عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2005   #111
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


نتابع .......




كان الرقم الذي طرحته الشركة الفائزة صغيرا جدا أو "هكذا قدرت" و قد "أستحمرت" في سري هذا النوع من المقاولين الذين يخفضون الأسعار بشكل كبير فتتأثر نوعية الخدمات المقدمة فطلبت من لينا اصدار أمر أداري بتشكيل لجنة فنية لتحضير دراسة مالية للمقارنة مع نتائج هذه المناقصة.الرقم كان بالفعل صغيرا ويجب أن يكون أكبر من ذلك بكثير و, و لذلك لم استعجل بتصديقها فلا بد ان تمر من تحت يدي صديقي أبو مكنى و الا سيزعل و لم أعد قادرا على العيش و هناك احتمال أن يزعل أبو مكنى.هو حتى الآن لم يزعل و بنفس الوقت لم يكن ودودا أبدا حتى بعد أن تحولت أجتماعاتنا الى شبه اسبوعية ناهيك عن الآتصالات شبه اليومية و لكنه لم يتغير ابدا كان يضحك عندما يريد فأضحك معه و يزمجر عندما يريد فأقطب حاجبي أحتراما و عنما ينعتني بصفات غير لائقه أعرف أنه مبتهج فابتسم أستحسانا "لمزاحه" لم يعطيني فرصة ان اعبر عن اشياء اريدها هو من كان يوجه الحديث و الأسئلة و الأملاءات كانت سائدة و حاضرة في معظم ما يتفوه به وفوق كل ذلك لم يبدو منصب معاون الوزير الذي صرت أحتله الآن يحرك فيه أي خلجة توقير أو تقدير. و هو فوق كل هذا لم يتهاون في شأن التقارير المكتوبه كان يصر على أن أكتبها بيدي و لكن كنت اكتب فيها ما يحلو لي كنت أكتب بشكل عام عن شؤون الوزراة و تحركات الجميع و أناقش معه شفهيا امور أخرى من قبيل مناقصه وحدة الضخ.و هو كما تبين لي ذو امتداد أفقي عريض كلما علا منصبي كلما أزداد نشاطه عرضا.يمكن أن يكون مقاول بناء أو متعهد طرقات و يستورد السكر و مفرقعات العيد و يصدر الملبوسات و العلكة و لكنه رغم كل هذا يمسك بالأمن بيد من حديد.

كان أحساسي في محلة في "استحمار" المقاول فقد ضحك ابو مكنى من غبائة و قد قدر بحكم" خبرته" أن سعر التكلفة يزيد عدة مرات عن هذا الرقم و "نصحني" بأعادة طرح المناقصة من جديد لكي لا تتأثر المشاتل الزراعية و نحن قريبون جدا من عيد الشجرة المجيد و هذا يوم يجب أن يظهر فيه الوجه الأخضر للبلد و حثني بما في فؤادي من حب للوطن أن اسرع في العملية.ليس هناك داع لتوصية حريص مثلي على فاستدعيت مدير المشتل المركزي و أطلعته على نتائج المناقصة وحدثته عن خوفي من فشل الشركة الفائزة و لكن "الحقير" دافع دفاع الأبطال عن سمعة تلك الشركة و قال أن لها باع طويل في تنفيذ المشاريع المشابهة و قد نفذت لوزارتنا بالذات عدة محطات مشابهة كما أنها حائزة على شهادات دولية في معايير الجوده و الأمان أقل ما فيها "الإيزو". ضحكت من غباء هذا المدير و لم أخفي عنه استغبائي له فقد شرحت له كيف يتم الحصول على مثل هذه الشهادات كما أن لدي تقرير من اللجنة المالية التي شكلتها وهو يقول أن التكاليف ربما هي أكبر من من الأرقام التي قدمتها هذه الشركة. لم ييأس مدير المشتل و بدا واضحا من أحمرار اذنيه حماسا أن له مصلحة ما في تسمية هذه الشركة.و عاود الى طرح ما لدية من حجج. فحسمت الموضوع بعد أن لبست قناع الحزم و الجدية:

- أعد طرح المناقصة و لا توجه دعوة لهؤلاء الأغبياء.....قال أيزو قال.

هز مدير المشتل" ذيلة" خيبة و طأطأ رأسة و غادر سريعا....

بدا هذا المدير من النوع الذي يصدق كل شيء و خاصة اذا كان مصدرة جهة عليا و هنا يصعب التمييز بين النفاق و الصدق ولكن المسافات بينهما تضيق اذا بدا كل منهما بذات اللبوس. مازاد "ايماني" بهذا المدير منظره القميىء الذي لا يثير ريبة و كنت قد قررت أن أكون لنفسي خلية داخل الوزارة أو شيئا شبيها بحركة "للموظفين الأحرار" لم أكن أنوي الأنقلاب لا سمح الله و لكن خلايا كهذه مفيدة توسع مدى المجسات اللاقطة و تكبر الأصوات و تطيل مدى يدك و لسانك و عنقك و ربما عضوك التناسلي.الأعتماد الكلي على سائق في النهار و قواد في الليل كسائقي "أبو قادر" لا يكفي و لينا فتاة مرحلية لا يمكن أن تستفيد منها ألا في ساعات العطش الجنسي و لكنها للحق كانت بارعة " وتفش القهر".أتصالاتي بمدير المشتل اصبحت يومية لمتابعة أمور المناقصة و كنت أرمي كلمة من هنا و كلمة من هناك محاولا تقريب هذا المدير مني هو كان حزرا في البداية ولكنه سرعان ما تهاوى بين يدي و اصبحت كلماتي أوامر و كنت بدوري حذرا كي لا يكون "عميلا مزدجا" فأنا أعرف أن تنظيمات" الموظفين الأحرار" تملأ الوزارة بل تملأ الوزارات و ربما تملأ الدولة بكامل هيبتها و لا اشك بوجود عملاء مزدوجين أو أكثر من مزدوجين يعملون لعدة جهات في نفس الوقت لا بأس في أن يكون مدير المشتل عميلا برأسين على أن يكون راسة الرئيس لي.لذلك قررت "تسمينه" مكافئات و سيارات و أبتعاث خارجي و أطلاق يده"بما يكفي" ليسد رمقه فكان تجاوبه مثاليا .

أذيعت المناقصة في الجريدة الرسمية و في نشرة التلفزيون التجارية و حرصت على أن يكتب في أعلاها "إعادة طرح" ليعرف الجميع أنني أعيد طرح المناقصات حرصا على الأموال العامة.و تقدم أليها مجموعة من الشركات أسر لي أبو مكنى بأسم احداها و عندما سألته اذا كانت هذه الشركة حاصلة على شهادة "الإيزو" قال لي بأحتقار شديد ما فيي" إيزو و لا ميز و هلي بدو يعترض رح حط هالصرماي بطيزو" و يبدو أن القافية اعجبته فغاب في نوبة ضحك شديد و جدت نفسي غارقا فيها ايضا بحكم العلاقة "العضوية" التي تجمعني بهذا الشخص الذي يدعى ابو مكنى.

أستبعدت الشركات التي قدمت اسعارا يقل عن سعر الشركة التي سماها أبو مكنى و ذلك لأسباب فنية طبعا و تقنية اما لمخالفتها دفتر الشروط و المواصفات و أما لنقص في الأوراق الثبوتية و ثبت الرقم الفائز طبعا كان يزيد بعشرين مرة عن الرقم الأول هز أعضاء اللجنة رؤؤسهم و حركوا ألستنهم في اقواههم و لا بد انهم ازدردوا لعابهم الذي سال عن رؤية الرقم الفائز ثم اخيرا تململوا في لأأمكنتهم و بادرتهم بصوت مرتفع جهوري أقرب الى الخطاب الوطني الملتهب.هل سمعتم المثل الأنكليزي الشهير؟؟! فرج أعضاء للجنة أفواههم عن اسنان بألوان مختلفة كناية عن الأستفهام دون أن يقوى أي منهم على فتح حلقة فقد يبس الرقم الفائز حبالهم الصوتية و ربما نشف أقنيتهم المنوية فبادرتهم بصوت أكثر قوه يعكس تقة الأنكليز بأمثالهم السائرة:

- أنا لست غنيا لأشتري اشياء رخيصة الثمن....

ثم توقفت مقطبا حاجبي و منهيا جملتي بضرب قبضة يدي على الطاولة فأحدثت الضربة بلبلة اكثر مما أحدث القول الأنكليزي المأثور.جمدت اللجنة جميعا للحظة و لست ادري هنا سبب ردات فعل هذه اللجنة التي تصرفت و كأنها شخص واحد أو جوقة تقوم بعمل متشابهة و قد دربت عليه طويلا.أسترخت اللجنة وبعد ان استوعبت المثل قامت قومة رجل واحد و صافحت مندوب الشركة الفائزة متمنية له التوفيق.

كان الوقت مبكرا جدا و لم ارشف من فنجات قهوتي غير القليل عنما قالت لي لينا بلهفة و سرعة أن الوزير يطلبني هززت رتسي مستفهما و لاكنها قلبت شفتيها و يديها شددت ربطة عنقي و رفعت بنطالي و توجهت الى مكتب الوزير.كان منهمكا و مشغولا ترك كل شي عند دخول و قام من وراء مكتبه ليجلس في الكرسي المقابل أستعضاما للأـمر الذي سيطرحة و انحيت بجذعي باتجاهه في اشارة الى فهمي لخطورة الأمر.فرك عينية و تشاغل في تفتيش جيبوبه عن فكرة ما ثم نظر ألي نظرة جدية وقال:

- هل تعلم أن عيد الشجرة في الخامس من الشهر القادم.

قلت و لم اتخلى عن نظرتي الجدية و لهجتي المهتمة:
-طبعا أعرف و نحن نحضر للأمر..
قاطعني الوزير:
هذا العام يختلف كثيرا عن الأعوام السابقة سيكون هناك احتفالا جماهيرا و شعبيا واسعا تحضرة كل قطاعات المجتمع و سيحضره كذلك السيد الرئيس.
حتى يعرف الوزير أنني أخذت الأمر بكل جدية فتحت فمي و أزاد انحاء جذعي تجاهه و اجبته بصوت أكثر عمقا تعبيرا عن جسامة الأمر:
ماذا....سيحضر الرئيس شخصيا...في هذا الحال ستتغير كل الخطط..
استعاد الوزير المبادرة و بدأ أكثر راحة و هو يتحدث فقد أخبرني باخطر ما في الأمر:
-نعم سيتغير كل شيء سيتم الأحتفال على مدخل الوزارة و سيشرف الرئيس مدخلها و الدرج بالوقوف لتحية الحشود لذلك اطلب منك ان تشكل لجنة ليتم التحضير للأمر و تأمين موقع الشخصيات الرسمية...ثم غير لهجته و اردف" تصور تواضع هذا القائد الكبير تخيل انه سيقف على درج وزراة كوزارتنا ليحي ابناءة...يا اخي كبير..كبير

أنا لم استطع أن اكتم دهشتي من تواضع سيادته الجم و اضهرت فرحتي بأننا سنشاهده عن قرب شديد و قد نحظى بشرف مصافحته أو تقبيله....ابتسم الوزير فرحا و وافقني قائلا..أنه يوم المنى.....عاود الى لهجته الجدية و قال لي بحزم الوزراء..هيا بسرعة أجل كل شيء وضعه جانبا و تفرغ كليا لهذا اليوم العظيم.لم أرد ان اضيع دقيقة واحدة ووقفت أريد الخروج و لكن قبل أن أخطو..سألني الوزير :
- بكم رست مناقصة وحدة الضخ التالبعة للمشتل المركزي؟؟!!

يتبع..




محبتي

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05835 seconds with 11 queries