الموضوع: الغابة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 24/11/2008   #10
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Reemi عرض المشاركة
مملكتنا ستبقى يانعة نضرة ستقدم الحب والمعرفة لكل من يقصدها .. أما أولئك الذين علـَّـتهم تلك المملكة لثقتها بهم فمثلهم مثل من جلب إلينا النفايات ووضعها في طعام أطفالنا – تبا ً لهم جميعا ً _ جميعهم خونة وقاموا بعضِّ اليد التي قدمت لهم الدعم والعون .
همسة صغيرة :
هذا الزمن الرديء كثر فيه الذكور وقلَّ فيه الرجال .. أصبحوا كالطواحين التي نسمع جعجعتها فقط ..
عزيزتي ريم


كانَ المساءُ اليومَ ثقيلاً عندما هبطَ ببردِه وأمطارِه على جلودِ الكلاب التي أحاطتْ بي من كلِّ جانب! ما كنتُ مسلّحاً ولم أحسبْ أنَّ الكلابَ التي تنبحُ عند مفترقِ الطرقات قد تعضُّ، وكنتُ في ما مضى أظنُّ أنَّ الكلابَ والخفافيش السّود هي الوحيدة القادرة على العضّ وامتصاصِ الدّماء ونقلِ داء الكلب وغيره من الأمراض المعدية!

لكنَّ هذا المساء حملَ إليّ ما لا يخطر على قلبِ بشر ولا سمعته أذن إنسان... خرجتْ من بينِ زمرة الكلابِ تلك أتانٌ تمزجرُ وتنهقُ وترفسُ يميناً وشمالاً... حاولتُ أن أخلي لها الطّريقَ لكنّها أبتْ إلا أن تعضّني!!!

واللهِ يا ريم ما كنتُ أحسبُني أحيا إلى زمنٍ أرى فيه الحميرَ تعضُّ! أوَ لم تكن ترفسُ في الماضي؟! فما الذي طرأ عليها وقلبَ وظيفتها وغيّر حالَها من الرّفس إلى العضِّ؟! أتظنّينَ مثلي أنّ العيشَ بين الكلاب زمناً يسيراً علّمها النّباحَ بالإضافةِ إلى النهيقِ، ودرّبها على العضِّ بالإضافةِ إلى الرّفسِ؟!
هل تعلمين يا صديقتي الغالية ريم ما الذي أغضبَني؟! واللهِ لو عضّني كلبٌ لقلتُ الكلبُ كلبٌ وهذا طبعُه وحالُه، فأمّا أن تعضّني أتانٌ رائحتها أبغضُ إلى النفسِ من رائحة حظيرةِ خنزيرٍ، فهذا ما أزعجَ رهافة حسّي الناعمِ الرّقيق .
لو رأيتِها تمرّ بك هي وبخرها المنتن لقلتِ إنَّ حظائرَ الخنازير أشرف وأطهر وأنقى وأعذبُ منها ومن زمرة الكلاب تلك التي أحاطت بي عندَ هذا المساء!


لكنّي أحبّ أن تطمئنّي ولا تهتمّي فقد أسرعتُ إلى أقربِ مشفى وحقنتُ نفسي بما يدرأ عني خطر تلك العضّة وعضّات أخرى قد أتعرّض لها يوماً إذا ما غامرتُ في الخروج تحت وقعِ البردِ وسوادِ المساء.

آه... نسيتُ في غمرة تلك الرّواية أن أقولَ لكِ: أنتِ على حقّ فالممالك المحشوّة بالنفايات تحتاجُ من وقتٍ إلى آخر إلى حافلة جمع القمامة وإلا فستغرق المملكةُ بالذباب والبعوض والروائح النتنة الفاسدة وستخيّم بقباحتها هذه على كلّ جميلٍ فيها.

وقبلَ أن أنسى أريدُ أن أخبرَك أنَّ الطواحين التي تصدر قرقعةً وجعجعةً لهي أشرفُ من ذكورٍ لا يحملون من ذكوريّتهم إلا "الذّكر"!

وأخيراً أشكرَ مرورَك العابق بكلّ ما تحملينه من جمال ولطفٍ (أخ... لك فادي ليش عم تضرب؟! والله ما حكيت شي برّات الطريق! العمى على هالقصّة).
خيتو مشكورة وما رح قول غير شي... وبس! أفت .
.

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03981 seconds with 11 queries