01/09/2009
|
#125
|
عضو
-- أخ لهلوب --
نورنا ب: |
Aug 2009 |
مشاركات: |
205 |
|
8 تموز
الكماليّة معادلة مؤلمة , أمّا العمل في سبيل النمو فليس كذلك . النمو مسيرة يكتشف خلالها المرء شيئاً فشيئاً قدرات جديدة لديه ... مَن ينشد الكمالية ينقصه طول الأناة , و لكن مَن يعمل في سبيل النموّ يعلم أنّ رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة . فعوامل الزمن و الصبر و التمرّس هي في صلب عمليّة النموّ .
إذاً ما قُيّض لك أن تختار الدخول من خلال أحد بابين , أولهما يقودك إلى الكمال بشكل فوريّ و الثاني إلى عمليّة نموّ حتّى الكمال بشكل تدريجيّ, أَيّاً من االتجاهين تُراك تسلك ؟ قد تعجب إذا سمعت أنّ الغالبية الساحقة يفضلون سلوك النموّ الترديجي نحو الكمال . ذلك لأنهم يشعرون , إذا ما اختاروا الدخول من الباب الأول , بأنَّ مسيرتهم قد انتهت و لم يبق من مجال امامهم للمزيد من التقدّم و النموّ . فالسير نحو الكمال بشكل تدريجيّ من شانه أن يوفّر لهم اختبار فرح التقدّم المستمر خلال مسيرة الحياة بكاملها . ستتعرف في المسيرة تلك إلى نجاحات صغيرة و متتالية و لن تُرهق نفسك في تتبّع الكماليّة .
من أفضل سبل النموّ التي يمكن سلوكها , أن يتذوق المرء فرح المسيرة نحو الكمال عوض أن يهتمّ فقط بتحقيق الكمال في حدّ ذاته . و إنّني إذ أخط هذه الأسطر , أحاول أن أعمل بالنصيحة التي أسدي بها إليك . أنا أعرف في عمق ذاتي أنّ هنالك طريقة أفضل من طريقتي في طرح هذه الأفكار التي أقدّمها لك , و قد تكون الفضلى , و لكنني لا أكتب و أمزّق الأوراق سبع مرّّات أو أكثر , بحثاً عن تلك الطريقة الفضلى , بل أحاول أن أتوق فرح مشاركتي إيَّاك في أفكاري هذه , بالطريقة التي تبدو لي مقبولة , آملاً أن يعود ما أكتب بالنفع على عدد من الناس ... هذا ما يشجّعني على متابعة المسيرة .
|
|
|