عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #98
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في اختلاف مناهج النفوس

وأعلم يا أخي بأن هذه الخصال مركوزة في جبلة الإنسان، ولكن تختلف اختيارات كل واحد لها حسب ما تيسر له وتتأكد أسبابه، وذلك أن من الناس من تيسر له أسباب الصنائع والحرف، وآخر أسباب العلوم والآداب، وآخر تيسر ه أسباب العمل والتصرف، وآخر أسباب التجارات والبيع والشراء، وآخر أسباب الملك والسلطان، وآخر أسباب البطالة والفراغ، وآخر أسباب الحكم والمعارف كما سنبينه بعد هذا الفصل. ومما أعطيت النفس الناطقة من نعم الله تعالى وخصت به من إحسانه، من بين نفوس سائر الحيوانات، وأعينت به على البلوغ إلى أقصى مدى غاياتها، وأيدت للوصول إلى تمام نهاياتها، وهذا الهيكل العجيب البنية، المحكم الصورة، المتقن الصنعة الذي قد عجزت الحكماء عن كنه معرفته، وتركيب بنيته من غرائب الصنعة مما قد وصف طرف منه في كتاب منافع الأعضاء وكتاب التشريح من كيفية انتصاب قامته من بين سائر الحيوانات، وما خص به أيضاً من فصاحة لسانه وغرائب لغاته وفنون أقاويله وحسن بيانه من بين سائرها، وما خص به أيضاً من طريف شكل يديه، وما يتأتى له بهما من الصنائع المحكمة والأعمال المتقنة من بين سائرها، وما خص به أيضاً من طرائف أدوات حواسه وغرائب طرقات إدراكها للمحسوسات، كما وصفنا في رسالة الحاس والمحسوس.
ومما خصت به أيضاً النفس الناطقة الإنسانية من نعم الله تعالى وإحسانه العقل الغريزي وكثرة أعوانه وجنوده وخصاله المحمودة، كما سنبين بعد، وأما التي تنسب من الخصال المحمودة إلى النفس الحكمية فشهوة العلوم والمعارف وما أعينت به على طلبها وإدراكها والوصول إليها من الخصال المركوزة والقوى المجبولة: كالذهن الصافي والفهم الجيد وذكاء النفس، وصفاء القلب وحدة الفؤاد، وسرعة الخاطر، وقوة التخيل وجودة التصور، والفكر والروية والتأمل والاعتبار، والنظر والاستبصار، والحفظ والتذكار، ومعرفة الروايات والأخبار، ووضع القياسات واستخراج النتائج بالمقدمات، والتكهن والقيافة والفراسة، وقبول الوحي والإلهام، ورؤية المنامات والإنذار بالكائنات بعلم النجوم والزجر: كل ذلك معاونة لها وتأييد إلى البلوغ إلى الغاية والوصول إليها. وأما التي تنسب إلى النفس الملكية القدسية فهي شهوة القرب إلى ربها والزلفى لديه، وقبول الفيض منه، وإفاضة الجود على من دونها من أبناء جنسها، كما ذكر الله تعالى بقوله:" يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب"، وقوله سبحانه:" يستغفرون لمن في الأرض"، وقوله:" فأغفر للذين تابوا"، وقال:" كراماً كاتبين" الآية. فهذا تفصيل جملة ما ينسب إلى كل جنس من النفوس، والمخصوص بها من الشهوات المركوزة فيها، فأما التي تعمها كلها فشهوة البقاء على أتم الحالات وأكمل الغايات وكراهية الفناء والنقص عن الحال الأفضل والكمل.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04411 seconds with 11 queries