عرض مشاركة واحدة
قديم 18/11/2008   #6
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


يتعرض الطفل لمفهوم الموت بشكل يومي، سواء بشكل واقعي من خلال موت أحد الأقارب أو الأصدقاء أو حتى حيوان أو نبات. أو من خلال شاشات التلفزيون التي تعج بأخبار الدمار والقتل. وقد يتعرض له بشكل وهمي من خلال أفلام الكارتون التي تركز على العنف والقتل والخراب.
من تلك المواقف تتكون لدى الطفل عدة تساؤلات عن هذا المفهوم وسببه وغايته ومصير الموتى إلى غير ذلك، وإذا أجيب على أسئلته هذه بطريقة مناسبة، فإنه يهدأ ويرتاح معرفيًّا ونفسيًّا، وبالرد على أسئلته بما يناسب سنّه نستطيع حمايته من المخاطر التي تتولد من صدمة الموت إذا ما حلّ قريبًا منه.


تطور مفهوم الموت
وحتى يسهل تواصل المربين مع الأطفال، لا بد أن يدركوا خصائص كل مرحلة من مراحل نمو الطفل بصفة عامة وخصائص تطور المفاهيم عنده بصفة خاصة، حتى يتمكنوا من التعامل معه على قدر نموّه المعرفي والاجتماعي.
والموت بالنسبة للطفل يتميز بعدة خصائص، منها أنه:
- غير طبيعي: فلا يموت الإنسان بدون سبب أو لأن أجله انتهى، بل يجب أن يكون هناك سبب وراء ذلك.
- مُعْد: قد ينتقل إلى الأشخاص الآخرين مثل الأمراض المعدية.
- ذو صفة انعكاسية: أي أن الميت يعود للحياة؛ لأن الطفل ببساطة يحتاج إليه.


المرحلة الأولى: من الولادة إلى ثلاث سنوات:
يتخذ الموت عند الرضيع شكل الفراق فقط، أي مفارقة الشخص، وهذا يحدث لديه ما يسمى بقلق الفراق، وهو يتكون من ثلاث مراحل: الاعتراض واليأس، ثم الانفصال وعدم التعلق. فالطفل ينتظر عودة الوالدين بشيء من الغضب والخوف؛ لأن الموت بالنسبة له غير موجود وهو مواز لمفهوم الغياب، والطفل في هذه المرحلة ذو تفكير (عياني) لا يثيره إلا الغياب الجسدي ولا يستطيع تصور فراق لا يمكن معالجته.


المرحلة الثانية من ثلاث إلى ست سنوات:
فيها يصل الطفل إلى إدراك مفهوم الموت، لكن مع الاعتقاد أنه لا يصيبه ولا يصيب من يحبهم؛ لأنه يعتقد أن حبّ والديه سيحميه من الموت وأن حبه سيحمي من يحبهم. كما يعتقد أن الموتى سيعودون للحياة، فمفهوم الموت والحياة لم يصبحا بعد متناقضين عنده.


المرحلة الثالثة من ست إلى عشر سنوات:
في هذه المرحلة يكتسب مفهوم الموت عند الطفل طابع اللاعودة، فالطفل يستطيع في هذه الفترة فهم ما يقال له عن الموت، كما يستطيع الحديث عن الموت ويفهم أن الموت شيء حتمي لكل إنسان. يبدأ الطفل في هذه المرحلة في التعامل مع ما يسمى بقلق الموت، فقد تحدث له رؤية موت حيوان ما مواجهة شديدة مع الموت.


المرحلة الرابعة من 10 إلى 13 سنة:
في هذه المرحلة يتطور فكر الطفل من الفكر (العياني) إلى الفكر المجرد، مما يخول له التفكير في معنى الحياة ويبدأ في طرح تساؤلات حول الموت وحول موته وموت والديه.


من خلال تسلسل هذه المراحل نرى أن مفهوم الموت بشكله الصحيح لا يكتسبه الطفل إلا متأخرًا نسبيًّا، حيث لا يبدأ بالتعامل معه بشكل معمق إلا بعد سن العاشرة، لكن هذا لا يعني أن الطفل كان يجهل المفهوم قبل ذلك، بل بالعكس، فهو يشكّل له خبرة مزعجة، حيث يرتبط عنده بالغياب والانفصال في المراحل المبكرة من حياته.
إن الطفل وهو يمارس لعبة التظاهر بالموت أو لعبة رمي أحدهم برصاص مسدسه، إنما يرسل رسالة للمحيطين فحواها "إني أرغب في معرفة الرابط بين الموت والحياة". إذن فكيف نحقق للطفل رغبته ونشبعها له قبل أن يجد نفسه وجهًا لوجه أمام الموت؟.
......................................
بتصرف عن فاطمة الشيخ


// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //

آخر تعديل sandra يوم 18/11/2008 في 13:52.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04087 seconds with 11 queries