18 تشرين الثاني
نحن في غالبيتنا ننشأ في جو يميل إلى الإلقاء باللائمة على الآخرين من جراء ما يحدث من سلبيات في حياتنا . فأروح أشكو مثلاً من أن " الآخر يُغضبني " .
و أحاول أن أجد أسباباً لبعض ردات فعلي في مواقف الآخرين أو سلوكهم ، فكأن مسؤولية سلوكي تقع على عاتقهم ، و أن لا حول لي و لا قوة في ما يصدر عليّ من ردات فعل . يبدو من الصعب عليّ أن أنظر إلى الوراء و أعترف بأن مسؤولية ما صدر عني من كلام أو تصرف تقع على عاتقي أنا و ما هي من مسؤولية الآخرين . فإذا ماتمكنت من عبور الخط الذي يفصل بين الذين يلقون اللائمة على الآخرين في كل شيء ، و الذين قرروا أن يتحملوا مسؤولية أقوالهم و أفعالهم . آنذاك أكون قد أصبحت من مصاف الناضجين . فمواجهة الواقع على حقيقته بصدق و شجاعة يبقى السبيل الوحيد إلى النمو الشخصي و النضج الإنساني .