رهينة الحبر.. باب: إيقاعات امرأة تهاجر إلى القصيدة
رهينة الحبر
1
خرائط تتقاطع في التيه
خطوط نازحة بلا سمت
تؤثث مملكة أو تكاد!
في الذهن سمك يحتدم
وثمة من يوشك على الإختناق
أعيد على الروح تراويح:
تنفسي بعمق، عبر القلب
تنفسي
2
مراكب الروح كلمات، ولا بـحر
تمخر سراً
تقتصّ من قيلولتي
تحجب ماهية الاختناق، تنزلق
تسقط في شِباك النصّ،
تشرب الحبر،
الحبر فادح، حين الإيغال في غير الماء المرتجى!
احترقتْ أمواج السمكة، جفت الكلمات
ومازلتَ ، كما أنتَ
حنانيكَ يا ابن آدم، أيها الغريب!
3
لاملح في هذه البحيرات
خرمتُ شباكي وسكينة الموج
رفضتُ انتزاع احشاء سمكة تنتحر
تضرب الإسمنت بزعانفها
شمّرتْ سيدةٌ، نقيضَ أمومتها،
كشطتْ قشور الحكاية وماتبقى
السمكة حيّة تدخل المقلاة
السمكة حيَة تخرج من المقلاة
السمكة مأدبة تناولوها مع الملح والنبيذ
بكيت، استغربَ المدعوون ، قالوا
غداً تفهم دروس البحر!
حنانيكم، كم كنتم غرباء!
4
سمكة، كلمة حين الخلق
سيدة، رهيـــنة الحبــر
كيف لا، ومن مائها جمرة الأساطير!
تهجسُ في الحبر، تشهد الإقامة في الموت
تختنق في الهجرات، ترتطم والخرائط في العمق الأقصى
غريــبة والحرائقُ مراراً
حنانيكِ أيتها النار!
5
قبل أن ترقص موتها
ثمة من قطف الوهج
بلكمة حنونة، غشى بصرها، تلى عليها..، غشى روحها
لم تعد تسمع، لم تعد ترى، لم تعدْ...
نسيتْ البحر ولونه، لم يعد البـحر بحرا ،
نسيتْ أسمها، لم تعد سمكة!
صارت...!
صارتْ في اليم دمعة كحلية
حنانيــكِ أيتها المتـــاهة!
6
بين العماء والعماء، ذاكرة البدء
تنام، وعيناها راعفتان حتى البحر
في موتها تصقل الأبعاد وتعود...
تفسد المعادن وخبايا الأســفار السرية
حنانيـــــكَ أيها المـــلح!
......................
اوغست 2003