عرض مشاركة واحدة
قديم 14/11/2007   #16
شب و شيخ الشباب فاوست
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ فاوست
فاوست is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
في وطني السليب
مشاركات:
655

افتراضي هل تحولت السجون السورية "ارض نصرة" للجهاد في العراق ولبنان؟


هل تحولت السجون السورية "ارض نصرة" للجهاد في العراق ولبنان؟
ادوار النظام السوري الاقليمية مع المجاهدين الخمينيين و"القاعدين"
فادي توفيق (جريدة النهار)




يحاول هذا التحقيق في حلقتين أن يرصد ظاهرة يكثر الحديث عنها في لبنان، ربما اكثر مما في غيره من البلدان المجاورة لسوريا، ألا وهي ظاهرة تجنيد بعض السجناء في سوريا، من سوريين وفلسطينيين ولبنانيين، وتحويلهم ارهابيين في العراق ولبنان. وفي خبر لا يزال قليل التداول الا في بعض المصادر الاخبارية الخاصة، ان السلطات المصرية تطالب سورية بالكشف عن مصائر مئات المصريين الذين تؤكد القاهرة انهم اختفوا في سوريا.
في الحلقة من هذا التحقيق مقدمات تتبع وجوهاً من ادوار النظام السوري البوليسي في جواره الاقليمي، وخصوصا العراق ولبنان.





منذ بدء الحديث عن الخطة الأميركية لاجتياح العراق وإطاحة نظام صدام حسين بين أواخر العام 2002 ومطلع العام 2003 ، لم يخف النظام السوري معارضته الحرب. ورأى في التغيير المرتقب في العراق ضرراً بمصلحته المباشرة. لذا لم يكتفِ بالمعارضة السياسية للحرب الأميركية على النظام العراقي، بل شرع في رعاية عملية دخول مجموعات من المقاتلين العرب إلى بغداد، قبل أسابيع من اندلاع الحرب، معولاً ربما على إثارة شكل من إشكال "المقاومة" في وجه القوات الأميركية.
لكن المقاتلين العرب الذين تولى النظام السوري مباشرة تعبئتهم وارسالهم الى العراق، لصد الهجوم الأميركي، عجزوا عن ابطائه، وفشلوا في شد أزر النظام العراقي المتهرئ الذي لم يستطع الصمود، فراح يتداعى وسقط بعد أقل من أسبوعين على بداية الحرب، وتحديداً في 9 نيسان 2003 ، بعد تمكن القوات الأميركية من السيطرة على مدينة بغداد.



على أثر ذلك تشرد المقاتلون العرب في انحاء العراق، فقتل منهم من قتل، وعاد من تمكن من العودة إلى بلاده، واعتقل بعضهم الآخر، فأدلوا باعترافات تؤكد التورط السوري في مسألة تجنيدهم وإرسالهم إلى بلاد الرافدين. في هذه الأثناء، وبينما كان النظام السوري يبحث عن طريقة لايقاف الاندفاعة الأميركية – خصوصاً بعدما بات من شبه المؤكد أنه سيكون الهدف التالي على لائحة الاهداف الأميركية - وجد تنظيم "القاعدة" الإرهابي في الاحتلال الأميركي للعراق فرصة للمنازلة المباشرة مع الأميركيين. فبدأ البحث في أوساطه عن طريقة تمكّنه من اختراق الزنار الحدودي الذي يلف العراق من الجهات كلها: الكويت، المملكة العربية السعودية، سوريا، المملكة الأردنية، تركيا.

ولكي يتحقق لـ"القاعدة" هذا الاختراق، كان يحتاج إلى أن يتخذ واحدة على الاقل من هذ الدول الحدودية، "ارض نصرة" يتمكن من تخزين الإرهابيين فيها، وتتيح لعناصره الوصول الى العراق، على أن تكون هذه الأرض جبهة خلفية للدعم والإمداد، ومنها يجري الانطلاق والتسلل إلى “دار الحرب” في العراق.
بناء على هذه الحسابات السورية للحدث العراقي وتبعات نجاحه الباهظة، والخوف من تفشي العدوى العراقية في الداخل السوري، تم اللقاء بين نظام دمشق و"القاعدة”. وبين رغبة "القاعدة" في الوصول إلى العراق لمنازلة الأميركيين، وخشية النظام السوري من عراق ديموقراطي منفتح، كان قرار النظام السوري بتحويل سوريا "أرض نصرة"، وصولاً الى "ارض الجهاد".

كثيرة هي الإشارات الى تحول الأراضي السورية " أرض نصرة" لإرهابيي "القاعدة". فالحدود السورية هي المعبر الأبرز، ان لم يكن الوحيد لدخول الإرهابيين إلى العراق. وحتى أولئك الذين لدولهم حدود مع العراق، كالسعوديين والأردنيين واللبنانيين، فان قصص العائدين منهم من " ارض الجهاد" إلى بلدانهم، تفيد انهم حين قرروا الذهاب إلى العراق توجهوا إلى سوريا اولاً، وهناك وجدوا من تدبر أمر وصولهم إلى العراق. في هذا المجال تشير تقديرات أمنية عراقية إلى أنه من أصل عشرة إرهابيين يدخلون العراق، تسعة منهم يجتازون الحدود السورية. وإذ ينفي رجال النظام في سوريا مسؤوليتهم عن النسبة العالية من المتسللين عبر الحدود السورية، ويعزونها إلى طول الحدود وضعف الإمكانات التقنية المتوفرة لديهم، فان أي عارف بالطبيعة البوليسية للنظام في سورية، يدرك انه من الصعب التصديق أن مئات من الأجانب الذين يصلون سوريا جواً وبراً ويتسللون عبر حدودها الى العراق، لا تعلم المخابرات السورية شيئاً يذكر عنهم.
تذكّر هذه الواقعة - واقعة زواج المصلحة بين النظام السوري وتنظيم "القاعدة" - بسابقة زواج أخرى تمت قبل أكثر من عقدين ولا زالت مفاعيلها سارية حتى الآن. والزواج كان قام بين النظام نفسه وبين الإسلاميين الخمينيين في العام 1982 . فبعدما لاح لقادة دمشق ان كل خسارة يُلحقها الإسلاميون بخصومهم من اميركيين وفرنسيين وبعثيين وعراقيين و"قوات لبنانية" وشيوعيين، سترتد حتماً ربحاً صافياً لسوريا البعث. يومها تولت المخابرات السورية رعاية نزول "الحرس الثوري" الإيراني في البقاع، من طريق الحدود السورية، وبرعاية سورية مباشرة أنشأ " الحرس الثوري" معسكراته لتدريب المقاتلين والانتحاريين الاسلاميين الشيعة في المنطقة البقاعية. وهكذا حوّل النظام السوري الأراضي السورية "أرض نصرة" للإسلاميين الخمينيين، وجعلها معبراً آمنا لوصول السلاح اليهم ولانتقال بعض عناصرهم منها إلى ايران، لتلقي تدريبات عسكرية. ثمة من يقول في هذا المجال إن الأجهزة الامنية السورية استفادت من خبراتها السابقة مع الخمينيين لجعل الأراضي السورية جبهة خلفية لتنظيم “القاعدة”.

لكن هذا كله ليس سوى رواية مختصرة لقصة اللقاء بين النظام السوري وتنظيم "القاعدة" الإرهابي. وتحويل سوريا "أرض نصرة".
سبب الاختصار مردّه الى ان هذا التحقيق لا يسعى إلى تأكيد ما أصبح في حكم المؤكد، لتوافر العديد من الدلائل الى تورط النظام السوري في دعم الإرهابيين في العراق. ثم ان ما تقدم ليس سوى توطئة للإضاءة على ظاهرة تتصل به، لكن الكلام حولها لا يزال شحيحاً. هذه الظاهرة ليست سوى ما راح يُكشَف منذ بعض الوقت، مشيراً الى تحول السجون السورية ساحات للدعوة إلى الجهاد ولتجنيد الإرهابيين في عمليات خارج الأراضي السورية، لاسيما في العراق ولبنان.

الحرية لسوريا من الإحتلال الأسدي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.26952 seconds with 11 queries