عرض مشاركة واحدة
قديم 18/10/2009   #76
شب و شيخ الشباب Semetic_Prince
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ Semetic_Prince
Semetic_Prince is offline
 
نورنا ب:
Feb 2009
مشاركات:
65

افتراضي


اهتم أسرحدون (680-669 ق.م) بعد توليه العرش بتصفية بقايا الثورة، وأولى بابل اهتماماً خاصاً فنصّب أحد أولاده ملكاً عليها، وأشرك ابناً آخر معه في الحكم هو آشور بانيبال[ر]. ولكن الأخوين تنازعا فيما بينهما فسيطر أسرحدون على الموقف، والتفت إلى حدوده الشرقية حيث كان يجثم خطر الميديين والسكيثيين من الآريين، كما اهتم بالحدود الشمالية حيث كان يتربص به الكيميريون، وكان النصر حليفه على هؤلاء جميعاً.

وضع أسرحدون نصب عينيه الاستيلاء على مصر لتدخلها في شؤون فلسطين وسورية وتشجيع الثورات فيها. فسار إليها بحملة كبيرة، وفي طريقه قضى على صيدا وهدم أسوارها، وبنى بقربها مدينة سماها باسمه ووضع عليها حاكماً آشورياً. واستعان بالقبائل العربية في حملته على مصر. وحالفه التوفيق، في حملة ثانية، فاحتل مصر السفلى وفر ملكها، فأخذ أسرحدون زوجته وأهل بيته معه إلى آشور، وأحرق العاصمة ممفيس (منفيس)، ووضع على مقاطعات مصر السفلى حكاماً آشوريين أو موالين له.

وفي عودته مر بمصب نهر الكلب شمالي بيروت وترك على الصخور المشرفة على المصب نقشاً شهيراً يمثله في وضع جانبي بالألبسة الآشورية النفيسة وحوله كتابات تذكر وقائع حملته على مصر.

ولأسرحدون نصب شهير آخر في متحف حلب يمثله وهو يذل ملك صيدا عبدي ملكوتي وابن طهرقا ملك مصر.

مات أسرحدون وهو في طريقه إلى مصر ثالث مرة بعد أن نشبت الحرب فيها بين نخاو الملك الموالي للآشوريين وطهرقا خصم الآشوريين العنيد.

وفي عهد خلفه آشوربانيبال (668-626ق.م)، الذي كان متولياً على آشور في عهد أبيه، بلغت الامبراطورية الآشورية أوج عظمتها. وعادت بابل إلى حظيرة الامبراطورية بعد جهود طويلة ومتعبة. وأكمل آشوربانيبال خطة أبيه في الحملة على مصر، ووفق إلى طرد طهرقا، الذي كان قد عاد إلى احتلال منفيس، ونجحت جيوش آشوربانيبال هذه المرة في احتلال طيبة نفسها، فخضعت مصر كلها. ولكن طهرقا الذي كان محبوباً من المصريين ظل يزعج الآشوريين ويتقدم ثم ينكفئ حتى مات، فخلفه ابن أخيه تانوت آمون (تانتمون) الذي هاجم منفيس وانتصر على الآشوريين، وقتل عميلهم الملك نخاو، لكنه تراجع من جديد أمام حملة آشورية جديدة واعتصم في الجنوب. ومنذ عام 633 ق.م صار جنوب مصر (بلاد كوش أو النوبة) منفصلاً عنها وصارت له حضارة مستقلة.

عاد الآشوريون إلى طيبة ودمروها بعد أن أخذوا كل غال وثمين فيها، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك. وأصبح آشوربانيبال امبراطوراً على أكثر أجزاء العالم القديم، ولم يستعص عليه سوى صور التي لم تستسلم ولكنها أرسلت الرهائن.

بدأت أمارات الضعف تظهر في الحكم الآشوري لمصر في آخر عهد آشوربانيبال، واستطاع بسامتيخ بن نخاو أن يؤسس سلالةً عاصمتها سايس غربي الدلتا، وهي السلالة السادسة والعشرون. كما استطاع توحيد البلاد وطرد الآشوريين منها مستعيناً بيونانيي الأناضول، وعاد إلى اصطناع الاضطرابات في فلسطين وسورية.

أما الأوضاع في بلاد الرافدين نفسها فلم تكن مستقرة. إذ أثار شقيق آشوربانيبال وهو شمش شوم أوكين ملك بابل المنطقتين الوسطى والجنوبية للرافدين على أخيه. كذلك قامت ثورة عنيفة في عيلام. وحصل تحالف كبير من عيلام حتى صحراء سيناء ضد الآشوريين بزعامة بابل، فكان من نتائجه أن أحرق أخو الملك آشوربانيبال نفسه في قصره ببابل، وألحقت بابل بآشور نهائياً في عام 648ق.م، وأصبحت تحت سلطة حاكم آشوري. وفي عهد آشوربانيبال خربت بلاد عيلام ونهبت عاصمتها وانقسمت عيلام إلى مملكتين شوشان وانزان.

ولم يكن أحد يتصور أن نهاية امبراطورية آشور والآشوريين ستكون بعد أربع عشرة سنة فقط من موت آشوربانيبال.

أما أحسن ما خلفه عهد آشوربانيبال، بل عصر الآشوريين كله فهو مكتبة آشوربانيبال في نينوى فقد كان هذا المحارب من هواة جمع الوثائق القديمة والمجموعات القانونية والأساطير والسجلات التاريخية وطوالع الملوك وغيرها. وقد جعلها في مكتبة نينوى. وعثر في أعمال التنقيب الأثرية هناك على قرابة عشرين ألف رقيم من هذه الرقم الفريدة.

سقوط الامبراطورية الآشورية

يكتنف الغموض أواخر حكم آشوربانيبال، وسنة وفاته غير مؤكدة (631 أو 626)، وقد أثر عنه قوله: «إن أياماً سوداء حلت بمملكته».

كانت الامبراطورية الآشورية في ذلك الحين يتهددها الميديون والسكيثيون والكيميريون وكانت سيطرتها على سورية ضعيفة. وكان الكلدانيون، من جهة ثانية، ينزعون للاستقلال عنها، مع أن المظاهر الخارجية للحكم ظلت تدل على القوة والمنعة، وكان القادة العسكريون يحققون الانتصارات، والحكام يديرون المقاطعات إدارة لا بأس بها، ولكن لم يبق لدى الملوك الإرادة والقوة اللازمتان للاستمرار في سياسة حملات التأديب وقهر الثورات وفي دعم أجهزتهم الفعالة. وكانت كل بادرة ضعف كفيلة بتقويض البناء من أساسه.

ومن المحتمل أن السكيثيين، الذين كانوا يقضّون مضاجع الآشوريين منذ زمن طويل، قد تعاظمت قوتهم بعد خضوع الميديين فانقضوا على منطقة أورارتو، واجتاحوا بلاد آشور فتداعى مركز الامبراطورية. وكان من نتيجة ذلك أن انتقضت البلاد التابعة لها، فاستقلت الممالك على الساحل السوري وفي فلسطين. وفي الشمال طغت مملكة كيليكية حتى بلغت الفرات، ودخل السكيثيون سورية ووصلوا إلى فلسطين ونهبوا عسقلان وهددوا مصر، إلا أن فرعونها بسامتيخ الأول استرضاهم فتراجعوا.

وكان السكيثيون قد سيطروا على شعوب إيران منذ قرابة ثلاثين عاماً، ولكن «كي أخسار» ملك الميديين قلب الأوضاع لمصلحته في نحو عام 625ق.م وشرع بتأسيس جيش منظم. وفي ذلك الوقت تقريباً أعلن نابو بولاصر الكلداني نفسه ملكاً على بلاد بابل واحتلها كلها قبل عام 620ق.م، وتحالف مع الميديين، وبدأ يضغط على بلاد الآشوريين نفسها. كذلك أراد بسامتيخ ملك مصر، فيما يبدو، أن يستفيد من هذا الوضع لإقامة امبراطورية له، فتقدم بجيشه حتى نهر الفرات. وهكذا وقعت بلاد آشور بين فكي كماشة: الميديون من الشرق والبابليون من الجنوب، وهم يضغطون بجيوش جرارة منظمة.

ولكن بلاد آشور قاومت بضراوة وتكتيك حربي ممتاز، ولم يكن لها من حليف سوى مصر التي لم تتدخل، لا محبة بالآشوريين بل خوفاً من ظهور امبراطورية جديدة تهددها في عقر دارها. وطالت الحرب من دون نتيجة حاسمة إلى أن استطاع الميديون إسقاط بعض المدن واحتلال آشور وعزل العاصمة نينوى التي سقطت في يدهم في عام 612 ق.م. ونهبت نينوى وآشور وكلحو ودمرت قصورها ومعابدها وراحت طعمة للنيران.

إن عام 612ق.م هو عام سقوط الدولة الآشورية رسمياً، ولكن الآشوريين ظلوا يحاربون في منطقة حران ويقاومون الكلدانيين بمساعدة المصريين، حتى انهارت مقاومتهم تماماً نحو عام 605 ق.م وتقاسمت أجزاء الامبراطورية الآشورية ثلاث قوى هي: مصر التي سيطرت على فلسطين وسورية، والميديون الذين احتلوا وادي دجلة، والكلدانيون الذين احتلوا وادي الفرات حتى الجزيرة السورية.

خصائص الحضارة الآشورية

يبين التاريخ السياسي للآشوريين أنهم كانوا قوة ضاربة ضارية، ولاسيما في زمني الامبراطوريتين الحديثتين اللتين أسسوهما بالدم والنار، وكان لهم جيش مدرب محترف، وكانت الحرب «صناعتهم الوطنية» كما يقول بعض المؤرخين، وشعارهم: «اضرب قبل أن تُضرب، وهاجم قبل أن تُهاجم، واجعل تنكيلك بأقرب خصومك عبرة يخشاها بقية أعدائك»، وبهذا استمر زحف الجيوش الآشورية التي كانت تستمد قوتها من تعاون الفرسان مع الرماة والمشاة المدججين بالسلاح، ومن استخدام آلات حصار ناجعة، منها دبابات ذات عجلات ومقدمة مدببة كانت تدفع بقوة فتنقب الحصون، وأخرى أشبه بالعربات المصفحة يستتر الجنود فيها وينقبون الأسوار وهم في مأمن من سهام العدو. وكانت لديهم أبراج حصار متنقلة يصعد الرماة داخلها إلى مستوى قمة أسوار العدو. وكان لديهم أيضاً ما يشبه الخراطيم لإطفاء النيران التي يصبها العدو على آلات الحصار وغيرها.

وقد طبعت النصوص التي حفظت إلى اليوم الفاتحين الآشوريين وانتصاراتهم بطابع القسوة الشديدة، فتحدثت عن سلخهم جلود كبار أعدائهم وهم أحياء، واستعمالهم الخازوق في التعذيب، فضلاً عن تقطيعهم الأيدي والأرجل، ورفعهم أبراجاً من الجماجم، وكانوا يحرقون الأسرى بالمئات ولا يستثنون النساء من ذلك، كما كانوا يجدعون الأنوف ويصلمون الآذان ويفقؤون العيون. وينسبون هذه المعاملة الرهيبة إلى رغبة الأرباب وإرادتهم.

ويصف شلمانصر الثالث نفسه بالأفعوان الكبير (أوسوم جال)، ويذكر أنه طحن أعداءه جميعاً كأنهم من طين، وأنه المقتدر الذي لا يعرف الرحمة في الحروب إلى آخر ماهنالك.

وكانوا يستعملون في رواية انتصاراتهم تعبيرات مسرفة في التبجح، ومن ذلك مارواه شلمانصر الثالث عن انتصاراته في معركة قرقر الأولى:

«حين اقتربت من حلب (حالمان) خشي أهلها الحرب وارتموا على قدمي، فتلقيت جزيتهم فضة وذهباً وقدمت القرابين أمام أدد حلب، ومن حلب بلغت مدينة أورخوليني الحموي (ملك حماه)... فاستوليت على جزيته وممتلكاته وحرقت قصوره، ثم واصلت المسير إلى قرقرة (قرقر) فدمرتها ومزقتها وحرقتها، وكان «أميرها» قد استنجد بألف ومئتي عربة حربية، وألف ومئتي فارس وعشرين ألفاً من مشاة أدد إدري إمريشو (هدد عزر الآرامي) وسبعمئة عربة وسبعمئة فارس وعشرة آلاف من مشاة أورخوليني الحموي، وألفي عربة وعشرة آلاف من مشاة أخاب وخمسمئة جندي من قوس، وألف جندي من مصر، وألف راكب جمل من جنديبو العريبي (جُندب العربي) وألف من بابا بن رحوبي العموني و«كلهم» اثنا عشر ملكاً تأهبوا لملاقاتي في معركة حاسمة، فقاتلتهم بقوات آشور العظيمة التي هيأها لي مولاي آشور، وبالأسلحة التي قدمها لي مرشدي نرغال، وأوقعت بهم الهزيمة بين مدينتي قرقرة وجليزا، وذبحت ألفاً وأربعمئة من جنودهم بالسيف، وانحططت عليهم انحطاط «أدد» حين يرسل عواصفه الممطرة مدراراً، وبقرت جثثهم وملأت السهل كله بها، وأجريت دماءهم، وضاق السهل عن نزل أرواحهم (العالم الأسفل)، وجعلت جثثهم معبراً لي على نهر الآرانتو (الأورنت أو الأورنط أي العاصي)».

كان الاقتصاد الآشوري يعتمد على الحرب أساساً بعد أن كان في بداياته معتمداً على التجارة. وكان تشريع المعمَّرة الآشورية في كانيش (في قبادوقية) تشريعاً تجارياً صرفاً، وكانت للآشوريين قوارب ومراكب متنوعة تعرف أشكالها من منحوتاتهم. على أن الآشوريين كانوا يولون الزراعة عناية خاصة وقد أدخلوا الرز إلى بلاد الرافدين في أواخر أيامهم، كما أدخل سنحريب القطن أيضاً، إذ جاء في أخبار عهده أنه غرس في حدائقه الملكية في نينوى أشجاراً غريبة جلبها من أقطار الدنيا المتنوعة وفيها شجرة «تحمل الصوف» ويعني بذلك القطن.

ويستنتج من النصوص الآشورية أن الرب كان سيد البلاد والملك نائبه، وفي أقدم عصور آشور كان حاكم البلاد يلقب «شاكا ناكو آشور» أي نائب آشور. وقد يكون المقصود بآشور البلاد لا الرب، على أن الملك شمشي أدد المعاصر لحمورابي سمى نفسه ملك العالم، وهو لقب كان مألوفاً في جنوب الرافدين. ثم عاد التقليد القديم بتسمية الملوك «نواب آشور» واتخذ بعض الملوك في القرن الرابع عشر ق.م لقب ملك آشور، ثم عاد بعضهم إلى لقب ملك العالم، وحمل توكولتي نينورتا الأول لقب ملك المناطق الأربع مضيفاً إليها أحياناً ألقاباً مثل ملك سومر وأكد وملك سوبارو وملك الجبال والسهول. وحين كانت الدولة تضعف كان حكام آشور يتواضعون في ألقابهم، وعندما قويت الدولة من جديد في عهد تغلات بيلاصر الأول سمى نفسه أمير الأمراء وسيد السادة، وملك الملوك وأصبح ذلك لقباً مستتباً لملوك آشور.

وكان أعلى موظف مدني في الدولة يسمّى أومّانو وهو الوزير الأول، ويليه رئيس الديوان الملكي المسمى «شوكالوربو» (سوكال) ثم تأتي بعده طبقة الإداريين والكتاب ويليهم الحرس الخاص.

وكانت محفوظات الملك منظمة، وليس أدل على ذلك من مكتبة آشوربانيبال. وللملك عيون على الحدود تنبئه بتحركات الجيوش المعادية وتراقب عملاء العدو.


البطل الأسطوري غلغامش يمسك أسداً، نحت من قصر صرغون

ومع أن كلمة الملك كانت بمنزلة القانون فإن كثيراً من القوانين كانت مدوّنة، ولاسيما القوانين التي لها علاقة بالتجارة والملكيات الزراعية، وثمة تنظيم دقيق للقضاء والعقود، وكانت الأحكام شديدة على المخالفات التي تتصل بالأرض والعبيد. ومن العقوبات ما يتضمن تشويه الأعضاء وقطعها، أما الضرائب فكثيرة متعددة وأعمال السخرة معروفة، وموضوعات المرأة والزواج والعبودية والتركات تشبه عموماً ما هو معروف لدى البابليين.

وفي نطاق المعتقدات والممارسات الدينية كان الآشوريون كالبابليين يتّبعون المعتقدات والممارسات الدينية السومرية الأكدية، ولكنهم يضعون على قمة الهرم الديني ربهم الخاص، وكما وضع البابليون مردوخ على تلك القمة وضع الآشوريون الرب آشور على رأس الأرباب البابليين والآشوريين، وجعلوا له دوراً فعالاً في خلق الكون والإنسان، وشيدوا له المعابد الفخمة في آشور وفي غيرها من المدن المهمة. ويُمثّل آشور عادة بإنسان يطير بجناحين ينبعثان من قرص الشمس وبيده قوس وسهم، وجعلوا معه الأرباب المحاربين مثل إشتار ونينورتا. وقد وجدت كل الأساطير الدينية الرافدية في مكتبة نينوى وفيها خلق العالم والطوفان وغلغامش وغير ذلك. ويعد الرب آشور سيد البلاد ومالك الأرض والعباد، ويمارس الملك السلطة السياسية باسم الرب، وكل أعمال الملك منسوبة إليه في قيامه وقعوده ولباسه ونصبه وتماثيله. والوسيلة في ذلك كله العرافة ونبوءات الكهان وتأويل الظواهر الطبيعية وحركات الطير والأحلام التي كان يفسرها الشائيلو (العرّاف). كما عرف الآشوريون السحر، وجعلوا لكل مرض رقوة ووصفة قد تكون من النباتات الطبيعية أحياناً، وغالباً ما تعتمد على طرد الأرواح الخبيثة.

وكان المعبد عند الآشوريين، كما كان عند البابليين والرافديين عموماً، يتألف من قسم عال ينزل إليه الأرباب من السماء وهو الزقورة، أي البرج المدرج، ومن معبد أرضي فيه تمثال للرب وأماكن للقرابين، ومواضع للكهنة. وكان الدخول إلى المعبد الآشوري غير مباشر، فحجرة الهيكل تكون في الجانب لا باتجاه المدخل. ومن أشهر المعابد الآشورية المعبد الذي يقوم خارج سور المدينة وفيه حدائقه. ويحيط بالهيكل المركزي الذي يضم صنم الرب والأصنام الأخرى رواقان طويلان.

وللآشوريين باع طويل في التدوين التاريخي فقد أنشؤوا أثباتاً بأسماء ملوكهم وأبدعوا نوعاً خاصاً من هذه الأثبات يورد اسم الملك الآشوري ومقابله الملك البابلي. كما تركوا الحوليات التي هي ذات قيمة كبيرة لما تحويه من معلومات تاريخية، وإنْ جمعت الحوليات الخاصة بكل ملك يصبح لدينا تاريخ كامل للآشوريين.

وتتضمن هذه الحوليات معلومات جغرافية عن الشرق القديم لأنها تذكر المواضع والمراحل التي مر فيها الملوك يوماً بعد يوم في حملاتهم الحربية بترتيبها وتفصيلاتها، وأشهر الحوليات التي تضم معلومات جغرافية وطبوغرافية وتاريخية حوليات توكولتي نينورتا وأدد نيراري وآشورناصربال. وتلك الأحداث مسجلة على أنصاب الملوك وتماثيلهم وعلى جدران قصورهم ومسلاتهم ومختلف الأنواع من مدوناتهم.

إن الأدب الآشوري اعتمد على إعادة كتابة الأساطير القديمة السومرية البابلية، وقد تأثر الآشوريون كثيراً بالبابليين والحثيين، وطوروا أشكال العلامات المسمارية فغدت أكثر تناسقاً واستقامة، واختصر عددها وتغير لفظ بعض المقاطع ومدلولاتها. ويقود هذا الأمر إلى العلم الذي يعرف اليوم باسم علم الآشوريات Assyriology، الذي يهتم بالمسماريات عموماً في كل عصور الرافدين القديمة وفي كل مناطق الشرق القديم لا بالآشوريين وحدهم، وسبب نسبتها إلى الآشوريين هو أن أول ما عرف من آثار الكتابات المسمارية هو ما عثر عليه في أعمال الكشف والتنقيب في المواقع الآشورية مثل نينوى وكلحو وآشور، ويدعى هذا العلم أيضاً علم الأكديات (الدراسات الأكدية).

عدنان البني


http://www.arab-ency.com/index.php?m...d=14597&vid=24
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07629 seconds with 11 queries