[مجنون يحكي وعاقل يسمع]

الوطن الفضاء الذي يستقبل صرختنا الأولى عند خروجنا من رحم الأم الحنون إلى رحمه , وبالتالي فهو الرحم الذي يستقبلنا , هو الهواء الذي يحافظ على خفقان القلب ودورة الحياة , وصدر الأم الحنون الذي يسقيك نسغ الحياة , أنشودة الأم التي تهدهدنا حتى نغفو على صدرها , هو الأرض التي تمسحها بثيابك وجسدك البط عندما تحاول الأعتماد على نفسك محاولاً الاقتراب من الأشياء , فتزحف باتجاهها أشياؤك التي تحاول العبث البريء بها فتحطمها بكل براءة , هو ضحكة أبيك التي ليس لها حدود وهو يراقب تطوراتك وأنت طفل كل يوم وكل ساعة , وهو الفرح الذي تعطيه للآخرين , من دون وعي منك , وهو الضحكة المرسومة على شفاه الأطفال , هو نجمة الصبح, و فرحة طفل يداعبها , ولا يستطيع أن يقبض عليها بكفيه الحريريين , فيبتسم لإخفاقه بالتقاطها وتبقى لغزاً ويبقى على موعد مع محاولة الإمساك بها غداً , هو الموسيقا التي تعزفها أوركسترا الغيوم , فتتغلغل في أعماق الأرض , لتعيد دورة الحياة من جديد ’ إنه تراقص وريقات الشجر كحبات الذهب , في أيلول , ,انشودة النسيم يتلاعب بتلك الأوراق المذهبة
يتبع