عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #103
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل

وأعلم يا أخي بأنك إذا تأملت ونظرت إلى كل صنف من هذه الأصناف الثمانية


واعتبرت أحوالهم وما هم عليه ومتعلقون به، من حفظ هذه الأمور الثمانية، وحرصهم على مراعاتهم بشرائطها كما وصفنا، ثم نظرت بعين قلبك ونور بصيرتك وصفاء جوهرك إلى جملتهم، وتخيلتها في وهمك، وفكرت، رأيت الناموس مملكة روحانية، ورأيت أتباع صاحب الناموس وأنصاره يسعون فيه ويعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل؛ ورأيت واضع الناموس قد استوى على عرشه نافذاً فيهم أمره ونهيه، وهم حاملون عرشه يسبحون بحمد ربهم، ويؤمنون به، ويستغفرون لمن في الأرض، وهم من بعدهم من أتباعهم، لأنهم كالسماء لمن بعدهم، ومن بعدهم كالأرض لهم، ولمن قبلهم من أسلافهم.
وأعلم يا أخي بأن كل طائفة من هذه الأصناف الثمانية تحتاج، في حفظها ركناً من أركان الناموس، إلى شرائط معلومة، وخصال محمودة، وأخلاق جميلة نحتاج أن نشرحها ونصفها: أما التي يحتاج إليها القراء والحفظة من الأخلاق الجميلة والخصال المحمودة والشرائط المعلومة، فأولها فصاحة الألفاظ، وتقويم اللسان، وطيب النغمة، وجودة العبارة، وسرعة الحفظ، وجودة الفهم، ودوام الدرس والنشاط في القراءة، والتواضع لمن يتعلم منه، والتعظيم له، ومعرفة حقه وحرمته، والرفق بمن يعلمه، والشفقة عليه، وقلة الضجر من إبطاء فهمه وحفظه، وترك ضيق الصدر من تلقينه، وقلة الطمع في أخذ العوض منه، وقلة المنة عليه بما يعلمه.
وأما التي يحتاج إليها من هذه الخصال والأخلاق أصحاب الأخبار وحملة الأحاديث، فأولها جودة الاستماع، واستيفاء الكلام، وضبط الألفاظ على رسمها، وتقييدها بالكتابة، والتحرز والتحرج والحذر من الزيادة فيها والنقصان عن تمامها، والصدق وحسن الأداء وتجنب الكذب، ثم الحكاية عنها بهيأتها، وبذلها ونشرها لمن سأل عنها، اويصلح له الإخبار عنها؛ وطيها وصونها عمن لا تصلح له ولا تليق به: كل ذلك نصيحة للإخوان، ونصرة للدين ولواضع الناموس، وابتغاء وجه الله وجزيل ثوابه في الآخرة.
وأما التي يحتاج إليها الفقهاء والقضاة والمفتون، من هذه الخصال والأخلاق والشرائط المحمودة فيها، والقيام منها بما هم بسبيله، فأولها معرفة الرتب التي رتبها واضع الناموس من الأوامر والنواهي والفرائض والسنن والنوافل والحلال والحرام والحدود والحكام؛ ثم معرفة القياس وكيفية استخراج الفروع من الأصول في الفتاوى والمسائل الواردة التي ليس لها ذكر في الأصول، والتثبت والتأني في الفتيا، والاستقصاء في استفهام السؤال بجميع شرائطه، ثم قلة الترخيص في الشبهات من المحذورات، وترك التحريج في المشكلات، ودرء الحدود بالشبهات؛ وقلة الخلاف مع أبناء الجنس، وترك الحسد للأقران، وبذل النصيحة للإخوان، والشفقة والتحنن على الجهال، وترك الافتخار في الإصابة في الأحكام، وقلة الشنعة على العلماء بزلاتهم، والاحتمال لأذية الجيران، وقلة الرغبة في حطام الدنيا، وعفة الفرج، وترك الطمع، والقيام بواجب أحكام الناموس، وإن لا يكون قوله مخالفاً لعمله.
وأما التي يحتاج إليها من هذه الخصال والأخلاق والشرائط المفسرون لألفاظ التنزيل، فأولها معرفة غرض صاحب الناموس في إيراده التنزيل، واستعماله الألفاظ المشتركة المعاني، ثم أن يكون له اتساع في معرفة تصاريف الكلام والأقاويل، وما يحتملها من المعاني مما يؤكد غرض واضع الناموس؛ ويكون له جودة بحث وبعد غور في استخراج المعاني ولطف العبارة عنها، بحسب ما تحتمل عقول المستمعين، ويقرب من فهم المتعلمين، ويكون له من يقظة القلب ما لا يناقض أقاويله وعباراته ولا في المعاني التي يشير إليها في تفسيره لألفاظ تنزيل واضع الناموس وأقاويله وكلامه وبيانه. وأعلم يا أخي بأنه متى لم يكن المفسر عارفاً بغرض واضع الناموس في إيراده الألفاظ المشتركة المعاني في تنزيله وأقاويله وعباراته وبيانه، تخيل له من تلك الألفاظ من المعاني غير ما أشار إليه واضع الناموس، وتوهم سوى ما أراد فيها، فأفهم المستمعينمن تفسيره ما تخيل هو، وعلم المتعلمين ما علم به، فصار له ذلك ديناً ومذهباً غير دين واضع الناموس وطريقته، وكان مخالفاً له في اعتقاده في الشريعة وهولا يشعر؛ ويكون بذلك مفسداً في أحكام الناموس، وهويظن أنه من المصلحين، ولا يدري. فاحذر يا أخي من هذا الباب، فإن فساد ديانات واضعي الناموس وأحكام شرائعهم أكثرها من هذا الباب يكون.
وأما التي يحتاج إليها من هذه الخصال والأخلاق والشرائط أنصار واضع الناموس، وغزاة أعدائه، والحافظون ثغور بلاد أتباعه وأنصاره، أن يكون لهم تعصب للدين وغيرة على حرمة الناموس، وحمية من اجل فساد يدخل عليه، وحنق على العداء المجاهرين بالعداوة لواضع الناموس ودينه، المريدين فساد أحكامه؛ وقلة الهيبة منهم، وشجاعة النفس عند البراز، وخفة الحركة عند الجولان، وتيقظ القلب من غدر العدو، وأخذ الحذر في أوقات الغفلة، وقلة الاغترار بقلتهم، وطلب الحيلة للظفر ما استوى من غير قتال، ومخادعة في الحروب، ومبادرة في البراز إلى الأقران والأكفاء، وصبر عند اللقاء، وكثرة الذكر لله عز وجل، والاستعانة به، والأنفة من الفرار وما يكون فيه من العار، وقلة الرغبة في النهب، والتقية من هتك الحريم عند الظفر، وكثرة الشكر لله، وترك الإفساد عند الهزيمة، ورحمة الأسير، وقبول الصلح عند الهدنة، والوفاء بالعهد، وترك الإعجاب عند كثرة عدد الأعوان والأنصار.
وأما التي يحتاج إليها من هذه الخصال والأخلاق والشرائط الزهاد والعباد والمذكرون للناس أمر الآخرة وذكر المعاد، فأولها التي هي أساس الدين وملاك الأمر القناعة باليسير من حطام الدنيا، والرضى بالقليل من متاعها ولذاتها، وصيانة النفس عن الانهماك في شهواتها ولذاتها، وترك طلب المنزلة والجلالة والكرامة، وقلة الحرص في طلب الحاجات فيها، والاشتغال بطلب العلم، والعبادة بالصوم والصلاة مع أبناء الجنس، وترك الخلطة في الراغبين فيها من أبنائها، والتفرد في الخلوات، وكثرة ذكر الموت وفناء نعيم الدنيا وزوال ملكها، والنظر إلى آثار القرون الماضية، والاعتبار بها، والدور الخربة والمنازل الدارسة العافية للأمم الخالية، والنظر في كتب الحكماء وأخبار سير الملوك الماضية، والتفكر في الأمثال المضروبة على ألسنة الحكماء ذوي التجربة في وصفهم الدنيا واعتبارهم تصاريف الزمان ونوائب الحدثان، والتيقن بأمر المعاد، وشدة الاشتياق إلى نعيم الآخرة دار القرار مع الأبرار من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،" وحسن أولئك رفيقاً".
وأما التي يحتاج إليها من هذه الخصال والأخلاق والشرائط خلفاء واضع الناموس، وهم طائفتان، إحداهما خلفاؤه في الملك والرياسة في أمور الدنيا والتدبير والسياسة في حفظ ظاهر أحكام الناموس على أهلم، فقد أفردنا له رسالة، إذ كان هذا الباب يحتاج إلى خطب طويل وشرح كثير. وأما خلفاؤه في أسرار أحكام الناموس الذين هم الأئمة المهديون والخلفاء الراشدون فقد بينا أخلاقهم وخصالهم وشرائطهم وعلومهم ومعارفهم وطرائقهم في إحدى وخمسين رسالة عملناها ودوناها، وهذه الرسالة واحدة منها؛ فقم أيها الأخ البار الرحيم- أيدك الله وإيانا بروح منه- بالعمل بواجبها، والقيام بحقها، وأخبر جميع إخواننا حيث كانوا في البلاد بما في هذه الرسالة والرسائل الأخر، إذ الدال على الخير كفاعله.
وقد بينا بما ذكرنا طرفاً من خصال صاحب الناموس وحكم أتباعه معه في حفظهم أركان الناموس، وتصاريف أحوالهم في الدنيا، فنريد أن نذكر طرفاً من كيفية أحوالهم في الآخرة وتصاريف أحكامها، إذ كان هذا هوالغرض الأقصى في وضع النواميس الإلهية وسنن الديانات النبوية.
فأعلم يا أخي بأن لكل شيء من الموجودات في هذا العالم ظاهراً وباطناً، وظواهر الأمور قشور وعظام، وبواطنها لب ومخ، وإن الناموس هوأحد الأشياء الموجودة في هذا العالم منذ كان الناس، وله أحكام وحدود ظاهرة بينة يعلمها أهل الشريعة وعلماء أحكامها من الخاص والعام، ولأحكامه وحدوده أسرار وبواطن لا يعرفها إلا الخواص منهم والراسخون في العلم.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06211 seconds with 11 queries