عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #96
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في مراتب الأنفس

أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن الباري- جل ثناؤه- لما أبدع النفوس واخترعها وأبرز المستكن والمستجن من الكائنات، رتبها ونظمها كمراتب الأعداد المفردات، كما ذكر تعالى بقوله حكاية عن الملائكة قولهم:" وما منا إلا له مقام معلوم، وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون".
وأعلم يا أخي بأن أعداد النفوس كثيرة لا يحصيها إلا الله- جل ثناؤه- كما قال:" وما يعلم جنود ربك إلا هو" ولكن نحتاج أن نذكر طرفاً من مراتبها ومقاماتها الجنسية، إذ كانت الأنواع والأشخاص لا يمكن تعديدها ولا يعلمها إلا هو.
وأعلم يا أخي بأن مراتب النفوس ثلاثة أنواع، فمنها مرتبة الأنفس الإنسانية، ومنها ما هي فوقها، ومنها ما هي دونها؛ فالتي هي دونها سبع مراتب، والتي فوقها سبع أيضاً، وجملتها خمس عشرة مرتبة. والمعلوم من هذه المراتب التي ذكرناها عند العلماء، ويمكن لكل عاقل أن يعرفها ويحس بها، خمس، منها اثنتان فوق رتبة الإنسانية وهي رتبة الملكية والقدسية، ورتبة الملكية هي رتبة الحكمية، ورتبة القدسية هي رتبة النبوة والناموسية، واثنتان دونها وهي مرتبة النفس النباتية والحيوانية، ويعلم صحة ما قلنا وحقيقة ما وصفنا، الناظرون في علم النفس من الحكماء والفلاسفة وكثير من الأطباء.
وأما الرتبتان اللتان فوق رتبة الإنسانية فهي مرتبة الحكمة وفوقها الناموسية؛ وأما مرتبة الإنسانية فهي التي ذكرها الله تعالى بقوله:" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" وأما التي فوق هذه فما أشار إليه بقوله:" ولما بلغ أشده واستوى" يعني الإنسان" آتيناه حكماً وعلماً؛" وقال أيضاً: " أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها" يعني الإنسان احيينا نفسه بنور الهداية، وهذه هي مرتبة نفوس المؤمنين العارفين والعلماء الراسخين.
فأما التي فوقها فمرتبة النفوس النبوية الواضعين النواميس الإلهية، وإليها أشار بقوله- جل ثناؤه-:" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" وهذه المرتبة تلي مرتبة القدسية الملكية. فقد تبين بما ذكرنا، المراتب الخمس التي يمكن الإنسان أن يعلمها ويحس بها. فأما المراتب التي دون النباتية وفوق القدسية فبعيدة معرفتها على المرتاضين بالعلوم الإلهية، فكيف على غيرهم.
وإذ قد فرغنا من ذكر ما أردنا أن نقدمه فنقول الآن ونخبر بكل ما يخص كل نوع من هذه النفوس الخمس من المعونة والتأييد.
أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- أن الله- جل ثناؤه- لما ربط الأنفس الجزئية بالأجسام الجزئية للعلة التي ذكرناها في رسالة" الإنسان عالم صغير" أيدها وأعانها بضروب من المعاونة وفنون من التأييدات: كل ذلك جود منه ولطف بها، وأنعام منه عليها، وإفضال وإحسان غليها، وإكرام لها، وذلك أنه كلما بلغت نفس منها رتبة ما، أمدها بزيادة فضلاً منه وجوداً، أونقلها إلى ما فوقها وأرفع منها وأعز وأشرف وأجل وأكرم: كل ذلك ليبلغها إلى أقصى مدى غاياتها وتمام نهاياتها، وإذ تبين بما ذكرنا، مراتب النفوس الخمس، وما الفائدة والحكمة في رباطها بالأجسام، فنريد أن نذكر ما يخص كل نوع منها من المعاونة والتأييد، وهي القوى الطبيعية، والأخلاق المركوزة، والهياكل الجسمانية، والأدوات الجسدانية، والشعورات الحسية، والأوهام الفكرية، والحركات المكانية، والأفعال الإرادية، والأعمال الاختيارية، والصنائع الحكمية، والأوضاع الناموسية، والسياسات الملكوتية؛ ونبدأ بذكر الشهوات المركوزة في الجبلة والقوى الطبيعية المعينة لها، إذ كانت هي الأصل والقانون في جميع القوى والأخلاق والخصال والأفعال والحركات والحس والشعور بها ومن أجلها، كما سنبين بعد.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03150 seconds with 11 queries