الشاعر يكتب من أجل جمهور متخيّل بمعنى أنه لا ينتظر جمهورا مكرسا عاديا كجمهور كرة القدم أو جمهور هيفاء وهبي أو من لفّ لفّها. و لكن للشاعر جمهور من نوع آخر ،هو يمكن أن يحمّله في متقبل واحد يغني عن ملايين المتقبّلين لما يكتبه الشاعر الآن. فالمعادلة قد تبدو غريبة و لكن للشاعر منطق خاص و هو يكتب للجمهور الذي تعج به السّاحة الثقافية.
فهل يعني ذلك بأنك تتّبع منطقا خاصا عندما تكتب القصيدة؟
لكأني بك عندما تكتب تؤسس لجمهور معين ،أليس صحيحا؟
بل وجدانا بديلا سيطعاطى معه جمهور قادم و ليس جمهورا راهنا ،فلا يهمني الجمهور الراهن لأنه جمهور يعيش على علاّته منمّط أفسدته الثقافة حتى أصبح يرقص على " تار بوفلس " كما يقول المثل التونسي.
و لا ينطوي بذلك على ما به يكون متقبّلا نوعيا و يراوح بين ما هو ثقافة و شأن يومي و اقتصاد
و تاريخ ...أنا مع هذا المتقبّل الذي يؤمن بانفجار الوجبة المعرفية التي يحصل عليها كل يوم و لا يكتفي أن يكون رأسه محشوا بكل أنباء الكرة أو معارف حول شخص لا شأن له إلاّ لأن له سرعة فائقة في التلاعب بالكرة ،لا بدّ له أن يراوح بين هذا و ذاك. أن يكون مغرما بالكرة و مغرما بالرياضيات و العلوم و الأدب و الإنترنات...و بكل منجزات التكنولوجيا الحديثة حتّى تحصل له الجدوى و يصبح ضميرا مستترا تقديره إنسان.
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|