الموضوع: سادية؟!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/03/2008   #5
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


موضوع رائع كالعادة من ياس
السادية الموجودة لدى شعوبنا لهي غريبة
فقد فوجئت بكثرة الافراد الذين يحتفظون بمقاطع "قطع الرؤوس" وهم يتباهون بها
إذا اردنا التحدث عن السادية (حسب رأيي)فلا نستطيع أن نفصل عنها المازوشية وهي نقيضها ومكملتها

يميل العلماء للاعتقاد أن السادية والمازوشية سلوكان مكتسبان يتم تعلمهما من البيئة الاجتماعية
وتعود إلى أساليب التنشئة الأسرية للأطفال ، إذ تشير الدراسات على مستوى الأسرة العربية إلى شيوع أنماط التربية المتسلطة التي تسعى إلى بناء شخصيات مطواعة تميل إلى الإذعان والتبعية وتعويد الطفل العربي على الخضوع للكبار وطاعة السلطة عبر أجواء أسرية تشيع فيها السلطة الأبوية الصارمة وأساليب قهر الأبناء والقمع النفسي والازدراء والاحتقار والسخرية والتهكم وخلق الإحساس بالدونية والشعور بالنقص .
من جانب آخر ، فان العلاقة بين الأب والأم عندنا هي في معظمها شبيهة بعلاقة " سي السيد بزوجته ولا ننسى . حيث الأب يمثل القوة والسلطة فيما تمثل الأم الطاعة والخضوع . ولأن الوالدين يشكلان الأنموذجين للأبناء فان الطفل يقلد الأب والطفلة تقلد الأم .. فينمو عن طريق التقليد تهيؤ نفسي لأن يأخذ الذكر دور الأب وتأخذ البنت دور الأم . وحين يبلغ السادسة من العمر تأتي المدرسة لتعزز أنماطا من السلوك المازوشي، فالأنظمة التربوية العربية تقوم على تكريس علاقات السلطة الخاصة بالنظام الأبوي ، وذلك لما يتعرض له الأطفال من قهر وتسلط تربوي في المدرسة.

غير أن العامل الحاسم في شيوع السادية والمازوشية على صعيد الناس يعود إلى علاقة السلطة بمواطنيها . وللتوضيح فان " السلطة " هي غير "التسلط ". فالسلطة في المفهومين الفلسفي والأخلاقي ، ضرورة اجتماعية " لتنظيم أمور المجتمع " ، وضرورة نفسية " لتحقيق الشعور بالأمن " وضرورة أخلاقية " لتحقيق العدل بين الناس " ، وهي بهذه المعاني تكون مشروعا تمارس بموجبه القوة " لا التسلط " لإقرار ما وجدت لأجله ، فيما يتضمن التسلط معاني : الظلم والقهر والإرهاب والعنف والإكراه وما يماثلها .

هذا الشعب المقهور الذي يعاني من الذل يومياً، فلا يوجد مجال بمكن من البروز به، لا دراسة ولا عمل ولا حتى مهنة لائقة أو مستوى معيشي مرتاح، وفوق هذا لا يستطيع التعبير عن رأيه. يبحث دائماً عن طريقة يفرض بها تسلطه "من باب التعويض" فلا يرى أمامه إلا ابنائه وزوجته المقهورة وهذه المشاهد
التي تشبع دافع السيطرة الموجود لدى الجميع ولكن طريقة اشباعها تكون متطرفة وذلك بسبب الخلل الذي يعيشه

// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03636 seconds with 11 queries