عامان على رحيل الماغوط
المصدر : قيس مصطفى
حين رحل الماغوط، لم يشغل مكانه أحد، ربما سنحتاج وقتاً طويلاً لإعادة الظروف التي أنتجت الشخص أو الشخص الذي أنتج الظروف التي هيأت صعوده كشاعر مغاير في الطرح الشعري وفي الأدوات الشعرية التي فاجأ الشعرية العربية بها آنذاك.
رحل الماغوط وها نحن على مشارف الذكرى الثانية لرحيله، وهو الساخر، والمعارض، الريفي الذي اقتحم مدناً كثيراً، وكتب الشعر بأسنانه على حدِّ تعبير يحيى جابر. ظلَّ الماغوط مشاغباً طيلة حياته يعلن بلا هوادة: الفرح ليس مهنتي.
ولكنه رحل فرحاً، هو الذي كان يرى الشعر متعة نهائية.
هل يستطيع أحد أن يكتب عن الماغوط غائباً؟. بالتأكيد لا أحد، لأنه الوحيد الذي يستطيع القبض على مفاتيح غيابه وهو الوحيد القادر على فلسفة غيابه.
كم من الأرصفة، كم من البلاد استطاعت تحمُّل عناده، وهو الذي استطاع عبر تجربة مغمَّسة بالتعب أن يقلب الكثير في موازين القصيدة.
ليس غائباً أبداً.. إنه الرجل الماثل في القصيدة.
|