عرض مشاركة واحدة
قديم 03/09/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي المعارضة السورية ...خروج من الصفر أم عودة إليه ؟!. 1


نصر حسن
*أزمة المعارضة السورية
يطغى على مشهد المعارضة السورية الحالي قسمات أزمة لاتقل سوءاً وخطراً عن أزمة النظام , أزمة أنتجتها أطرافها المختلفة مقسومة على عوامل داخلية وخارجية, أكثرها تأثيراً هي تركيبتها الأهلية وغياب البرامج ومعها الحد الأدنى من معايير العمل الديمقراطي المؤسسي وجغرافية سورية السياسية , مضروبة بأعاصير المنطقة وبراكينها ومعامل قمع النظام الفردي طبعاً لكونه محور دورانها ومرجل حريقها , أزمة مركبة تمثل حصيلة تراكم سلسلة من التناقضات والإخفاقات والاصطفافات بين بنى وعقليات وآليات موروثة من فوضى الماضي , هذا المشهد يحدد عملياً حالة انسداد الأفق التنظيمي والسياسي والاجتماعي والحقوقي , ناهيك عن القدرة على تحقيق التغيير الوطني الديمقراطي السلمي أياً كان شكله ووتيرته! بصراحة إن وضعها الحالي يعكس الشيخوخة والتردي في البنى الفكرية والتنظيمية والسياسية لها .
هي في أزمة مهجورة , تركن على رفوف أطرافها المتوازية وتحاصرها فيها , أزمة لم تستطع أن" تملص " منها عملياً لأنها محكومة برموز وبرامج الماضي وعقليته وآلية عمله ومناهجه المتخشبة والدائرة بوهن حول الذات ومصالحها, مفترقة ولامبالية بمصالح الشعب والظروف والتناقضات التي يعيشها في ظل نظام فردي استئصالي هو الأبشع في تاريخ النظم الشمولية في العصر الحديث, نظام أمم الشعب والثروة والقدرات واستخدمها بخسة لصالح بناء فردي ديكتاتوري لايأخذ بالحسبان احترام كرامة الشعب ولاأدنى حقوقه وأمنه ومصالحه , ومستأثراً بالبلاد والعباد والفعل السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي لعقود , أفرز بمحصلته هذا الخواء العام لدى أطراف المعارضة , خواء أشبه بعقم أفقدها الدماء الشابة الجديدة التي هي المحرك الاجتماعي والسياسي في المجتمع , فشاخت أطرافها وسكنت إلى الماضي , قطع سباتها تطور الأحداث الداخلية والاقليمية والدولية, نشطت لكن بتكرارية تعيد إنتاج نفسها واستنساخ دورها , واستمرت ترفع نفس الشعارات ونفس أشباه البرامج في ظروف مختلفة داخلياً وخارجياً , فانعزلت كلياً عن مسار الأحداث وواقع الشعب والنظام معاً , وركنت إلى مسايرة الأمر بالشعارات والخطابات الانشائية التي لاتقدم ولاتؤخر بل تزيد درجة عطالتها وأزمتها عمقاً واتساعاً .
والحال كذلك , ليس خافياً على أحد أن طبيعة بنية أطراف المعارضة هي عمق تخلفها وإخفاقها , وعلى وقع الصدمات الخطيرة في المنطقة في السنوات القليلة الماضية , لملمت اضطرابها وجمعت ركامها على مضض وعجل بإطارين معزولين ,الأول إعلان دمشق في الداخل , والثاني جبهة الخلاص في الخارج , كلا الإطارين انكمش فعلهما بسرعة قياسية , الأول بفعل سياسة النظام وآلته الأمنية القمعية التي أجهضدت بوادر ولادة عمل معارض ديمقراطي تعددي في الداخل , والثاني لجملة من التراكمات الماضية والحاضرة أوصلتها إلى طريق شبه مسدود, ولم تتمكن المعارضة من مواكبة مايدور في الواقع السوري ومايجري من تطورات دراماتيكية في محيطه , لأنها خضعت بفعل بنيتها وبرامجها إلى الرتابة والسكون والقبول بلاحول ولاقوة لها على النظام دون سند خارجي تحاول أطرافها على انفراد الامساك به متعثرةً ولم تصطاده بعد , حال ذلك دون قدرتها على اشتقاق خطاب سياسي موضوعي عملي في حوارها مع الداخل والخارج , وبالتالي استنفذت جهودها في إعادة إنتاج نفسها , ومراوحتها بحالة التمويه على فشلها في إحداث ولو اختراق بسيط في سياسة النظام أو التقرب أكثر من مشاكل الشعب أو الوضع العربي والدولي , فارتدت إلى التمسك بشماعة الشعارات الكبرى وتضخيمها ( التغيير الوطني الديمقراطي واحداً منها ) التي رأت فيها غطاءاً لبعض فشلها وستراً لبعض عورتها.

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03732 seconds with 11 queries