عرض مشاركة واحدة
قديم 26/09/2006   #1
شب و شيخ الشباب skipy
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ skipy
skipy is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
660

افتراضي البوذية محاولة للفهم ..ترجمة نبيل فياض


البوذيّة: محاولة للفهم (الجزء الأوّل)



ترجمة نبيل فياض 2004

مقدمة المترجم

مما لا شكّ فيه أن القطيعة المعرفيّة في الدول الناطقة بالعربيّة صارت جزءاً من الطقس اليومي الذي يعيشه مواطنوها. وإضافة الى الوضع المادّي المزري الذي يعيشه الناس هنا، والمعرفة أضحت اليوم عملاً ليس بعيداً عن الكماليّات، فتقاليدنا " الأغرب " تشكّل حاجزاً معرفيّاً، ليس بيننا وبين الآخر البعيد في اليابان أو تايلند مثلاً، بل بين أبناء الوطن الواحد، حين تختلف توجهاتهم واعتقاداتهم. ولو سألنا مسلماً دمشقيّاً مثلاً عن مدى تعمّقه معرفيّاً بتراث جاره المسيحي أو اليهودي، لما خرجت إجابته عن مقولات شعبيّة، مغلوطة الأسس، مستقاة من تراث شفوي متشظ، لا يفيد إلاّ في ترسيخ صورة القطيعة المعرفيّة التي أضحت، كما قلنا، إحدى علاماتنا الفارقة؛ ليس هذا فقط، ففي لقاء لي نادر مع محمد سعيد البوطي، أستاذ الفكر المعاصر – ضمن أشياء أخرى – في كليّة شريعة دمشق، اكتشفت ضحالته المعرفيّة في ثقافة الآخر عندما استغرب من كلامي عن وجود جماعتين إسماعيلتين في سوريّا: أي، القاسميّون والمؤمنيّون.
ليست البوذيّة بالديانة السهل البلع" على مواطن الأديان الثلاث "السماويّة"؛ ولولا تعلّقي – ربما اعتناقي غير المعلن - بها غير الحديث العهد، وتعودي على علم مصطلحاتها، لما كنت أفضل كثيراً من البوطي في تعاملي مع هذه الديانة الرائعة. وكما ذكرت أكثر من مرّة، فالبوذيّة التي عرفتها كانت أقرب إلى الزن منها إلى البوذيّة بشكلها التقليدي: وسبب ذلك أن اليابانيين كانوا أوّل من لقّنني الدروس في هذه البنى الفكريّة. ولا أنكر أن تعلّقي بها، في البداية، كان مردّه العمق الأخلاقي غير العادي عند من تعاطيت معهم، على مدى طويل، من اليابانيين؛ وأخصّ هنا بالذكر، صديقي المثقف، ماساكي واتانابي. على أيّة حال، ورغم تركي للبوذية، روحيّاً، إلاّ أن آثارها الأعمق في داخلي، خاصّة مفهوم المعاناة – أقول هذا تحديداً لصديقي الأقرب الذي يستغرب، كابن لحضارة إسلاميّة، كلّ هذا العنف في المعاناة – الذي لا أستطيع الوصول إلى حالة تطهّر داخليّة دونه، ما تزال واضحة للعيان؛ كذلك، من الأهميّة بمكان الإشارة إلى واحدة من أحلى مقولات البوذيين: السلام الداخلي، الذي نشعر عبره أننا في قلب الله.
النص التالي لا يعدو كونه ترجمة لكتيّب ألماني اسمه "تعاليم بوذا"؛ ارتأيت، لسهولته وعمقه في آن، ترجمته للعربيّة لإعطاء هذا الفكر الجميل شيئاً من حقّه الطبيعي. مع الأمل أن تكون هذه الدراسة المبسّطة فاتحة خير في نقل درر الشرق الأقصى إلى لغاتنا الخاصّة. وبما أن النص غير قصير، ارتأينا أن نجعله في جزئين.
ملاحظة: الكلمات بين قوسين غير مستديرين [ ] من عندي.
أخيراً، ففي اعتقادي أن الكاتب من أتباع بوذية الهينايانا، لموقفه غير الإيجابي من بوذيّة الماهايانا.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04331 seconds with 11 queries