عرض مشاركة واحدة
قديم 18/10/2007   #33
صبيّة و ست الصبايا ليندا
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ليندا
ليندا is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
1,130

افتراضي بقلم// فرحان بلبل ....


تابع ((مسرح الهواه في سوريـــا))


في عام 1960 أنشأ ت وزارة الثقافة المسرح القومي في دمشق. وكان من خطتها حينذاك أن تسارع إلى إنشاء مسارح قومية في عدد من المحافظات السورية. لكن ذلك لم يتم لأسباب عديده. لكن الحركة المسرحية السورية التي ولدت مع المرحلة الجديدة أتمت عمل المسرح الرسمي بمسرح الهواة الذي امتد على جميع المدن ا لسورية. وكان هذا المسرح أكثر جرأة على التصدي لمشكلات الأمة العربية وقضاياها. فقدم ما يمكن تسميته بآفاق التجديد في الكتابة والعرض المسرحي. وتبلور هذا المسرح في الأندية الفنية -وهي موطنه الأول في مرحلة ما قبل الاستقلال-وفي اتحاد شبيبة الثورة وفي اتحادات العمال وفي الجامعات وأحياناً في المراكز الثقافية.لكن هذاالمسرح نظر إليه المسرح الرسمي كأنه عدو له. فلم يقدم له من الدعم إلا القليل. وترك الهواة لقدراتهم الذاتية التي لا تستطيع أن تستمر في تقديم النشاط المسرحي. والمنظمات الشعبية التي كانت ترعاه لم تقدم له من الدعم المالي والمعنوي إلاالقليل. فلم يهلَّ عقد ثمانينيات القرن العشرين حتى بدا مسرح الهواة عاجزاً عن الاستمرار. فكانت لوحة مسرح الهواة في سورية على الشكل التالي:

في دمشق قضي على مسرح الهواة قضاءً تاماً.فلم تعد مؤسسات دمشق الثقافية ومنظماتها الشعبية تجرؤ على تشكيل فرق للهواة فيها. وبذلك خسرت دمشق حيويةَ الهواة وصدقَهم الفكري والفني. وخسرت أكثر، قدرةَ الأجيال الشابة على التعبير الحي الصادق عن واقع الحياة المعاصرة بما فيها من تغيرات في الأفكار والأساليب. وهكذا أصبح المسرح في دمشق -ولأول مرة في تاريخه الطويل- عاجزاً عن تصوير نبض الحياة تصويراً حياًعميقاً لا يستطيعه إلا الهواة بجرأتهم الفكرية البريئة وبصدقهم الذي لا يحجبه الاهتمام بالصنعة والتزويق. وخسرت أيضا ً-وهي خسارة أدهى وأمر- الدروسَ الفكرية التي يطلقها الهواة.وخسرت -وهي خسارة أفجع-معرفةَ الوسائل الفنية التي يخترعهاالهواة ببساطة وعفوية للوصول إلى الجمهور.وهكذا أيضاً بدت دمشق مصنعاً فذاً لإنتاج أعمال مسرحية تشمخ بقدراتها الفنية وبتعدد تجاربها. لكنه مصنع ينتج المسرح المعلَّب تماماً كجميع أنواع المعلبات التي تنتجها معامل سورية الاستهلاكية. ففيها من هذه الأنواع فيض جارف ينافس بعضُه بعضاً ويدحَر بعضُه بعضاً دون أن يشكل صناعة قوية يفخر بها الوطن وإن كان يقرمش هذه الصناعة بعجالة المتنـزه على ضفة النهر رامياً بعد القرمشة أغلفةَ الإنتاج الصناعي الفارغة. فالصناعة استهلاك والمسرح استهلاك. وما أبأس هذا الاستهلاك البراق.

يتبـــع ....

لا تحلموا بعالم جديد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر اخر جديد
وخلف كل ثائر يموت
احزان بلا جدوى
ودمعة سدى

،،أمــل دنقل
:
((We ask the Syrian government to stop banning Akhawia ))
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03609 seconds with 11 queries