السوريون والكفر بالعروبة
من يتابع تعليقات القراء في سيريانيوز والمواقع السورية الأخرى، ومن يتابع نبض الشارع السوري، يلحظ في الآونة الأخيرة استياء متفاقماً من جانب عامة السوريين حيال ما بدا أنه ابتزاز سعودي – مصري لدمشق بخصوص القمة العربية المرتقبة في العاصمة السورية.
موضوع "الابتزاز" أن تقوم دمشق بالضغط على أصدقائها وحلفائها في لبنان لتقديم تنازلات بخصوص أزمة الرئاسة اللبنانية، وإذا لم تفعل دمشق ذلك، فإن دول عربية فاعلة "السعودية ومصر" قد تخفّض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في القمة العربية المرتقبة، آذار القادم، في العاصمة السورية، مما يعني فشل هذه القمة.
من يراقب تعليقات القراء واقتراحاتهم يلحظ بوضوح نبرة استياء، ليس فقط من مواقف النظامين السعودي والمصري تجاه دمشق، بل أيضاً، يلحظ المراقب استياء واضحاً لدى واسعة من السوريين حيال الفكر القومي عموماً، وحيال المبادئ التي لطالما ميّزت السياسة السورية في العقود الأربع الماضية، والتي ترتكز على البعد شريحة القومي كموجّه رئيس لها.
السوريون عُرفوا في تاريخهم المعاصر بميولهم القومية الواضحة، فمن ساطع الحصري، الأب الروحي للتيار القومي، وهو سوري، إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي مثّل في مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، أحد أقوى التيارات القومية في الوطن العربي، إلى الوحدة السورية المصرية عام 1958 التي كانت نتاج هياج شعبي سوري ميّال للخطاب القومي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مروراً بمواقف الرئيس الراحل حافظ الأسد، التي كان البعد القومي الموجّه الرئيس لها في معظم الأحيان، انتهاء بالرئيس بشار الأسد، الذي أكّد منذ أدائه القسم الدستوري عام 2000، بأنه، على عكس ما ظن به البعض، متمسكاً بالبعد القومي للسياسة السورية، مهما كانت الأثمان.
وهكذا وبسبب التصاق السوريين التاريخي بالبعد القومي العربي لحياتهم ولسياسات أنظمتهم الحاكمة، على تعاقبها، استحقت دمشق لقب "قلب العروبة النابض".
لكن اليوم، يستطيع أي مراقب أن يلحظ بسهولة استياء كبير لدى الكثير من السوريين من البعد القومي لسياسات بلدهم، وتذمر بادٍ بوضوح حيال التعامل مع غدر الأشقاء وفق مبدأ اليد الممدودة.
فهل كفر السوريون بالعروبة؟
وهل المواقف السلبية للدول العربية الفاعلة حيال دمشق تبرّر حقاً الكفر بالعروبة؟
موضوع مطروح بسيريا نيوز خلينان شوف رأيكن فيه هون ..
رابط الموضوع .
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=70045