قليلة هي الأشياء التي تنجح في اختراق جداري المناعي ضد النكد والمضايقة. احد هذه الأشياء التي تخترق جداري وتنجح في تنكيد ومضايقتي لربع ساعة على الأقل، هي عبارة ( أنخاك والا أنخى الذيب؟؟). وهي عبارة – كما لا يخفى عليكم _ يستخدمها بعض الأصدقاء والمعارف وغير المعارف لطلب أشياء منك بدون مقابل ، كأن تكفل أحدهم بالبنك ، بعد أن تنقل رصيدك إلى بنك (أبو الذيب )، أو أن يستدين منك مبلغا من المال دون أفق محدد للسداد، أو أو أو أو … يعني أنت خسران مهما طلب.
الجواب الطبيعي الذي يتوقعه الطالب على عبارة (أنخاك….) وسؤالها الاستنكاري، أن تقول على الفور ودون تفكير:
- اتخسى يا الذيب!!
وتعني هذه العبارة انك قبلت أن تشمل بنخوتك الرجل، وتزيح الذيب من مكانه ،عندها بالضبط، تأكل خازوقا مبشما جراء جرعة النخوة التي اقترفتها وأنت منوم مغناطيسيا تحت وطأت النص التراثي الذي لا يحتمل سوى جوابا واحدا.
أما أنا فقد طورت جوابا مناسبا أكثر لهذه النخوة غير المبررة..(نخوة ع خازوق) وهو أن أقول:
- اتخسى يا أنا … الذيب أسرع لك وأقوالك!!
فيبهت الطالب لثانية واحدة، ثم يبتسم، على أساس انك حكيت نكتة..مجرد نكتة..ويطلب ما يريد ..وكأن شيئا لم يكن.
فأحاول تذكيره بذئب الفرزدق الذي كان يقد الزاد(بيني وبينه ..على ضوء نار مرة ودخان)، ثم أقول له(مكررا بيت الفرزدق) على سبيل الكلام الملغوم (لغ بلغ):
تعش فان عاهدتني لا تخونني
نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
لكن لا شي ينفع..وتكتشف انك مضطر إلى تحقيق طلب الرجل خاوة. لكني أقوم بمناورتي هذه دائما رغم فشلها الذريع والمتكرر ، على سبيل المقاومة السلبية لمحاولة سلبي المتوقعة.
عزيزي القارئ:
- أنخاك والا أنخى الذيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟