قال ..
يهوذا يا أخي لا تحزن ,أنظر كَيفَ تخرجُ الحنطة مِن الأرض
وَ كيفَ يرسلُ الربُ المطر , وَ كيفَ تحبلُ الأرض
وَ ترتفعُ سَـنابلُ القمحِ فوقَ التربة المُزبدة لِتطعمَ بني البشَـر
فلو لم تمتْ حَبة ُ القمح
فهل كانتِ السَـنابلُ نبتتُ مِن جديد ؟
الأمر نفسه ُ يحدثُ لابن الإنسـان
لم يُدرك يهوذا وَ واصلَ صعودهُ دونَ أن يتكلم
غربتِ الشمس خلفَ الجبال وَ تصاعدَ الليلُ خلفَ التربة
خفقت أوائلُ المَصابيحِ المُشـتعلة فوقَ التل
قالَ له ( تذكر .... )
لكنَ يهوذا شَـعرَ بالتقزز وَ خـَفَّ في سَـيره وَ هُوَ يبصق !
لم يتبادلا الحديث
كانَ كلاهما يفهمُ تماما ً
أنَ الكلمات لا يُمكنها أبدا ً أن تخففَ عما في قلبِ الإنسـان وَ تريحه
الصمّتُ وحدهُ قادرُ على فعل ِ ذلك
فلزما الصَمت !
نيكوس كازانتزاكيـس *
الإغواء الأخير للمسـيح
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "