عرض مشاركة واحدة
قديم 18/09/2009   #200
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


18 أيلول



تلك هي , في نظري , الرؤية الأساسيّة التي تطرحها علينا الأناجيل المسيحيّة ( البُشرى ) . إنّها تقدّم لنا نظرة إلى الحياة و إلى الموت - رؤية للوجود . و تجمع تلك الرؤية في طيّاتها بين الطمأنينة و التحدّي . إنّها تُشبع حاجة الإنسان إلى الشعور بالأمان , كما أنّها تقدّم له هدفاً لحياته و معنى . إنّنا نجد فيها مرتكزاً لفهم أنفسنا و لفهم إخوتنا و أخواتنا في العائلة البشريّة , كما أنّها تُرشدنا إلى اكتشاف معنى الحياة و العالم و التعرّف إلى الله كأب محبّ لكلّ منّا . إنّها تطرح على المؤمن نهجاً للتعامل مع الواقع , تقدّم له مجموعة من المعتقدات تتكامل في ما بينها , تمكّنه من شرح الأحداث المحرّكة في حياتنا على تنوّعها . إنّها تأكيد لماهيّة الوجود تأتينا من لدن مبدع الكون بأكمله .
رؤية الحياة الدينيّة هذه تبقى , في نظر بعضهم , مجرّد فكرة رائعة , أشبه بنظارتين ورديّتي اللون جميلتين , تخفّفان من وقع قساوة الحياة على أعيننا . أمّا العامل الفاصل فيبقى الاختبار الروحي الشخصي .
أثر يد الله في حياتي .
على المرء أن يكون منخرطاً بكلّ جدّية في نهج الروح , مصغياً إلى إرشاداته , إذ إنَّ الروح وحده يستطيع أن يجعل من الإنسان شخصاً مؤمناً . فالإيمان ليس احتكاماً إلى المنطق و لا هو يرتكز إلى فكر طبيعيّ .
إنّه اختبار لا يحدث إلاّ بإيماءٍ من الروح .
نعمة الله وحدها تستطيع أن تعطي الرسالة المسيحيّة أبعاداً تتخطّى كونها مجموعة قوانين يُهتدى بها لتغدو مصدر هناء لأناس أتقياء وطيّعين .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02477 seconds with 11 queries