[was616im]

المعارضة اللبنانية ترفض مبادرة الحريري وتدعو الحكومة إلى التراجع عن قراراتها الأخيرة أسفرت الاشتباكات التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت الخميس عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات في أسوأ اشتباكات شهدها لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.

وذكرت مصادر إعلامية متطابقة أن الاشتباكات عمت معظم أحياء بيروت كراس النبع وبشارة الخوري وكورنيش المزرعة وشارع الحمرا ومار الياس وساقية الخنزير وعائشة البكار وصولا إلى عين التينة مقر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
كما استخدمت في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة وقذائف الـ RBG ، بالإضافة إلى استخدام قذائف الهاون.
وكانت الاشتباكات اندلعت على خلفية اعتبار الحكومة شبكة الاتصالات التابعة للجماعة "هي اعتداء على سيادة الدولة" وقررت إبعاد مدير أمن المطار المقرب من المعارضة عن منصبه.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مؤتمر صحفي الخميس أن لبنان "دخل مرحلة جديدة بعد القرارات التي اتخذتها الحكومة يوم الثلاثاء الماضي وتضمنت إزالة شبكة الاتصالات السلكية الخاصة بالحزب وملاحقة المسؤولين عن إقامتها وتشغيله، إضافة إلى قرار بإقالة العميد وفيق شقير رئيس جهاز الأمن في مطار بيروت الدولي.
وأوضح نصر الله أن "شبكة الاتصالات السلكية هي جزء من سلاح الإشارة للمقاومة لتأمين الاتصالات بين القيادة والعناصر"، مشيرا إلى أن "هذه الشبكة ليست جديدة وموجودة قبل عام 2000 ولكن تم تجديدها وتحديثها".
وكان نصر الله كشف عن عرض تلقاه من الحكومة للتغاضي عن شبكة الاتصالات مقابل إزالة اعتصام المعارضة الموجود أمام مقر الحكومة اللبنانية منذ نحو عام ونصف.
ومن جانبه، اقترح رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري على الأمين العام لحزب الله في مؤتمر صحفي الخميس مبادرة من أربعة بنود لحل الأزمة اللبنانية الحالية.
وتتضمن المبادرة وضع القرارين موضع سوء التفاهم في عهدة قيادة الجيش اللبناني انطلاقا من المهمات المنوطة بالجيش في حماية النظام العام وتأكيد سلطة الدولة على كامل أراضيها والحرص على حماية لبنان من كل المخاطر الخارجية، و سحب كل مظاهر السلاح والتعطيل والإقفال من الشارع وإعادة فتح الطرقات وتشغيل مطار بيروت فور، وانتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان فور، والانتقال فورا إلى طاولة حوار وطني برئاسة الرئيس المنتخب العماد سليمان ، تناقش كافة الأمور العالقة في البلاد.
كما عقدت الحكومة اللبنانية في السراي الحكومي اجتماع وزراي لبحث الموقف والرد على مضمون ما جاء في المؤتمر الصحفي لـ نصر الله، وتبنت مبادرة النائب سعد الحريري.
وكانت قناة المنار نقلت عن مصدر في المعارضة اللبنانية قوله إن "مبادرة الحريري لحل الأزمة اللبنانية الحالية مرفوضة رفضا قاطعا"، لافتا إلى "أن طرح الحريري لم يعد يماشي المرحلة الراهنة وان على الذين أوصلوا البلاد إلى حالة التأزم التراجع عن قراراتهم الكيدية وعدم التلهي بإضاعة الوقت".
وبدوره، قال رئيس كتلة التغير والإصلاح العماد ميشال عون في مقابلة مع قناة OTV اللبنانية انه "يحمل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية عما يحصل بسبب القرارات المتسرعة التي اتخذتها خلال اجتماعها الأخير الثلاثاء الماضي"، مشيرا أن "الفتنة لن تكون سنية شيعية بل هي مشكلة وطنية".
ودعا عون إلى "إيقاف كل ما صدر عن الحكومة وما تبعها من إجراءات على الأرض والانتقال فورا إلى التفاوض"، مضيفا أن " الإصرار من قبل الحكومة على إجراءات من طرف واحد لموضوع صار عمره 10 سنوات موجود في لبنان ورفض حله بالوسائل السلمية يحمل الحكومة مسؤولية كبيرة".
وأشار عون إلى "النتائج الاقتصادية التي ستترتب حاليا على التصادم الموجود في بيروت وعلى قطع كل الطرقات من الجنوب ومن البقاع ليست وحدها طريق المطار التي توقف الاتصال والاقتصاد بين شرايين لبنان".
وكانت قوى الموالاة قطعت طرق بيروت والبقاع، بيروت ظهر البيدر دمشق، والطريق الذي يربط بيروت بالجنوب، فيما قطعت قوى المعارضة طريق المطار.
ومن جهته، أصدر الجيش اللبناني بيانا حذر فيه من أن استمرار الوضع على حاله " يمس وحدة المؤسسة العسكرية".
وكان الجيش اللبناني انسحب من الشارع بشكل واضح إلى مداخل الأحياء التي تدور فيها الاشتباكات وتمركز على مداخل بعض الأحياء.
ودعت قيادة الجيش جميع الأطراف للتوصل إلى حلول للأزمة الحالية، وقال البيان إن "الجيش يضع نفسه في جميع الأطراف للمساعدة في التوصل إلى حل".
ويشار إلى أن الجيش اللبناني يجري اتصالات مع المعارضة والموالاة لفك الاشتباكات بينهم، دون أن يتدخل بشكل مباشر فيها.

الدعوى لاجتماع وزراء الخارجية العرب
وعلى الصعيد العربي، أجرى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الخميس اتصالات مكثفة مع العديد من القادة اللبنانيين وبعض وزراء الخارجية العرب لبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها حيال التطورات في لبنان والعمل على إنهاء هذه المشكلة في شكل فوري.
وأعرب موسى عن انزعاجه الشديد مما تشهده الساحة اللبنانية، أكد انه سيستمر في بذل الجهود وإجراء الاتصالات للتعامل العربي الجماعي مع تلك التطورات السلبية المؤسفة.
وناشد الأمين العام للجامعة العربية القيادات اللبنانية إعمال الحكمة واحترام المؤسسات اللبنانية والابتعاد عن إي صدام أو أي خطوات يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التدهور.
ومن جهته، دعت القاهرة إلى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الأزمة اللبنانية الأخيرة

لارسن في مجلس الامن
وعلى الصعيد الدولي، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن الخميس أن "حزب الله يمتلك بنية تحتية شبه عسكرية ضخمة على هامش الدولة تشكل تهديدا للسلم والأمن الإقليميين"، مضيفا ان "هذا يؤثر سلبا على جهود الحكومة من اجل امتلاك حصرية استخدام القوة وفرض القانون والنظام في البلد".
ورود لارسن هو الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون المكلف متابعة تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559.
وقال لارسن خلال اطلاعه مجلس الأمن على تطورات الوضع في لبنان "نشعر بقلق بالغ من احتمال حدوث المزيد من التصعيد في الموقف"، مضيفا أن " الأمين العام يشعر بالقلق حيال استمرار الفشل في انتخاب رئيس للبنان ويدعو جميع الأطراف إلى إيقاف أعمال الشغب على الفور وإعادة فتح جميع الطرق في البلاد".

وفي نفس السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردن جوندرو في تصريحات صحفية إنه "على حزب الله أن يختار بين أن يكون منظمة إرهابية أو حزباً سياسياً، لكن عليه وقف محاولته أن يكون الاثنين معا"، مشيرا إلى أنه "عليهم أن يتوقفوا فورا عن نشر التوتر".

ويذكر أن لبنان يعاني من أزمة سياسية تمتد لأكثر من عام ازدادت تفاقما بعد فشل الموالاة والمعارضة في انتخاب رئيس للبلاد خلفا للرئيس السابق إميل لحود ما أوصل لبنان إلى ما يشبه الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990.