عرض مشاركة واحدة
قديم 21/03/2008   #2
صبيّة و ست الصبايا *Marwa*
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ *Marwa*
*Marwa* is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
البــلاد المـقـدســـة
مشاركات:
2,869

افتراضي


دماغ المرأة ودماغ الرجل


إن سلوك الكائنات الحية وإدراكها يتمركز فى الدماغ، وسلوك الإنسان وإدراكه يتناسب مع حجم دماغه، لكن تعقيد هذا السلوك ليس متناسبا دائما مع حجم الدماغ. وبشكل إجمالى الدماغ عند الذكر أكبر منه عند الأنثى، ولكن الدماغ ليس كلا كاملا، بل هو مجموعة من الأجزاء، كل جزء يختص بوظيفة محددة.


هناك أجزاء من الدماغ فى الذكر أكبر من الأنثى، وبالمقابل هناك أجزاء من الدماغ فى الأنثى أكبر من الرجل، وحجم الجزء ينعكس على سلوك الكائن.

فالإنسان عموما مركز الإبصار لديه أكبر بكثير من مركز الشم، لذلك نجد أن أهمية البصر أكبر بالنسبة إليه... بينما الفأر يكون مركز الشم فى دماغه أكبر بكثير من غيرها.

هناك منطقة فى الدماغ تسمى الـأميجدالا" وظيفة هذه المنطقة أو المركز، هو الاستجابة لكل ما يثير الانفعال، أى شيء يجعل نبضات القلب تزداد كالخوف والترقب والحنين، وحين يستثار إنسان يقوم الدماغ بالتهدئة عن طريق إفراز جزيئات تحمل إشارات التهدئة، تسمى السيروتين" وكلما زاد تركيز هذه المادة كلما كانت قدرة الكائن أكثر على تهدئة الانفعال.


ولمعرفة ردة فعل الأميجدالا تحت الضغط النفسى عند كل من الذكر والأنثى ، أجريت تجربة على نوع من القوارض يعرف باسم الـديجو"، وهى حيوانات اجتماعية تعيش كمجموعات. تم فصل أحد الجراء عن أمها، وعزلها عنها تماما لفترة من الزمن، وبعد ذلك سمح لها بسمع صوت أمها وملاحظة نسبة تركيز السيروتين فى أدمغتها... وكانت النتيجة: أن الإناث اضطربت أكثر من الذكور.


وهناك منطقة أخرى فى الدماغ منها يدرك الإنسان المكان من حوله، ولها دور أساسى بقدرته على الحفظ وتثبيت الذكريات، تعرف هذه المنطقة باسم قرن آمون". وهذه المنطقة أكبر عند الإناث، وقد يؤثر حجم هذه المنطقة على سلامة التحرك وأمانه وهذا يمنحهم تفوقا باللياقة "الجمباز وغيره من الحركات" أو الكلام، على الرجال نستطيع معرفة أهمية هذا الفرق فى التالي:


لو أتينا بطائرتين وسلمنا الأولى لذكر والثانية لامرأة. الرجل فى قيادته يميل لتقدير المسافات والتعرف على المحيط من حوله مما يجعله يعتمد على تقديراته فى القيادة. وعندالمرأة لوحظ العكس فهى تتقيد بالعلامات والأجهزة، هذا الفرق لوحظ، أيضا، لدى الفئران فى لعبة المتاهة. تجارب كثيرة أجريت على قرن آمون" من نتائجها: أن الصدمات النفسية تحفز الذكور على التعلم، بينما تقلل الضغوط النفسية من قابلية الإناث للتعلم، وكذلك الأنثى أكثر جلدا على مقاومة الصدمات من الرجل.


أبحاث كثيرة تجرى على الفروق الدماغية بين الجنسين. منها أن الذكور يتذكرون الأجزاء المركزية من الحوادث المفجعة التى مرت عليهم. بينما تترسخ فى الإناث الأجزاء التفصيلية، وحين تذكر هذه المشاهد يعمل الجزء الأيمن فى الرجل ، وفى المرأة يعمل الجزء الأيسر.


مثل هذه البحوث لا تجرى للتندر والترف بل يبنى عليها قضية مهمة. فنتيجة البحوث التى تتعلق باختلاف تعامل الجنسين مع الصدمات أدت إلى أن يأخذ الطبيب جنس مريضه بعين الاعتبار عندما يصف علاجا لهذه الصدمات. فعلاج الأنثى لا يؤثر على الرجل.


أيضا نتيجة هذه التجارب، اكتشف أن الأنثى أكثر قابلية للإدمان من الذكر، فالمواد المخدرة تزيد من إفراز مادة فى الدماغ تبعث السرور للمتعاطي، هذه المادة يزيد إفرازها لدى الإناث أكثر من الذكور.

وبالنسبة إلى أن النساء تنسى أو أن ذاكرتهم أضعف من ذاكرة الرجال فهذا غير دقيق أبداً. بل بالعكس ذاكرة النساء فى الأوضاع المعيشية وفى باقى الأمور أيضاً هى غالباً أفضل وأدق من ذاكرة الرجال، وهم محافظون أكثر وأفضل إدارة من الرجال فى غالبية الأمور.


صحيح أن هناك فروق بنيوية وكيميائية ووظيفية أساسية وهامة بين دماغ الرجل ودماغ المرأة، وكذلك هناك فروقا أساسية بالدوافع والاهتمامات عند كل منهما، ولكن هذه الفروق تعزز فاعلية كل منهم فى القيام بدوره فى الحياة. من هذا كله نجد أن الفروق بين الذكر والأنثى تتجاوز الاختلاف فى السلوك أثناء التزاوج.


الوظيفة الأساسية لوجود الذكر والأنثى


إن تربية الأولاد والعناية بهم ليست هى الوظيفة الأساسية لتشكل الذكر والأنثى كما يظن فى بادئ الأمر. فالوظيفة الأساسية أهم من ذلك بكثير، لأنه يمكن لفرد واحد إنجاب وتربية الذرية، ونجد أمثلة على ذلك لدى الكائنات التى تتكاثر دون تزاوج أو الكائنات ثنائية الجنس. فالمهمة الأساسية من وجود الذكر والأنثى هى مزج وتوزيع الجينات الوراثية مع الاحتفاظ بأكبر كمية من الجينات المختلفة موجودة ضمن النوع، منتشرة بين أفراده ، بشكل يحقق هدفين معاً.


وفى نفس الوقت يتم المحافظة على كافة هذه الجينات وخصائصها، حتى الجينات الطافرة والتى تكون غير خطرة ، وذلك بنسخها بدقة، وهى تبقى موزعة بشكل عشوائى ومختلف على كافة أفراد النوع، فعدد هذه الطفرات تتراكم وتصبح كبيرة جداً ولا يمكن أن يحملها فرد واحد، وبقاء هذه الطفرات هام جداً لبقاء وتطور النوع فى ظروف وأوضاع متغيرة باستمرار.

فهاتان الوظيفتان مزج وخلط الجينات، وحمل الطفرات غير الخطرة، تمكن النوع من التكيف والبقاء مع وجود كمية كبيرة من التغييرات فى البيئة والظروف، وذلك نتيجة وجود المخزون الكبير والهائل من الجينات المختلفة "والتى تحقق الخصائص الجسمية والنفسية والفكرية المختلفة"، التى يمكن أن تلائم هذه الأوضاع، والتى تكون جاهزة للاستخدام، وموجودة لدى بعض أفراد النوع. وكلما استدعت تغيرات البيئة تصرفات أو قدرات أو خصائص جسمية جديدة يكون هناك أفراد يملكونها و مستعدة لهذه الأوضاع. لأنهم يكونون حاملين الجينات المناسبة للتعامل معها.

فالطفرات الجديدة لا تكفى فهى بطيئة الحدوث وغير كافية للتعامل مع الأوضاع المتغيرة، أى أن كافة الطفرات الغير قاتلة يتم الاحتفاظ بها، وتبقى محمولة ومحتفظ بها لدى بعض أفراد النوع، وتستعمل عند الحاجة إليها.فالانتظار لحصول الطفرة المناسبة للأوضاع الجديدة غير مجدي، فيجب أن تكون الطفرات جاهزة.


وتوجد هناك أنواع من الكائنات الحية مزدوجة الجنس نباتاً أو حيواناً ويمكن أن تلقح ذاتها، ولكن هذا لا يخلط الجينات بين أفراد هذا النوع فى هذه الحالة ويحد من كميتها، فكل نوع يحمل جينات متطابقة بين أفراده وهى محددة بالكمية التى يستطيع حملها فرد واحد، وهذا لا يساعد على التعامل مع الظروف المتغيرة للبيئة والأوضاع لقلة أنواع الجينات التى يحملها هذا النوع، وهذا يهدد بقاء هذا النوع فى حالة تغير الأوضاع بسرعة، لأن بعض الأوضاع تتطلب عدة أنواع من الجينات المناسبة للتكيف معها يحملها أحد أو بعض الأفراد، ولكنها غير موجودة ولا يمكن الانتظار لحدوث طفرة تنتج هذه الجينات.

لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير
ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير :]







؛

يا ريـحة البـلاد يا عطر الفّواح ..غـالي علينا يا تراب بلادنا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05117 seconds with 11 queries