[tiger]

مقابلة مع صحيفة "الرياضية "
هل يكون المصري شريف عزمي.. مفتاح البطولة التي استعصت على الجلاء.. وفشلت معها كل المفاتيح الأجنبية بدءاً من أونيكا ومروراً بأوزيل وغراديتش وستيوارت وانتهاء بثابت حجيج. لم لا ينجح ذلك المدرب العربي الذي سجل مع الجيش نجاحات غير مسبوقة.. وحقق له أحلام الستين.. لكنه ما زال يحتفظ بحلم آخر يتمنى تحقيقه سواء مع الجيش أو الجلاء.. إنها بطولة الكأس.. فهل تصبح زرقاء بيد العزمي..؟! لن تتوقف أحلام الجلاء عند كأس أو دوري.. والكلام عند العزمي صاحب الانتقال الفوري.
*كوتش شريف هل أنت »زعلان« لأنك فقدت لقب بطولة الدوري مع الجيش أم »فرحان« لأنك كسبت ثقة نادي الجلاء وباشرت معه فوراً؟
**لا شك أنني حزنت لفقدان اللقب، وفراق الأحبة في الجيش.. لقد عشت معهم »4« سنوات أعطيت فيها الفريق وطوّرت لاعبيه.. فأعطيتهم بصمة.. وأهدوني إنجازاً.. وبذات الوقت فأنا سعيد لبقائي في سورية التي أحببتها وانسجمت مع أهلها والثقة التي منحتني إياها أيضاً إدارة الجلاء.


*لدي قناعة بأن المدرب شريف عزمي كان من المفترض ألا يدرب الجيش خلال الدوري الأخير لأسباب أنت تعرفها وربما أثرت على حماسك للفريق؟
** لا.. أنا في التدريب »ماعنديش يمّه ارحميني« فالجد والإخلاص هما أساس عملي.. والفريق كان جيداً بالدور الأول لكن بلغة الأجانب في البلاي أوف لم نوفق.. وأجانبنا لم يفيدونا.. ولم يكن أمامنا مجال لاستبدالهم..! عكس ما جرى مع فريق الاتحاد الذي استفاد كثيراً من عملاقه »دياوارا«.
*لكن الأميركي »جمال هولدن« بدأ بشكل ممتاز وسرعان ما بدأ خطه البياني بالانحدار؟
**هولدن رافقته ظروف نفسية صعبة.. فزوجته أنجبت له مولوداً يوم التحاقه بالفريق وهي من النوع اللجوج حيث أتعبته وهي تطالبه بالانتهاء والعودة لأميركا.. فعاش حالة من القلق والتشويش وهو يعد الساعات للخلاص والسفر..! ولم يكن متاحاً لنا استبداله.
*وأنت تتحدث عن وجود اللاعبين الأجانب بالبلاي أوف.. فكيف وجدت نظام الدوري الأخير؟
**في حياتي لم أجد نظاماً كهذا .. فكيف لنا أن نلعب الدوري دون أجانب ونذهب لبطولة غرب آسيا بلاعبين أجنبيين.. ثم نعود للبلاي أوف كي نلعب بأجنبي واحد ثم نلعب بغرب آسيا بأجنبيين.. ثم نعود للبلاي أوف بأجنبي واحد.. ثم نلعب الكأس دون أجانب..! النظام المتقلب بحاجة لساحر وليس مدرباً.. لاشك أن الدوري السابق كان أحلى وأقوى وأقدر على جذب الجمهور حين تواجد الأجانب منذ الدور الأول.. أقول هذا الكلام ليس من باب النقد وإنما أعتبر نفسي من أهل البيت.
*تتحدث عن ضعف اللاعبين الأجانب بفريق الجيش لكن لماذا لا تتحدث عن تراجع مستوى عدد من اللاعبين المحليين.. فهل أرضاك أداء حكم وخالد ونور.. ووحده رضوان حسب الله الذي حافظ على توازنه؟!
**ورامي الخطيب أيضاً.. بصراحة.. قبل بداية الدوري حدثت بعض المشاكل في الفريق وأنا لم أتأثر فيها لكنها تركت آثاراً سلبية في النفوس.. وكنت أفضل ترك الفريق حيال ذلك لكن رغبة أناس أحبهم وأحترمهم دفعتني للبقاء.
*وبعدها تعالت الأصوات في البلاي أوف بأن الكوتش شريف يركّز كثيراً على الأساسيين ولا يستفيد من لاعبيه البدلاء؟
** قولوا لي.. أأفتح الشباك أم أغلقه؟! لقد أشركت الجميع في الجولة الثانية.. لكن ظروف المباريات هي التي تتحكم.. وانخفاض الفارق من »20« نقطة إلى »3« نقاط خلال دقائق قليلة يشير إلى أن اللاعب الخبير ثقته بنفسه اهتزت.. فكيف لي أن أزج باللاعب البديل »قليل الخبرة« وهو يجد اهتزاز اللاعب الأكبر منه.. إنها معادلة صعبة ومغامرة حرجة.. ومن كانت يده في الماء ليس كمن يده بالنار... وتذكروا أننا نلعب أمام فرق كبيرة.. ياجماعة عندما نلعب بشكل جماعي نتفوق بفارق »20« نقطة وعندما يتحول الأداء للفردية ينقلب تفوقنا لخسارة..! فأنا أحضّر فريقي للـــــعب »80« دقيقــــــة ولــــيس »40« دقيقة..
*والعملاق أسامة مدني الذي استغنيتم عنه وكأنه »انتهى مفعوله« لكنه فاجأ الجميع بتألقه مع الثورة حيث أصبح سكوره لا يقل عن »20« نقطة إضافة للبلوكات والريباوند!!
** ليست لدي أية مشكلة مع أسامة وكل ما هنالك أنه ليس بمقدوره الالتزام بكل تمارين الفريق »مرتين يوميا« وهو يكتفي مع الثورة بثلاثة تمارين أسبوعياً.. وحتى فاعليته مع الفريق الجديد تأتي أمام فرق عادية المستوى.
*ما حقيقة التنافر بينك وبين كابتن الفريق نور السمان؟
** ليس لدي مشكلة مع أي لاعب ولاعبو الفريق هم أولادي.. وفرحنا معاً بأول بطولة دوري للجيش وكنا عائلة واحدة.. وأي عائلة لا تخلو من المشاكل وعلاقتنا سادها الحب والاحترام.. وأنا كشخص لا أعرف أن أكره أحداً ونور أحبه..
*ما السر في اعتذارك عن الاستمرار مع فريق الجيش وانتقالك السريع للجلاء.. وهل كانت الأمور مطبوخة مسبقاً؟
** الجلاء سبق أن عرض علي تدريب فريقه بنهاية الموسم الماضي.. هو وغيره من بعض الأندية المحلية.. وأنا لم أترك الجيش كي أذهب للجلاء.. بل إن ظروف الجلاء ومشكلته مع مدربه وتطلعاتهم لبطولة آسيا جعلت الأمور تسير بسرعة وجدية.
*وما درجة إغراء العقد الذي دفعك للانتقال من دمشق إلى حلب في تجربة جديدة؟
** لم يكن هدفي مجرد تحصيل أكبر قدر من المال فهناك ثوابت أؤمن بها وهي: »لا حيلة في الرزق.. ولا شفاعة في الموت.. ولا رادّ لأمر الله«.. ومن يرتض بهذه القناعة يعش مرتاحاً.. فأنا أسعى لكن الرزق على الله...
*يُقال إن الكوتش شريف هو أكثر المدربين تفهماً لموهبة ميشيل معدنلي وقدرة على التعامل معها وتخديمها للفريق وتخديم الفريق لها؟
**ميشو ورضوان وحكمت وحكم ونور »اشتغلت عليهم كتير« ونور بالذات أعطيته دوراً كبيراً بالفريق ووضعت له عدة خطط لعب سمّيتها باسمه أو رقمه وكانت تنتهي عنده كي يحسن إنهاءها بالسلة.. ولا أدري إذا كان سيعترف بذلك.. لكن أكثرهم نجاحاً معي هو ميشيل معدنلي فقد تطور معي كثيراً وتعب على نفسه وطوّر مستواه.
*تركيزك على النجم الواحد.. وتسخير الخطط له يفهمه البعض على أنه تكريس لمبدأ الفردية لهذا اللاعب!
** كل خطة أضعها لكل لاعب في الفريق احتمال أن يسجل منها.. وأنا أحاول الاستفادة من مواهب اللاعبين المتميزين بالتسجيل سواء البعيد أو القريب.
*دربت ميشو في الجيش.. وعدت إليه بعد سنتين مع الجلاء.. فهل اختلف عليك؟!
** طبعاً.. فالإصابة أثّرت عليه كثيراً.. أيضاً الواضح أنه يعيش ضغوطاً مادية ومعنوية مختلفة وهو يدفع ضريبة النجومية.
*ما الشروط التي وضعتها على طاولة الاتفاق مع نادي الجلاء؟
**أنا عاشق لمهنتي وأحب أن أخلص لها كي أقبض راتبي بالحلال ولا أخيب ظن الذين منحوني الثقة.. والعمل يتجه نحو وضع الفريق على سكة البطولة.. وما دام الفريق جيداً ومنافساً على البطولة خلال العامين الماضيين لكنه لا يفوز فيها فهذا يعني أن هناك ثغرة ما..!
* وهل كشفت هذه الثغرة؟!
**»يقول ضاحكا«.. كشفتها.. وبدأت العمل على علاجها..
برأيي الجلاء في الموسم الماضي كان أفضل من الموسم الحالي..!
* لكل نادٍ طموحاته وأحلامه القريبة والبعيدة.. فماذا لمست لدى إدارة الجلاء؟
** إدارة الجلاء تعمل بعقلية احترافية عالية ولم تبخل بالمال والواضح أنها متعطشة للفوز ببطولة الدوري.. وهذا حقها بعد الفوز بالكأس.. وآن الأوان لبطولة الدوري كي تصبح زرقاء.. وسنفوز بها إن شاء الله.
*ومن هم نجوم الدوري؟
**صلاح الشوا..
*ولمن المستقبل المشرق؟!
** لرامي مرجانة ورامي الخطيب.
*وما هي أولويات الكوتش شريف.. كأس الجمهورية.. أم كأس آسيا.. أم بطولة الدوري؟!
**أنظارنا حالياً تتجه نحو الكأس.. وهو اللقب المحلي المتبقي بالموسم الحالي.. وهو بالنسبة لي حلم جميل يداعب مخيلتي إذ سبق لي أن فزت في سورية ببطولة الدوري.. وأمنيتي إحراز بطولة الكأس.
شكر خاص
آثر المدرب شريف عزمي أن ينتهز فرصة اللقاء كي يوجه الشكر لإدارة الجيش ولجنة التطوير التي تعاونت معه إلى حدٍ كبير، ولإدارة الجلاء التي أولته الثقة. ولجريدة »الرياضية« على مواكبتها للسلة السورية والدخول في تفاصيلها وتسليط الضوء على نجومها وتشجيع مواهبها الواعدة.