الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/10/2006   #210
صبيّة و ست الصبايا layla
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ layla
layla is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
USA
مشاركات:
4,894

افتراضي


مي زيادة: قصة شوق وذهول وجوع فكري لا ينتهي

أحبها العقاد وظل قلبها مأخوذا بجبران خليل جبران وحده



تجمع السير الذاتية التي تناولت حياة الأديبة مي زيادة على انها ولدت في مدينة الناصرة بفلسطين في العام 1886 ابنة وحيدة لأب من لبنان وأم سورية الأصل فلسطينية المولد.
تلقت زيادة دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عين طورة بلبنان. وفي العام 1907, انتقلت مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية, وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها.
وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
وفي القاهرة, خالطت الكتاب والصحافيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة.
وأسست ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها صفوة من كتاب العصر وشعرائه, كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, وأحمد شوقي.وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته.
وتشير السيرة الذاتية الى ان قلبها ظل مأخوذًا بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة.
ودامت المراسلات بينهما لعشرين عاما: من العام 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك في العام 1931.
نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: " المقطم ", " الأهرام", "الزهور" , " المحروسة" و " الهلال ", و" المقتطف" . أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها في العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920) (كلمات وإشارات) (1922) (المساواة) (1923) (ظلمات وأشعة) (1923) ( بين الجزر والمد ) ( 1924) و(الصحائف) (1924).
وفي أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ زيادة لمحنة في العام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت.
ويرى الباحث محمد سلام جميعان "ان مي زيادة أديبة ملتبسة بنفسها وبالآخرين وتمتلك مقومات ابداعية تفوق امكانات الجيل الذي ولدت فيه"، ويضيف جميعان "كانت تمتلك عبقرية مذهبية جعلت من صالونها الأدبي محورا للاخاء الانساني" . اما د.انور الزعبي فيشير الى
"ريادتها في مساندة المثقفين وكيف انها ألهبت مشاعر الكثيرين من الكتاب والمبدعين".
ويؤكد الزعبي انها "ضربت نموذجا متميزا عن اداء المرأة الذي لا يقل عن دور الرجل".
وفي السياق نفسه يعد الناقد زياد ابو لبن "ان زيادة من الكاتبات المتميزات حيث سطرت بقلمها مقالات وخواطر نقدية رسخت في الادب العربي". ويبين ابو لبن ان مي زيادة "رائدة عصرها خصوصا في كتابة المقالة الادبية على مستوى الوطن العربي".
اما الشاعر مازن شديد فيصف مي زيادة بقولة " تصوفة كانت تحلم وتحاول رسم الاشياء على طريقتها الخاصة في الحب والحياة".
لم تكن "مي زيادة" مجرد أنثى ارتدت من الأنوثة ثوباً واتخذت من الفصاحة لساناً، بل إنها أنثى امتازت بالثقافة العالية فقد أتقنت ثماني لغات غير العربية، وهي" (الفرنسية/ الإنجليزية/ الألمانية/ الأسبانية/ الإيطالية/ اليونانية الحديثة).
ولم توهب موهبة الكتابة فقط وإنما كان لها شغف بالرسم والخطابة، وكانت خطيبة مفوهة ساعدها على الخطابة صوتها الرخيم وثقافتها العالية.ومما ذكر عنها أنها كانت: مرهفة الحس ذات شخصية جريئة، وطموح عال، امتازت بسرعة البديهة والذكاء الحاد، وكانت شديدة الاعتداد بنفسها.
وعن صفاتها الانثوية انها لم تكن بالطويلة ولا بالقصيرة، وقد وصفت نفسها في خطاب لصديقتها "جوليا دمشقية" تقول فيه: "أصحيح أنك لم تهتدي بعد إلى صورتي؟! فهاكها: "استحضري فتاة سمراء كاللبن أو كالتمر هندي كما يقول الشعراء، أو كالمسك كما يقول متيم العامرية. وضعي عليها طابعاً سديمياً من وجد وشوق وذهول وجوع فكري لا يكتفي، وعطش روحي لا يرتوي؛ مرافق ذلك جميعاً استعداد كبير للطرب والسرور واستعداد أكبر للشجن والألم وأطلقي على هذا المجموع مَي".
تعرضت مَي زيادة لمعارضة من الأوساط الصحافية والأدبية، فقد قابلها البعض بالسخرية والتهكم أحياناً، فهذا "محمد التابعي" يكتب مقالات قصيرة في مجلة"روزاليوسف" يسخر فيها من مَيّ وأسلوبها الذي أطلق عليه اسم "الشعر المنثور" أو"النثر المشعور" ولم يكن يوقع تلك المقالات باسمه؛ لأنه كان لا يزال موظفا في مجلس النواب.
أما المعارض الآخر فهو الأديب "إبراهيم عبد القادر المازني" الذي لم يتناول مَيّ بالنقد ولا بالتهكم، ولكنه كان يغفل أمرها ولا يعترف بوجودها ولم تكن له الرغبة في لقائها ولا حتى في التعرف عليها!
ومن أطرف المواقف التي تعرضت لها مَي مؤامرة حاكها لها أمير مغربي اسمه محمد الجزائري كان ينزل مصر لزيارتها، فاتخذ فيها مقراً للإقامة وحاشية تحفه أينما سار من الطلبة المغربيين الذين كانوا يدرسون في الأزهر.. تعرف الأمير الشاب على مي من خلال صديقهما المشترك "جبران خليل جبران"، وتعددت زيارته لصالونها كل ثلاثاء، وأخذ الحب من قلبه مأخذه فتآمر على مي بالاتفاق مع خادمها ليساعده على خطفها على حصان أبيض! لولا أن الخادم اعترف لمي بالمؤامرة، فقامت هي بدورها بإبلاغ الشرطة التي أعدت للأمير كميناً، وتم القبض عليه، وعلى حاشيته التي أحاطت ببيت مَيّ وكذلك على الحصان الأبيض الذي أعده الأمير لتركبه مَي .
وتذكر بعض الآراء ان نهاية مَي لم تكن مشرقة كبدايتها حيث بدأ إشراقها يذبل رويداً رويداً حتى خفت فاختفى، وراوحت الآراء في تحديد أسباب انهيار مي الذي أدى بها في كل الأحوال إلى المكوث بمستشفى "العصفورية" للأمراض النفسية ببيروت.
فالرأي الأول هو أن سبب اضطراب مي ومرضها النفسي هو وفاة والدها ثم والدتها، ولحق بهم جبران خليل جبران، فأثرت وفاة الثلاثة عليها مما دعاها للاعتزال والتخفي عن عيون الأصدقاء فآثرت الوحدة، فزادتها الوحدة اضطراباً ووسوسة، فحاك لها بعض أقاربها مؤامرة فأودعوها في إثرها مستشفى "العصفورية" للأمراض النفسية بيروت في العام 1938 ثم صدر حكم قضائي بحجزها.
أما عن الرأي الثاني القائل بأن: مي كانت في زيارة إلى إيطاليا وزارت "الفاتيكان" وجرى حديث بينها وبين البابا عن إعادة الإمبراطورية الرومانية على يد "موسليني"، فقالت مَي :" إن هذه الإمبراطورية هي التي صلبت المسيح (بزعمهم!).. فلماذا تحرصون على عودتها؟! وفي مساء ذلك اليوم قابلت أحد أصدقائها ونصحها بمغادرة إيطاليا من دون أن تفتح فمها بكلمة!
وبالفعل عادت إلى مصر خائفة واعتكفت في بيتها واعتزلت أصدقاءها وتصورت أن إيطاليا (الفاتيكان) سترسل لها من يقتلها، وبلغ منها الخوف أن طردت كل العاملين لديها بدءاً من مديرة المنزل، وحتى سائقها، وأحضرت جهازاً لتحليل ما تأكله وتشربه، وصارت تغسل الفاكهة بالمحلول المطهر وتغلي الماء قبل أن تشربه؛ كل ذلك دعا أهلها لإيداعها "العصفورية" حتى توفيت ما بين (1941-1945) ولم يحدد تاريخ الوفاة ـ في المعادي، ودفنت هناك. وفي تشيعها يقال إن العقاد وقف على قبرها باكياً وقال: "كل هذا التراب ... آه من هذا التراب".



زياد العناني

ادعـــي علـــي بالموت.. ولا سمني
بس لا تفارقني دخيــل الله و تغيب
طاري السفر يا بعد عمري همني
شلون اودع في المطار اغلـــى حبيب :cry:
تعال قبل تروح عني ضمني
اقرب من انفاسي ترى حالي صعيب
ابنتثر قدام عينك لمني
وابسألك هل نلتقي عما قريب
نسيت حتي اسمي دخيلك سمني
باللى تسمينى البيلك واجيب
مجنون عاقل ما علي من لامني
انا مع نفسي واحس اني غريب


 
 
Page generated in 0.05423 seconds with 11 queries