الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/01/2008   #193
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


في أعمالك يبدو انشغالك بالمكان... فماذا يمثل لك؟
هذا صحيح، فمسألة المكان تشغلني جدا، هذا لأنني عند كتابتي لا اهتم بالكتابة عن المكان من الخارج. لدي إحساس قوي يكاد يكون عضوياً بالمكان كباطن، أحاول أن ألملم كل المشاعر وكل ما في الذاكرة من إحساس يسعى لاكتساب تشكيل معين أسعى لبلورته وفق رؤيتي للحكاية التي أريد إيصالها للقارئ. فعندما لا تكون هناك حكاية لا أستطيع أن اكتب. لا أكتب إلا عبر حدود جغرافية واضحة جداً بالنسبة لي، فالحكاية عمود فقري للسرد. من هنا ربما يكون إحساسي بالمكان مهما جداً حتى وإن لم اكتبه، فجغرافية المكان أساسية جدا بالنسبة لي لأستطيع التحرك والكتابة.
هذا الكلام ينطبق على أي مكان له تأثير بداخلك، أم أنه ينطبق على الشارع الذي اطلقت عليه أسم أحد رواياتك؟
المكان يتعلق بالضرورة الفنية بالنسبة لي حتى ولو كان المكان مخترعا، وهو كثيراً ما يكون كذلك. ليس بالضرروة أن يكون له تفاصيل واقعية. من الممكن أن أتصور مظلة أتوبيس أو شجرة أو رصيف شارع، فليس من الضروري أن يكون هذا موجودا في الواقع.
المكان عادة يكتسب قيمته من خلال الذاكرة المشتركة بينه وبينك. وما دام هناك ذاكرة مع المكان وروابط وخصوصية فهذا يدل على انه يعني شيئا حميما. الناس يحبون أماكن ليست هي الأماكن الأفضل ولكن لأنها تمثل بالنسبة لهم ذاكره معينة.
(موت الأدب) مقولة أصبحت تردد كثيرا، فما تعليقك على هذه العبا ره؟ وكيف ترى دور المثقف لنفيها؟
علاقتي بالمقولات الشائعة والمصطلحات علاقه قارئ فقط، لكن علاقتي ككاتب بالواقع الحي الموجود أنا فيه. فأنا لا أستطيع أن أكون أكثر وفاءً للمصطلحات عن وفائي للدنيا التي أعيش فيها. عندما أكتب لا يشغلني أي مصطلح أو أي مقوله على الأطلاق رغم أنني قارئ جيد لكن علاقتي ككاتب هي علاقة بتفاصيل وحاله يومية. أي أفكار كبيرة استمتع بقراءتها فقط، لكن ضمن المنظور الواقعي أيضا أرى فعلا أن العالم يسير نحو شيخوخته.
ألا ترى أن السبب في هذه المقولة هو ابتعاد بعض المبدعين عن هموم الناس؟
عن نفسي أنا مغرم بالكتابة والقرب من الناس. والواقع هو الذي أدى إلى هذا، فأنا عشت طوال حياتي في حي شعبي وعشوائي وما زلت متمسكا بهذه الحياة، فلم أنفصل كما تقصدين.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:14.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03188 seconds with 11 queries