عرض مشاركة واحدة
قديم 22/05/2009   #2
شب و شيخ الشباب سيف القرصان
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ سيف القرصان
سيف القرصان is offline
 
نورنا ب:
May 2009
المطرح:
زحل
مشاركات:
53

إرسال خطاب MSN إلى سيف القرصان إرسال خطاب Yahoo إلى سيف القرصان
افتراضي


مدرسة النور الحقيقي

إن الإنسان بطبعه محب إلى المعرفة ويبحث دائماً عن علم يميزه عن الآخرين ولا نخفي أبداً أن العلوم القديمة التي تحتوي على كثير من الأسرار قد أذهلت العلماء المعاصرين وقد أثبتت التجارب أن السومريين والفراعنة والهنود والصينيين يمتلكون علوم و فنون وفلسفات مازلنا نجهل عنها الكثير فمثلاً علم الإبر الصينية عالج الكثير من الأمراض التي عجز عنها الطب الحديث حتى البدو لهم خلطاتهم السرية التي يعالجون بها أنفسهم وهي فعاله أكثر بكثير من الأدوية .
في منتصف القرن العشرين المذهب المادي أنكر على جميع الحضارات علومهم ولكن في النهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد العشرين ظهر جيل من العلماء ينادي بحضارات وعلوم القدماء واعترفوا أن علم الفلك السومري أدق بكثير من علم الفلك الحاضر لإن السومريين اكتشفوا الكوكب التاسع وعرفوا خواصه وتأثيره على الأرض في الوقت الذي علماء القرن العشرين يقولون أن جيراننا من الكواكب هم فقط سبعة ولكن بنهاية هذا القرن أثبت أن الكواكب هم تسعة مثل ما قال السومريين .
أما الفراعنة فقد أكتشف أنهم عالجوا مرض السرطان واستأصلوه وقد تم الشفاء الكامل على يد أطبائهم ونحن مازلنا عاجزين عن فهم ماهية هذا المرض ولا ننكر أن عظمة الأهرامات مازالت تتحدى جميع علمائنا وتسخر من أجهزتهم الحديثة وأقمارهم الصناعية أما الهنود فإن تأملاتهم ورقيهم الروحي أذهل عقولنا الصغيرة التي لم تفهم لحد الآن معنى التجوال الروحي ونظام الكارما المسيطر على الكون .
إننا نحن وعلمائنا مخدوعون بخدعة كبيرة وهي إننا أناس علماء ومثقفون وأجدادنا هم الجهلة ولكن الحقيقة أن العلوم الحقيقية والازدهار الثقافي والتطور النفسي والفلسفي للبشرية كان بقمة أوجه قبل طوفان نوح وقد كان علماء البشرية قبل طوفان نوح يمتلكون من العلوم والتقنيات أشياء لا تصدق ولكن ذاك الطوفان دثر كثير من العلوم والحمد لله بدأ كثير من العلماء في البحث والتمحيص عن تلك العلوم الخفية التي طورت البشرية وجعلتها في أرقى مراتب الوصول للمعرفة .

***
رســـــالة

إن كل المؤسسات أو السلطات الثقافية والعلمية المختلفة التي تعمل على نشر المعرفة لابد من أن لها مؤسسين. وهؤلاء المؤسسون، مهما اختلفت توجهاتهم وآراءهم ومذاهبهم، يصنّفون إلى ثلاثة أنواع:

ـ النوع الذي يسوّق معارف وأفكار معيّنة لغايات مادية وتجارية. وهذا النوع يستند على أساس متين من الدعم المادي الكبير الذي يهبه حصانة قوية. وهذه الجهة التثقيفية تتبع خطّة تسويقية مدروسة بعناية بحيث لا يمكن اكتشاف نواياها الحقيقية لكنها بالتالي تصب في مصلحة المؤسسة التجارية التي تقف وراء هذا المشروع التثقيفي الموجّه.

ـ النوع الأيديولوجي الذي هو عبارة عن واجه لجهات فكرية أو سياسية أو دينية معيّنة. هذا النوع من الناشرين يعمل على تسويق الأفكار والمعتقدات التي ترغب الجهة الداعمة له بنشرها. وممنوع أن يخرج عن المسار الفكري الذي يتبعه، مهما كانت بعيدة عن الحقيقة، وإلا فسوف يحرم من التمويل مباشرةً.

ـ النوع الذي يريد نشر المعرفة من أجل المعرفة، ولا يلتزمون بقواعد اللعبة حيث التملّق لجهات مالية أو فكرية أو سياسية.. هؤلاء محرومون من دعم أو حصانة أي جهة قوية تحميهم. وربما هذا هو السبب الذي يجعل عمر مؤسساتهم قصير جداً لدرجة انه نادراً ما يتركون أثراً بارزاً في وجدان الشعوب. لأنهم بكل بساطة يبدؤون وهم ضعفاء ويخوضون المعركة وهم ضعفاء، فيندحرون أمام أوّل مواجهة.. أو ربما الثانية.. وينتهي بهم الأمر في مزبلة التاريخ.. مكسورين مدحورين.. منعوتين بأبشع التسميات الملفقة ضدهم من قبل المنتصرين الأقوياء. وبدلاً من أن يحصدوا الثناء والتقدير، يحصدون العار والهوان. هذه هي الحال دائماً مع هذا النوع.. وهكذا سيكون دائماً. أما السبب، فهو بسيط جداً، إنهم لم يلتزموا بالقاعدة الذهبية التي تقول:

المعرفة لم تكن أبداً مجانية..
إنها سلاح... إنها وسيلة لكسب المال.. للحكم.. للاستعباد..
المعرفة هي دائماً وسيلة في يد الأقوياء وليس الحكماء

أما السبب الذي يجعل هذا العمل ليس سهلاً. وجب العلم بأننا لم نحصل على هذه العلوم والدراسات والأبحاث بسهولة، هذا بالإضافة إلى الشروع بترجمتها وتنقيحها وتنسيقها... إلى آخره، كل ذلك لهدف أساسي هو جعلها متوفرة لكل من له مصلحة أو اهتمام بهذه المجالات، آملين بأن تكون دراسات مفيدة ومصيرية بنفس الوقت.

فكما ترون، لكي ننجح في عملنا هذا، وجب أن نتجاوز العقبة المادية التي تعيق من تقدمنا نحو هدفنا الرئيسي. وبعد أن اتضحت لنا أهمية التمويل في إبقاء مشروعنا على قيد الحياة. حاولنا جاهدين أن نضع نظام خاص يساعد على استمرارية الدخل و التمويل. ذلك لكي نتابع مهمتنا في البحث والترجمة والنشر. وبنفس الوقت، نحاول بقدر الإمكان أن نجعل أبحاثنا مجانية. يتوجب علينا البحث عن وسيلة مجدية تساعدنا على البقاء. وبنفس الوقت، نحاول بقدر الإمكان أن يكون بقائنا هو مصدر إلهام ومنفعة للجميع، وليس غير ذلك.. وهذا ما سنحاول إثباته دائماً.

لذلك هناك واجبات مفروضة على كل المهتمين بعملنا أيضاً. ربما يظنون أن ما ننشره من معلومات هو مجرّد استراق واقتباس للمواضيع من هنا وهناك، وكل ما يتطلّبه الأمر هو عملية "نسخ" و"لصق" لنخرج بعدها بنصّ يحتوي على موضوع مفيد ويثير الاهتمام. إن الأمر أصعب من ذلك بكثير. فالأمر يتطلّب ترجمة وإعداد وتنسيق وبرمجة وتصميم وصيانة والتزام ودوام وغيرها من أمور وأعمال مختلفة لا أعتقد أن أحداً في هذه الأيام الصعبة مستعداً لترك واجباته اليومية المفروضة عليه (وإلا لمات جوعاً) ويتفرّغ لهذا العمل مجّاناً!

إذاً، فالصبغة المادية لعملنا لم يأتي من فراغ. ولكي نحافظ على بقائه لا بد من وجود هذا العامل المهم والحيوي والضروري بنفس الوقت. تذكروا أننا نعيش في عصر دنيوي بامتياز لا أحد مستعد للمساهمة بأي عمل مجاناً مهما كانت المغريات الروحية والوجدانية. وأنا طبعاً أتفهم الأمر، لأننا تحوّلنا إلى مجتمعات استهلاكية بحيث يمثّل المال عصب الحياة، وكلما استنزفت المزيد من المال في أمر معيّن فهذا يعني من ناحية أخرى استنزاف درجة معيّّنة من طاقة الحياة لديك. وهذه المعادلة المنحرفة هي التي يهدف هذا العمل إلى إلغائها تماماً، لأنها تقتل الإنسان في داخلنا وتحوّلنا إلى كائنات باردة مفرغة من الوجدان.

...........................

واستجابة لجميع المتسائلين حول طبيعة عملنا، يمكن تحديدها بعدة أفكار مختصرة:

عملنا ليس محصوراً في مجال واحد فقط ، بالإضافة إلى أننا لسنا تقنيين أو مختصّين أو متخصصين في أي من المجالات التي نذكرها في برامجنا. عملنا هو البحث والدراسة والكشف عن أسرار وعلوم ومجالات كثيرة مقموعة أو مخفيّة أو محرّمة. فاختصاصنا هو "إظهار المكشوف للعلن"، أما الخطوة التالية فهي تعتمد على ما ستفعلونه حيال هذه المعلومات المكشوفة.

هذا المجال يعتبر من المجالات غير المدعومة من أي جهة رسمية (حكومية أو خاصة)، وبالتالي، إن العمل فيه هو كما السير عكس التيار. وهذا يعني جهد إضافي، مصاريف إضافية، والكثير الكثير من وجع الرأس. نحن غير مدعومين من أي جهة رسمية، وبالتالي فمصدر الدعم الوحيد هو أنتم.

إن هذا العمل، رغم كبر حجمه، لا يمثّل سوى رأس جبل الجليد، حيث هناك الكثير الكثير مما وجب قوله وكشفه. لكن رغم صغر حجم هذه المعلومات بالنسبة لما بقي مخفياً، أعتقد بأنها تمثّل نقطة انطلاق مناسبة لنمو هذا التوجّه وتعاظم جهوده، ذلك بفضل العقول اللامعة التي لمست وجودها بين المتتبعين المهتمين لهذا التوجّه. هؤلاء الناس، الجنود الخفيون كما أسميهم، هم الأمل الحقيقي لمستقبل مجتمعانا. إنهم الأبطال الحقيقيون الذين من المفروض أن يتبناهم كل من رغب وجدانياً في تطوير الشعوب وارتقائها. لكن بما أن هذا غير مندرج في أجندة المسيطرين على مصائر الشعوب، بقيت هذه النوعية المميزة والاستثنائية من الأشخاص مقموعة ومُهملة ومُجبرة على العيش في الظلّ عبر قرون وقرون، تاركين المجال لأدنى مستويات البشرية أن تمسك بزمام الأمور وتعيث في الأرض فساداً.

نرجو أن يكون هذا العمل قد عمل على توسيع أفق تفكيركم، واثبت بأن العلم ليس محدوداً كما يعتقد الجميع، إنه ليس خطاً مستقيماً وحيداً يؤدي إلى النهاية المرغوبة، بل يملأه التفرعات والتشعبات والخطوط الموازية. الإنسان هو كائن مبدع وخلاق، ما ينقصه هو تزويده ببعض الأفكار الجديدة والمفاهيم الجديدة، وسوف يصنع المعجزات. منذ زمن بعيد، وعلى مرّ العصور، عملت السلطات الفكرية المختلفة على الحدّ من معرفته، بعد أن عجزت عن الحد من إبداعه.

وأخيراً نشكر كل المهتمين بعملنا هذا راجين من الله أن يحقق أكبر قدر من الفائدة والتنوير.

***

الفرق بين الحقيقة والقناعات الشخصية

جميعنا نحب الحقيقة.. وبما أن الحقيقة هي أكبر بكثير من مفهومنا الحقيقي لها، فحب الحقيقة يعني حبها أكثر من أي وجهة نظر أو قناعة خاصة. حتى أن أفضل نموذج منطقي قد يبدو ناقصاً عندما يتعلق الأمر بتعريف الواقع المحيط بنا. هذا الواقع اللامنتهي الذي يتجاوز أقصى حدود مخيلتنا وأكثر الأفكار تقدماً. لا يمكننا أن نكون متشددين ومتعصبين للمنطق الذي نشأنا عليه أثناء دخولنا في حوار مع الآخر. فخلال الحوار، وجب أن نكون منفتحين لكي نكتشف مدى مصداقية أفكارنا بالمقارنة مع أفكار الغير، حيث هذا يزيد من توسيع معرفتنا و يرفع من مستواها. فالواقع لا يمكن إدراكه من خلال خط معرفي مستقيم وجب الالتزام به والسير وفقه بإصرار وعناد، بل إنه حلقة دائرية تحيط بنا من جميع الجهات، وكلما توسعنا أكثر في المعرفة زاد قطر هذه الدائرة. فالخط المستقيم ذات التوجه الواحد لا ينتج سوى التعصّب و بالتالي ضيق الأفق. الحوار الحقيقي هو أن نضع أفكارنا ومعتقداتنا الشخصية أمامنا على الطاولة لكي نقوم بتشريحها و تقييمها واكتشاف مدى علاقتها بالواقع الحقيقي، ذلك من خلال مقارنتها مع أفكار الآخر المقابل لنا. وجب على المتحاوران أن يعاملان بعضهما البعض كزملاء "متعاونان في البحث عن الحقيقة". فالاختلافات في الرأي تساعد على إغناء عملية البحث عن الحقيقة و تزويدنا بأفكار جديدة يمكنها تقريبنا أكثر تجاه هذه الحقيقة. الحوار هو عملية غير مباشرة لتبادل المعلومات، بحيث يشكّل ساحة آمنة لمحاولة اكتشاف الحقيقة. إن الدفاع المستميت عن الاعتقادات الشخصية لا يمكن أن يكون هدفاً للحوار. توسيع أفق تقكيرنا هو الهدف. المهزلة التي نشهدها اليوم من خلال الحوارات المبنية على أساس "الغالب و المغلوب" ( من يغلب من) هي عبارة عن استنزاف للوقت والجهد. و الأمر الأهم هو أن الحقيقة ستضيع أيضاً تحت أقدام المتصارعين في حلبة هذا الحوار المزيّف والمقيت.

إذا كنت منحازاً أو متعصباً أو موالياً لنظام أو مذهب فكري معيّن، ولا تقبل الخوض في نقاش أو حوار يتناول أي من تفاصيله، أرجو أن تتريّث قليلاً وتأمّل فيما يلي: هل تساءلت يوماً لماذا الأمور هي كما هي على هذا الكوكب؟.. ورغم حصول تطورات كثيرة عبر التاريخ، إلا أن الوضع بقي كما هو عليه وكأنه لم يتغيّر أبداً ؟.. لماذا هذا الكوكب لا يعمل بشكل جيّد رغم وجود ذلك العدد الهائل من أصحاب "النوايا الحسنة" الذين نشاهدهم على المسرح العالمي كل يوم؟. بالإضافة إلى أصحاب النوايا الحسنة الذين نقرأ عنهم في كتب التاريخ و قيل لنا بأنهم برزوا في فترات مختلفة بهدف إصلاح الأمور، وقد أنشؤا إمبراطوريات كبرى على هذا الأساس و لهذا الهدف. لكن الأمور لم تصلح، فبقيت الإمبراطوريات، و بقيت الأمور كما هي؟. لماذا معظم النشاطات على هذا الكوكب هي نشاطات سرّية، وما هو القصد من وجود مصطلحات مثل "حرام"، "حلال"، "كفر وإلحاد"، ومصطلحات عصرية مثل "سري للغاية"، "مصلحة الأمن القومي" و"أسباب استراتيجة" أو "لوجستية"؟. لماذا لا يتم تبسيط الأمور دون وجود هذه التعقيدات؟. لماذا الإصرار القوي على ترسيخ الميل للاهتمام بالذات والجسد والأمن الشخصي والمتعة والخوف وصراع البقاء والحصول على السلطة والمظهر الخارجي...؟ لماذا يتم قمع التطورات المصيرية في العلوم الإنسانية بشكل روتيني ومستمر، فقط من أجل الحفاظ على الوضع كما هو؟ لماذا قمع المعرفة والاكتشافات العلمية الجديدة؟ لماذا معظم المعلومات عن المجريات والأحداث التاريخية قد تعرضت للتلاعب عن طريق الحذف والتحريف و تزوير الوقائع، على يد المنتصرين الذين أعادوا كتابته بطريقة تناسبهم؟. ما الذي يخفونه؟.. مما يخافون؟..

إنهم يخافون من الخيار البديل، حيث الإرشاد الداخلي للإنسان .. والمسؤولية الناضجة عن الذات، جميع هذه العوامل ستقوّض السلطات الاجتماعية وأنظمة التحكّم القائمة. هذا الخيار البديل هو المصير الذي لا تريد أي سلطة هرمية أن يحصل أو يتحقق. جميع مجالات الحياة البشرية محكومة بنظم هرمية تتربع على قمتها سلطات محددة تتحكم بمجريات الأمور. أي خيار بديل قد يقضي على هؤلاء المتحكمين.

لقد تم تزويد الجماهير بكميات هائلة جداً من المعلومات المنقوصة، غير الدقيقة، أو محرّفة بطريقة تناسب تلك السلطات القائمة. جميع هذه المعلومات المزوّرة هي مصممة خصيصاً من أجل المحافظة على الوضع الراهن.. السيطرة الأزلية. هل تساءلت عن السبب وراء وجود مساءل سياسية مستعصية نشئت منذ قرون طويلة ولازالت قائمة دون حلّ؟ كيف يمكن حلّها وهي مرتبطة بمسلمات لا يمكن تجاوزها من قبل أي من الأطراف المتصارعة. تُعتبر هذه الظاهرة من أعراض المشكلة الأكبر، تتمثّل في المُعتقدات والتركيبة الاجتماعية التي فُرضت على الجماهير التي تم تقسيمها إلى حظائر تتصارع فيما بينها، ومُعظم هذه الأفكار والتقاليد الاجتماعية، الغير قابلة للنقاش، هي سطحية، اصطناعية، ولا تعكس طبيعة الكون من حولنا. المُعتقدات المُسلّم بها (المسلمات) هي التي تحكم تفكيرنا، وليس تجربتنا الشخصية ومنظورنا الخاص. يبدو أن مُعظم الجماهير هم نائمين، سلّموا شؤونهم لمجموعة من المرشدين. لكن بنفس الوقت، هناك البعض الذين لم يناموا.

بعكس ما تدّعيه الأنظمة الاعتقادية المختلفة عن تصويرها لطبيعة الوجود، فالصورة الحقيقية لهذا الوجود وطبيعته هي مختلفة تماماً، أوسع وأعقد بكثير. يخضع "الوجود" لمستوى عالي من التنظيم. إنه عبارة عن تركيبة معقّدة ولامنتهية من الطاقات، النوايا، والأهداف المتداخلة التي من خلالها ينبثق الوعي والكيانات الروحية المختلفة. فالحياة على هذا الكوكب ".. هي ليست سوى حبة رمل على شاطئ البحر..". في الحقيقة، إن "صورة الواقع" التي تم تزويدها للإنسان هي صورة صناعية وهدفها هو قمع الشعوب، والكوكب، والأرواح المتفاعلة عليه. هذه هي طبيعة "اللعبة" القائمة اليوم، وكانت قائمة في الماضي.

لكن كيف وصلت الأمور إلى هنا؟ هذا ما سوف تتعرّفون عليه في هذا العمل، من خلال تفحّص المعلومات التي تُقدّم للعامة، بالإضافة إلى المنظور العام للواقع الاجتماعي الذي يتم برمجة الجماهير من خلاله بالاعتماد على نماذج فكرية تثقيفية، وكيف تم تصميم هذه النماذج الفكرية التثقيفية ولماذا ولأي هدف.. سوف تتعرّفون على الكثير من المعلومات المقموعة، بالإضافة إلى نماذج فكرية بديلة، نظرة مختلفة للواقع. ستتعرّفون على خبرات وتجارب كثيرة ربما تفيدكم في حياتكم الشخصية، أو تغني معلوماتكم الخاصة التي تعتمدون عليها في البحث عن الذات ومحاولة تكوين صورة مجدية ودقيقة عن الواقع والوجود والحياة.

سوف نطلع على أحداث تاريخية، ونتعرّف على شخصيات وأماكن مختلفة، وأهم من ذلك، سوف نتعرّف على أفكار ومفاهيم كثيرة. فالأفكار والمعلومات الجديدة هي التي ستساهم في نقل موضوعيتنا من موقع التصادم والتنافر إلى موقع التوازن والتناغم. تذكروا أن هذا الكوكب، وكل ما يحصل عليه، كان ولا يزال كما هو، لم يتغيّر شيء، وبالتالي، فهدفنا الأساسي هو ليس "التغيير" لأن هذا سيبدو غير واقعياً وطفولياً بعض الشيء، ليس لأن التغيير مستحيل بل لأنه يُمثّل المرحلة الأخيرة. "..أوّل خطوة للتغيير هو التعرّف على معلومات جديدة..". فالهدف الأساسي هو "الاختبار" و"التعلّم"، نتعلّم ما وجب أن نفعله ولا نفعله، ما نعيشه وما لا نعيشه، ما يساعد في تطويرنا روحياً وما يمنعنا من ذلك... تذكّر أن التطوّر الروحي هو الأهم، وليس التطوّر الدنيوي. تذكّر أن هذا الكوكب تحكمه قوى ظلامية هدفها الأوّل هو إبعادنا بقدر الإمكان عن النور. ولهذا السبب، وجب أن نتوقع دائماً الأسوأ. ومهما بدت لنا الأمور بأننا نسير نحو النور والخلاص تأكّد يا سيدي بأننا نقترب من الظلام أكثر وأكثر. ما نعتبره اليوم تطوراً ورخاءً هو في الحقيقة حالة تدمير للذات وقتل الإنسان في داخلنا. المتعة واللهو والترف هو ليس تقدماً بل انحطاطاً ودنيويّة. وبنفس الوقت، فالتعصّب الفكري والاعتقادي هو عبارة عن تبعية عمياء للأسياد المتحكمين من خلال استغلال هذا الفكر وتسويقه بطريقة خسيسة. نحن في مأزق حقيقي يا أيها الإخوة والأخوات. والطريقة الوحيدة للخلاص هو التزوّد بالمعلومات الجديدة. خاصة تلك التي يحاولون إخفاءها عنا.

***
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07534 seconds with 11 queries