عرض مشاركة واحدة
قديم 04/09/2009   #39
صبيّة و ست الصبايا ritka
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ritka
ritka is offline
 
نورنا ب:
Sep 2008
المطرح:
canada
مشاركات:
485

افتراضي


زلمة.. جلك الله
_____________________________



ليس في العصر الجاهلي ولا في العصور الوسطى, بل في هذه الايام و على شرفة القرن الواحد و العشرين, ففي حديث رجالي حول حوادث السير, كان الرجل يسرد قصة, و كلما جاء ذكر انثر في نص الحديث, كان يتبعه للسامع بعبارة "جلك الله" و أحيانا يقول:
- مره بعيد عنكو.

و تعلمون طبعا أن هذه هالعبارات و ما يشابهها تقال عند ذكر البهائم و الدواب, خصوصا الحمير و الخنزير, اجلكم الله.
تفرست بالرجل, فلم اجد على الاطلاق ما يمكن ان يفوق او حتى يوازي المرأة (أي مرأة), و انا اعرف أن جلّ ما يقوم فيه هذا البعير هو استأجار ماكنة لحراثة الارض, ثم ماكنة لحصاد المحصول, ثم تراكتور لبيع المحصول, اما زوجته في التي تربي ارتال كائناته (تفريخ الاطفال احد انجازاته ايضا), و ترعى شياهه, و تقوم, يدويا, بتصنيع اللبن و الزبدة و السمن و الجبجب و الجميد, كما تقوم بفلاحة الارض المحيطة بالبيت لتكتفي العائلة من بقوليات.

بالاجمال, المرأة هي العنصر المنتج بالبيت, بينما لايقوم ذلك (البعير) سوى بممارسة الانتظار لبيع المحصول الذي لايبذل فيه ادنى جهد, و يتفرغ للعلب "السيجة" و طق الحنك على ابواب الدكاكين, ثم يتأبط شبريته (أو مسدسه), و عند اي خلاف بسيط مع ابن عمه هو على استعداد (للهده) شبرية في الخاصرة وهو يفتل شواربه المغموسة بالدم متشامخا بشجاعته و فحولته.

ان اي مقارنة بين تلك الانسانة التي تصنع الحياة و بيت هذا (الوبش), تميل فورا لصالحها اخلاقيا و بشريا, بينما يتحول الوبش المتعجرف عند اشتعال نزواته الجنسية, الى كائن ذليل يلعق قدم المرأة لمجرد ان تبتسم له, اما اذا تزوجها فانها تصير من نوع (جلك الله).

هذه النظرة الدونية للمرأة لا اراها منفصلة عن خيباتنا و هزائمنا السياسية و الاقتصادية و لاجتماعية لاننا نهمّش نصف المجتمع الفعال المنتج, و نجلس القرفصاء رافعين عرانيننا للسماء, متفاخرين ببطولات الاجداد الذين ملأوا البحر (سفينا) و تخرّ لاطفالهم (الجبابر ساجدينا), و هذا كله كذب في كذب في كذب.

حينما كلن الرجل في العصور القديمة يعتقد بان الالهة غاضبة عليه, لذلك فالسماء لا تمطر و الصيد لا يظهر و النهر لم يفض, كان يقتل فتاة عذراءعلى المذبح او يلقيها في النهر ارضاء لالهته, هكذا سلوك ليش مفصولا عن قدرة لمرأة, كونها بطلا و ضحية في ذات الوقت, ربما كتعويض عن النقص في حركة الطبيعة الذي يسببه الرجل الذي يحتضر(الان) نفوذه العضلي بعد ان حلت التكنولوجيا معظم المشاكل التي تحتاج الى قوة.

ان المرأة كانت ضحية منذ ان اغتصب الرجل حق المراة في المساوات الكاملة, فدمر الارض و العرض و السماء, و لوث التراب و الهواء و الماء.
للنساء الحق كل الحق في ان يقلن عند ذكر جنسنا (البعيري) هذا:
- زلمة.. جلك الله يا اختي
تأهبوا ايها الرجال , فانا ادرب طفلتيّ نيروز و توجان على تدريب نسلهما الانثوي على قيادة العالم.

سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل:
"فلسطينية كانت.. و لم تزل!"

طلقة حب و طلقة نار و نسّم يا هوا بلادي :)

you are unique, just like every one else !
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04760 seconds with 11 queries