عرض مشاركة واحدة
قديم 20/05/2008   #2
شب و شيخ الشباب kosayka2
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ kosayka2
kosayka2 is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
في بيت نجوى
مشاركات:
1,486

افتراضي


جذبت هذه الظاهرة الغريبة متخصّص في مجال التسويق و الترويج الإعلاني يدعى " جيمس فيساري" ، و خطرت في بال هذا الرجل فكرة جهنّمية سببت فيما بعد حصول ضجّة كبيرة كانت و لازالت أكثر القضايا المثيرة للجدل !.
أقام " فيساري" في العام 1957م أبحاثه في إحدى دور السينما في نيويورك ، و استخدم جهاز " تاتشيستوسكوب" في عرض عبارات تظهر كل خمس ثوان بشكل خاطف ( 300/1 من الثانية ) على الشاشة أثناء عرض الفيلم ، أي أن المشاهدين لم يلاحظوا ظهور هذه العبارات الخاطفة خلال مشاهدة الفيلم ، أما العبارات التي أطلقها فكانت تقول :
" .. هل أنت عطشان ؟ .. اشرب كوكاكولا ... هل أنت جائع ؟ ... كل البوشار ..." !.
و بعد ستة أسابيع ، بينما كانت تعرض هذه العبارات الخاطفة على الشاشة باستمرار ، اكتشف "فيساري" خلال مراقبته لعملية البيع في الاستراحة الخاصة لدار العرض أن نسبة مبيعات مشروبات الكوكاكولا و البوشار قد ارتفع بشكل كبير !
بعد هذا الاكتشاف المثير راح يتنقّل بين المؤسّسات الكبرى و الشركات التجارية و الإعلانية ليعرض عليها فكرته الجديدة التي أسماها "الإعلان الخفي" Subliminal Advertisement ، و قد تناولت وسائل الإعلام هذا الاكتشاف الخطير باهتمام كبير ، و راح "فايساري" يظهر على شاشات التلفزيون المختلفة ليتحدّث عن اختراعه العظيم ، لكن من ناحية أخرى ، ظهرت معارضة مفاجئة لهذه الفكرة الخطيرة , و أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي أنه يجب ضبط هذه الوسيلة الخطيرة ، و يجب إصدار قانون خاص يحكم هذا المجال و يستوعبه من أجل حماية "الشعب الأمريكي" ! .
ثم أطلقت وكالة الاتصالات الفدرالية تصريح ينصح بإجراء المزيد من التجارب و الأبحاث العلمية كي يتوصّلوا لنتيجة لها مصداقية علمية قبل اتخاذ أي قرار رسمي بهذا الموضوع و من ثم القيام بإجراء مناسب تجاهه ! . لكن بعد فترة من الزمن ، في العام 1958م ، و وسط هذه البلبلة الكبيرة ، ظهر "فيساري" فجأة على شاشة التلفزيون و بدا شاحب الوجه و كأنه يتلفظ بكلمات مجبوراً عليها ، و صرّح بأن ما يسمى " بالإعلان الخفي" الذي ابتكره ليس له ذلك التأثير الكبير على عقول الناس و أن نتائج دراسته كان مبالغ بها ! ...
و بعدها بأيام ، اختفى هذا الرجل دون أن يترك أثر !.. اختفت أمواله المودعة في البنوك ! اختفت ممتلكاته المنقولة و غير المنقولة ! حتى أن منزله لم يحتوي على أي أثر يخصّه ، و كأنه لم يسكن فيه أبداً ! ..أين ذهب "فيساري" ؟ .. هل هو محتال فعلاً ، كما راحوا يشيعون عنه من خلال حملة إعلامية كبيرة تؤكّد ذلك ؟.
لكن أتضح فيما بعد أن الكثير من الجهات الإعلانية و التجارية و غيرها ، لم تتأثّر بحملات التكذيب و التعتيم على هذه التقنية الخطيرة التي لها فعالية كبيرة في التأثير على الجماهير ، لا شعورياً !. و راحت تظهر من حين لآخر أحداث و فضائح ( حتى بين السياسيين خلال حملاتهم الانتخابية ) تتناول هذا الموضوع ، خاصة في السبعينات من القرن الماضي ! .
و تبيّن أن الرسائل الخفية هي ليست موجودة في الأفلام السينمائية فقط ، بل في الصور أيضاً و الإعلانات المطبوعة على الورق ، بالإضافة إلى الإعلانات و الموسيقى المسموعة عبر الكاسيتات و إرسال الراديو !.
في العام 1979م مثلاً ، ابتكر البروفيسور " هال.س.بيكر " جهاز خاص ساعد الكثير من المتاجر الضخمة (السوبر ماركت) في كندا و الولايات المتحدة على علاج مشكلة مستعصية طالما سببت لهم خسائر كبيرة . فكانت تعاني من الكثير من عمليات السرقة و النشل التي تحصل من رفوفها المتعددة . و قد زوّدت هذه المتاجر بأجهزة البروفيسور "بيكر" التي هي عبارة عن آلات صوتية خاصة تصدر موسيقى هادئة ( سيمفونيات كلاسيكية ) ، لكنها تطلق بنفس الوقت رسائل مبطّنة تحثّ الزبائن على عدم السرقة ! ، و هذه الرسائل هي عبارة عن عبارات مثل : " أنا نزيه ... أنا لا أسرق .... إذا قمت بالسرقة سوف أدخل السجن ..." ، و تطلق هذه العبارات بسرعة كبيرة تجعله من الصعب تمييزها ! لكن العقل الباطن يلتقطها و يتجاوب معها ! .
و قد نشرت مجلة " تايمز" في 10/ أيلول /1979م مقالة بعنوان " أصوات سرّية " ، أجرت تحقيق صحفي لخمسين من هذه المتاجر الضخمة التي قامت باستخدام أجهزة البروفيسور . و بعد إجراء إحصاء عام ، تبيّن أن السرقات انخفضت بنسبة كبيرة ! و إحدى هذه المتاجر اعترفت بأنها قامت بتوفير مبلغ نصف مليون دولار خلال عشرة أشهر فقط !.

إن كون إعاقاتنا أقل وضوحا من إعاقات إخوتنا , هذا لا يعني أنها أقل واقعية
.
.
.
إيمان و نور
لأن العطاء هو الأخذ
www.saydat-alwehdah.org
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05914 seconds with 11 queries