إن لائحة البؤساء الذي قتلوا عبر تاريخ الكوكب بتهمة نزعة الإلحاد ونفي الإله وكانوا قساوسة ومؤمنين وممارسين لطقوسهم الدينية ومعتقدين مخلصين بالإله الواحد كاثوليكيين ورسوليين ورومانيين؛ ولائحة أتباع إله إبراهيم، أو أتباع الله، الذين مروا بأعداد لا تصدق تحت الحديد لكونهم لم يجهروا بإيمانهم وفق الضوابط والقواعد؛ ولائحة أولئك المجهولين الذين لم يكونوا متمرّدين على السلطات التي تدعي التوحيد، ولا معارضين لها، ولا هاربين من التجنيد ولا حتى عنيدين- فكل هذه الحسابات المرعبة تشهد: إنّ نعت "الملحد" قبل أن يصف ناكر الإلوهية يصلح لمتابعة وإدانة فكر الإنسان المتحرر من السلطة ومن الوصاية الاجتماعية في مجال الفكر والتفكير، حتى لو كان ذلك بأتفه الطرق. من هو الملحد إذن؟ إنّه شخص حرّ أمام الإله- بما في ذلك حريته في نفي وجوده.
هذا النص فصل من كتاب "نفي اللاهوت" لميشيل أونفراي من الجزء الأوّل بعنوان: مبحث نفي اللاهوت
انظري خيط الدم ِ القاني على الأرض ، هنا مرَّ ، هنا انفقأت تحت خطى الجند عيون الماء و استلقت على التربة قامات السنابل
|