19 تشرين الأول
ينسى الإنسان ذاته في الحب
بعد أن يقبل الإنسان نفسه و يعيش ذاته بصدق ، ينطلق في محاولته أن يعيش ملء الحياة ، نحو التمرس على نسيان الذات و إتقان فن الحب .
يتعلم كيف يخرج من ذاته كي يشاطر الآخرين همهم بصدق .
إن حجم عالم المرء بحجم قلبه . و نحن نشعر بارتياح في واقعنا بقدر ما تعلمنا أن نحبه . فالمرأة أو الرجل الذي يعيش بصدق ، يخرج من عالم الأنانية الضعيف الظالم الذي لا يتسع إلا لشخص واحد . هم يعايشون الآخرين عن قرب و يشاطرونهم آلامهم و أفراحهم بكل عفوية .
و في ولوجهم إلى عالم الآخرين بصدق و عفوية ، يكبر عالمهم ، و مدى خبرتهم الإنسانية يتسع . إنهم يعيشون خبرة لا يستحقها سوى أولئك الذين التزموا بالآخرين و أحبوهم حباً " لا أعظم منه " ،
حب مَن هو مستعد لأن يبذل نفسه في سبيل من يحب .
أن يكون الإنسان محباً ، فهذا لا يعني أنه يدور يعمل الخير و يدوّن ذلك ليفتخر به ، و كأنه يستعمل الآخرين كمطية لأنانيّته . الإنسان الذي يحب حقاً ، يتعلم كيف يجعل و يأبى الظهور على المسرح ، بل يبقى دائماً وراء الكواليس . فإذا لم يكن اهتماماتنا بالآخر صادقاً ، فحبنا لا يعني شيئاً . و ما من إنسان يمكنه أن يتعلم كيف يعيش ، إن لم يتعلم كيف يحبّ .