[محمد سنجر]

فجأة
برق أضاء الكون
رعد زلزل بيوت الميسورين من حولها

تلمح نجمتان تتلصصان من فوق جدار الحاوية
ما لبث الشكل أن اكتمل
إنهما عينا قطتها ،
نعم لقد عادت
( نزلت إليها
صرخت في وجهها )
: أين ذهبت ؟

( لطمتها )
: لماذا تركتني ؟ لماذا ؟
( ترفعها أمام ناظريها
تتلاقى العيون بالعتاب
تتساقط دموعها الدافئة
تغرق الكون من حولها
تبكي و تبكي )
: لماذا عدت إذن أيتها ( الأنانية ) لماذا ؟
لماذا لم تتركيني ؟
هل تعلمت من البشر ؟
حتى أنت لا تعبئين لحالي
و من يعبأ بي ؟
هيـــــــــــــــــــــــ ه ؟
هل هناك من يعبأ لحالي يا أولاد الحلال ؟
يتردد صدى ندائها بين الأزقة و المباني
يجيبها العدم
( تبكي
تحتضن قطتها تقبلها )
: أنت تعبئين لحالي ؟ أليس كذلك ؟
لماذا جئت ؟
أحسست بما ألاقيه ؟
( فلتت القطة من بين يديها
نبشت القمامة بجوارها
تنبش و تنبش
و إذا بها تلعق شيء ما
كم أطرب سمعها هذا الصوت
مدت يدها تتحسس ما تلعقه
خطفته من بين مخالبها )
: بقايا متعفنة من طعام ؟
اللــــــــــــــه أكبــــــــــــــــــــــ ــر
( قربتها من فمها
تذوقتها
رائحتها لم تمكنها من التوصل إلى ماهيته
الأهم أنه بقايا طعام
نعم طعام )
: طعـــــــــــــــــــــــ ـــــــام
( أخيرا ستجد ما تسكت به معدتها
أخذت تأكل و تأكل
و كأنها لم تذق طعاما قط
و عندما انتهت
مسحت فمها بأطراف قميصها
أسندت ظهرها لجدار الحاوية
احتضنت قطتها لعلها تمنحها دفئا
لعل النوم ينسيها ما تلاقيه
لكن الخواطر تتقاذفها بين أمواجها العاتية )

من أنت ؟
لماذا جئت إلى هذه الدنيا ؟
لماذا كتب عليها العيش مذمومة مقهورة منهورة ؟
ما ذنبها لتلاقي ما تلاقيه ؟

اثنان
كان ثالثهما الشيطان
ثوان معدودة من شهوة لم يفلحا في كبح جماحها
ساقهما الشيطان كحيوانين

لم تكن المسكينة رابعهم ،
لم تتبع خطوة واحدة من خطوات الوسواس الخناس
ما هو الذنب الذي اقترفته ؟
لم يدفعا ثمنا لهذه المتعة التي لم تستغرق ثوان معدودة
لكنها هي التي تدفع الثمن الآن
تدفع الثمن
شرفها
دمها
حياتها
عارها الذي سيظل يغتصبها طيلة حياتها )

: أيا كل من كان الشيطان ثالثهما
أيا من لا تتقون اللــــــــــــــه
أين أنتم الآن أيها الحيوانات ؟
في أي بقعة من الظلام انزويتما ؟؟
أمازلتما تبحثان عن ثوان أخرى من المتعة المجانية ؟؟؟
لتلقيان ب ( بنت حرام ) أخرى بين النفايات ؟؟؟؟
أي ذنبا اقترفته أنا لتخلعا علي لقب ( بنت الحرام ) ؟؟
حسبي الله و نعم الوكيل
لا سامحكما الله
حسبي الله و نعم الوكيل
لا سامحكمــــــــــا الله
لا سامحكما اللــــــــــــــــــــه