23/09/2007
|
#7
|
مشرف
نورنا ب: |
Apr 2007 |
المطرح: |
Aleppo-Syria |
مشاركات: |
4,345 |
|
كان طبيعياً أن يختف الاثنان . و قد اختلفا بالفعل و اضطرا للوقوف أمام جزر كناري الاسبانية , حيث تدبر بنزون أمر إصلاح دفة السفينة بنتا و صيانة السفن الثلاث و تدبر المؤن الازمة , أما كولومبوس فلم يكن يعرف كل هذه التفاصيل .
و اختلفا بعد ذلك على معاملة البحارة بنزون حين أحسّ بالتذمر من بعض بحارته بعد أسابيع من الإبحار رأى تعليقهم على سواري المركب مشنوقين . أما كولومبوس فكان يقدر أنه يحتاج كل ملاح من أجل العودة فلا بد من أخذهم باللين و المرونة . أما البحارة فكانو كلما ازدادوا سيراً ازدادوا قلقاً و رعباً و صاروا يجاهريون و بعد إلى أين ؟ و تصوروا أنفسهم طعاماً سهلاً للتنانين و الشللالات الهائلة الهاوية فازدادوا حدةً و شراسةً ..
و كان قد مضى عليهم في البحر منذ غادرو جزر كناري حوالي أربعين يوماً حين صاح المراقب في أعلى سفينة بنتا و اسمه رودريغز : الأرض ! الأرض !
لا يهمنا افتراق الرجلين بعد ذلك في اكتشاف الجزء التي عثرا عليها في اطارف ما نسميه اليوم بالبحر الكاريبي و لا اصطدام السفينة سانتا ماريا بالصخور و تركها و لا و لا ..
ما يهمنا سباق الرجلين في العودة بالنبأ العظيم إلى اسبانيا . شعر كولومبوس بالرعب حين سمع باتجاه بنزون إلى الشرق على السفينة نينا فلحق به على السفينة الأحرى بنتا ..
سباق العودة اعترضه في منطقة جزر آسور البرتغالية غاصفة فصلت السفينتين و تابع كولومب سيره و لم يكن له بد من المرور بها و لم يرد البوح لأحد بمكان سفره و عودته , لما بين الاسبان و البرتغال من التنافس و لكنه على أي حال لم يجد السفينة نينا هناك و حين دفعت الريح السفينة بنتا إلى شواطئ البرتغال خادع كولومبوس الملك عن نفسه و مهمته و سار حتى إذا وصل المرفأ الذي يرى منه دير رابيدوس الأبيض , وجد بنزون قد سبقه بنصف يوم و كتب إلى الملك بوصوله ..! في الشواطئ الإسبانية و لحق به كولمبوس و تصافيا ..
يتبـــــــع ...
ويحَ زمَنٍ أصبَحَ فيهِ عاشِقُ الوطَنِ يُهان ..
ويُشطَبُ مِن ذاكرةِ عشقِهِ ..
ومِن قائِمَةِ بني الإنسان !!
.
|
|
|