الموضوع: مسرح خيال الظل
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/02/2009   #3
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


في أيّامنا، يتبع مسرح الظلّ أسلوب جاوة (أندونيسيا) الآسيويّ أو الأسلوب التركيّ، الّذي شاع في عهد العثمانيّين، أو الأسلوب الصيني.

كان مسرح جاوة يُستعمل لتعليم الأولاد الديانة الهندوسيّة، لذلك يشبه مسرح الظلّ الهنديّ. وأشهر النصوص الّتي كان يقدّمها هي رامايانا و مهاباراتا المنقولة شفهيّاً. كانت الشخصيّات تُصنع من جلود الحيوانات، وتلوّن وتزيّن، على الرغم من عدم ظهور الألوان أو الزينة في الظل. فقد كان الرجال يجلسون أمام الشاشة، ويشاهدون المسرحيّة عن قرب، فيرون الألوان. أمّا النساء، فيجلسن بعيداً، ولا يرين إلاّ الظلال . وكان شخص واحد يحرّك العرائس بوساطة العيدان، أي من تحت الشاشة، ويقلّد وحده جميع الأصوات. وترافقه فرقة قوامها صنج وطبل وبوق تؤمّن له الموسيقا التصويريّة.


استُعمِلَ المسرح التركيّ منذ القرن الرابع عشر، ولكنّه تطوّر كثيراً بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، خصوصاً في شهر رمضان. في البداية، كان يقوم شخص أو شخصان بتسلية العمّال في المسجد من خلال تصوير مشاهد مضحكة تتمّ في ورشات العمل. ومن شدّة إتقان هذه المهنة، تأثّر شخص يدعى صايح قصطري، وصنع لهؤلاء الممثّلين دمى من جلد الجمل، واستعملها في عرض الدمى المسرحيّ.
صُنِعَت الدمى التركيّة من جلد الجمل أو البقر، وكان الصانع يحفّ الجلد حتّى يصبح نصف شفّاف، ثمّ يلوّنه. ومن أشهر المسرحيّات لهذا الفن مسرحيّة كراكوز وعيواز . لم تهتم قصص مسرح خيال الظل التركي بالمواضيع الدينيّة، بل كانت ساخرة، وتتضمّن جدالاً بين شخصٍ ساذج (كراكوز) وصديقه الذكيّ (عيواز). ويكمن سرّ الضحك في هذه المفارقة، وينتهي العرض بانتصار كراكوز، الشخصيّة الطيّبة البسيطة الساذجة. كان يؤدّي الأدوار شخص واحد يسمّى الكراكوزي، يحرّك الشخصيّات بوساطة الحبال، أو الخيوط، أي من فوق الشاشة. وآخر أو فريق يؤدّي الأغاني. وقد أدّى ظهور السينما والتلفزيون إلى تقلّص عدد العروض من هذا النوع، لكنّها ظلّت من العروض المحبّبة لدى الأطفال.




ولا يختلف المسرح الصينيّ لخيال الظلّ كثيراً عن مثيله الأندونيسيّ أو التركيّ. فشخصيّاته مصنوعة من جلد الحمار، ومزخرفة بنقوش التفريغ (زخارف تحوي فراغات). ومن شدّة سماكة الجلد، لا تظهر الألوان بتاتاً. ويحرّك الدمى عدّة أشخاص بوساطة قضيبٍ من الخلف، ويراعون ألاّ يظهر ظلّ القضيب. ويوضع النور قريباً من الشاشة لهذا الغرض. أمّا المواضيع الّتي تتناولها العروض، فهي شديدة الاختلاف: عسكريّة، تاريخيّة، قصص فلكلوريّة، مضحكة، اجتماعيّة، توجيهيّة ...


// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03270 seconds with 11 queries