الموضوع: أسبوع وكاتب - 3
عرض مشاركة واحدة
قديم 16/03/2009   #59
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


يسأل خليل صويلح في كتابه "محمد الماغوط: سنونو الضجر" (منشورات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 ) إذا ماكانت عبارة "محمد الماغوط أو الوجه الآخر للعاصفة" تكفي للدخول إلى "جحيم هذا الشاعر الرجيم". هذا التساؤل هو ما جعله صويلح نقطة البدء في كتابه. ولكنه حسم الإجابة فوراً بـ"لا أظن".
يضيء الكتاب جوانب في حياة الماغوط وتكوينه الثقافي والحياتي، ويتطرَّق إلى المفترقات التي تعرَّض لها خلال حياته التي قضاها متسكِّعاً على أرصفة المدن، محتجَّاً وساخطاً وهجّاءً. وعليه قسَّم الكتاب إلى أربعة فصول؛ تضمَّن القسم الأول توصيفاً نقدياً للشعرية المغايرة التي انطلق بها الماغوط ثائراً لا يلوي على شيء إلا جرعة أكبر من الحرية، وبجسارة يفتقدها الكثير من الشعراء أعلن بلا هوادة مقولته الخارجية: "ليس لدي ما يربطني بهذه الأرض سوى الحذاء". وفي الفصل الثاني جمع المؤلِّف شهادات في تجربة الماغوط الشعرية، كما تضمَّن الكتاب فصلاً فيه بعض الحوارات التي أجراها الماغوط. أما الفصل الأخير فتضمَّن مختارات من نصوص الماغوط الشعرية النافرة.

لم يدخل الماغوط الذي يعدُّه الكثيرون الأبَ الشرعي لقصيدة النثر، في السجالات النظرية التي رافقت تطوُّر القصيدة العربية الحديثة. ولكنه وجد طريقه ليكون أحد أركان مجلة "شعر" التي كانت بمثابة "التهاب مزمن في الحواس" تلك المجلة التي اجتمع فيها منظرون لشكل القصيدة العربية التي يريدونها والتي أرادوا لها أبوة من خارج الثقافة العربية. ويورد الكاتب في مقدمته كيف كان الماغوط غير مبالٍ بكل هذه الاشتغالات، إلا أنه كان أحد أكثر تلك الأسماء رسوخاً فيما بعد.
الماغوط الذي أعلن "الفرح ليس مهنتياً" مالبث "يعتني بإطلاق مانشيتات ساخنة" دون أن يأبه بما سيتبع تلك المانشيتات من نتائج، فهو الذي قال "أكره الضجر والشيوعيين" مثلما قال "لا توجد ثقافة في مصر.. هناك سعاد حسني" وهكذا أيضاً تهكم على عبد الوهاب البياتي عندما وصفه "بأنه يدَّعي النضال السري ومطاردة الأنظمة العربية لأشعاره، في حين لم يوقفه شرطي مرور في حياته".
يطرح التقديم الذي كتبه خليل صويلح، أفكاراً مهمة حول تأثير مدينة كبيروت على شعرية الماغوط، في حين أنَّ الشاعر المتمرد دخل في مرحلة من الصمت عند رجوعه مقيماً في دمشق. كذلك يتطرَّق إلى مسرح الماغوط، واشتغالاته في هذا المضمار الذي ناسَ بين شعرية الجملة والحوار المسرحي وبين الهجاء السياسي الذي اتَّخذ طابع "المخدر الموضعي"..

وهو، هو الذي جاء من الهامش واختار هامش الصعلوك، كان نجماً دون أن يدري فالنجومية هي ما يحيط بالاسم من فضائح. وشعره هو فضيحتنا العامة، فضيحة الزمن العربي الذي يهرب منه الحاضر كحفنة رمل في قبضة يد ترتجف خوفاً من الحاكم ومن التاريخ. حاضر يقضمه ماض لا يمضي وغدٌ لا يصل. كم أخشى القول إن الزمن الذي هجاه الماغوط، ربما كان أفضل من الزمن الذي ودعه. فقد كنا ذاهبين، على الأقل، إلى موعد مرجأ مع أمل مخترع. لا بأس أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا. ولكن الشقاء الكامل هو أن يكون حاضرنا أفضل من غدنا. يالهاويتنا كم هي واسعة! (محمود درويش)

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03378 seconds with 11 queries