلاد
ويظل هذا المرض المزمن مستمراً ليزيد من ثراء المبيضين ويزيد من ثراء التجار المحليين
